سؤال وجواب

شعر-عن-الشجاعة


الشجاعة

تُعدّ الشجاعة من الصفات المحمودة عند الرجل العربي على وجه التحديد، ويأتي اسمها من الفعل شَجُعَ وهو اشتداده عند البأس، والشجاعة مصدر هذا الفعل، ومعناها شدة القلب والثبات عند البأس كما ذهب علماء معاجم اللغة العربية من خلال استقصاء معناها في لسان العرب منذ القديم وحتى تدوين ذلك المعنى في الكتاب، وقد نظم الشعراء في تلك السجية أشعارًا كثيرة كونها من الصفات المميزة لشخصية الفارس العربي الذي من دونها لا يُعدّ فارسًا ولا يؤبه له، وسيقف المقال هذا مع شعر عن الشجاعة قد قاله شعراء لهم بصمتهم في الشعر العربي.[١]

شعر عن الشجاعة

قبل الوقوف مع شعر عن الشجاعة منتقى من عيون الشعر العربي، لا بدّ من الوقوف على أهميّة الشجاعة في حياة المرء ولماذا على المرء أن يتّصف بها، فالشجاعة -كما مرّ- هي الثبات حين البأس، ولذلك فقد حثّ الإسلام المسلمين على الثبات والاتصاف بالشجاعة في كلّ أمور حياتهم، فقال سبحانه وتعالى في الشريف الرضي عن الشجاعة:[٥]

طِلابُ العِزِّ مِن شِيَمِ الشُجاعِ

وَسَعيُ المَرءِ تُحرِزُهُ المَساعي

وَدونَ المَجدِ قَلبٌ مُستَطيلٌ

وَباعٌ غَيرُ مَجبوبِ الذِراعِ

أُخَوَّفُ بِالزَماعِ وَلَستُ أَدري

بِأَينَ أَجُزُّ ناصِيَةَ الزَماعِ

وَلَستُ أَضَلُّ في طُرُقِ المَعالي

وَنارُ العِزِّ عالِيَةُ الشُعاعِ

وَيُعجِبُني البِعادُ كَأَنَّ قَلبي

يُحَدِّثُ عَن عَدِيَّ بِنِ الرِقاعِ

لَقيتُ مِنَ المُقامِ عَلى الأَماني

كَما لَقِيَ الطُموحُ مِنَ الصِقاعِ

وَلَو أَنّي مَلَكتُ عِنانَ طَرفي

أَخَذتُ عَلى الوَسيقَةِ بِالكُراعِ

وَكُنتُ إِذا تَلَوَّنَ لي خَليلٌ

تَلَّوَنَ بي لَهُ خِلوُ النِزاعِ

بَخيلٌ بِالسَلامِ إِذا اِلتَقَينا

وَلَكِنّي جَوادٌ بِالوَداعِ

أَيَصرَعُني الزَمانُ وَلَستُ آوي

إِلى جَنبٍ ذَليلٍ لِلصِراعِ

وَأَرضَعُ بِالخِداعِ عَنِ المَعالي

وَكانَ الطِفلُ أَولى بِالرِضاعِ

أَلا لِلَّهِ طينَتُنا بِأَرضٍ

مُشَوَّهَةِ المَعالِمِ وَالبِقاعِ

إِذا مَرَقَ الدُجى مِنّا أَخَذنا

عَليها بِالمَذانِبِ وَالتَلاعِ

وَأَولى بِالضِيافَةِ لَو عَلِمنا

خَصيبُ الرَحلِ مَطروقُ الرِباعِ

إِلى أَمَلِ الحُسَينِ بَسَطتُ ظَنّي

وَرَشَّحتُ المَطالِبَ لِانتِجاعي

إِذا بَخِلَ الغَمامُ عَلى مَحَلٍّ

تَدارَكَ غُلَّةَ الإِبِلِ الزِماعِ

مُجيري إِن تَناكَرَتِ اللَيالي

وَعَوني إِن تَكاثَرَتِ الدَواعي

وَقَد جَعَلَ الزَمانُ يُضيءُ وَجهي

وَيَرفَعُ ناظِري وَيَمُدُّ باعي

رَفَعتُ إِلَيكَ دِعوَةَ مُستَجيرٍ

وَأَنتَ مَدى عَقيرَةِ كُلِّ داعِ

لِيَهنِكَ ما تُجَدِّدُهُ اللَيالي

وَحَسبُكَ مِن فِراقٍ وَاِجتِماعِ

وَما رَدَّ الزَمانُ عَليكَ حِفظًا

مِنَ الأَملاكِ وَالمالِ المُضاعِ

تَمارى الناسُ قَبلَكَ وَهيَ غَصبٌ

أَديوانُ الضِياعِ أَمِ الضَياعِ

وَعادَت في يَدَيكَ مُرَوَّضاتٍ

وَكانَت فَقعَ قَرقَرَةٍ بِقاعِ

ظَفِرتَ بِما اِشتَهَيتَ وَأَنتَ وانٍ

وَنالَ البَعضُ غَيرَكَ وَهوَ ساعٍ

يُبَشِّرُ وَالقُلوبُ مُفَجَّعاتٌ

كَأَنَّ بَشيرَهُ في الخَلقِ ناعِ

وَما كُلُّ المَواهِبِ بِالأَماني

وَلا كُلُّ الأَحاظي بِالقِراعِ

لِكُلٍّ في بُلوغِ العِزِّ طَبعٌ

وَبَعضُ الناسِ مُختَلِفُ الطِباعِ

بِزَينِ المِلَّةِ اِشتَفَتِ الأَماني

مِنَ المَطلِ المُمانِعِ وَالدِفاعِ

وَأَصبَحَتِ الشِفاهُ مُقَلقَلاتٍ

تُنازِعُ نُطفَةَ الخَيرِ المُذاعِ

فَأَعلَنَ بِشرَهُ في كُلِّ وَجهٍ

وَبَيَّنَ طَولَهُ في كُلِّ باعِ

رَآكَ لِكُلِّ ما يَأتيهِ أَهلًا

وَأَنتَ أَحَقُّ ذَودًا بِالمِراعِ

صَنيعًا لا يَجُرُّ عَلَيكَ مَنًّا

وَحِملُ المَنِّ غَيرُ المُستَطاعِ

أَجارَ أَبو الفَوارِسِ مِنكَ سَيفًا

تَحامَتهُ يَمينُ أَبي شُجاعِ

فِدىً لَكَ مَن يُنازِعُكَ الرَزايا

وَيَقرِضُكَ الأَذى صاعًا بِصاعِ

بَعَضِّ أَنامِلَ الأُسدِ الضَواري

عَليكَ بِغَيظِ أَنيابِ الأَفاعي

رَعاكَ بِلَحظِ طَرفٍ غَيرِ رانٍ

وَعاجَ عَليكَ سَمعًا غَيرَ واعِ

فَكُنتَ السَيفَ أَغمَدَهُ جَبانٌ

فَسُلَّ وَقَد تَصَدَّى لِلمِصاعِ

أَلانَ رِدِ العَلاءَ بِلا رَقيبٍ

وَشَمِّر في الأُمورِ وَلا تُراعِ

وَلا يَغرُركَ قَعقَعَةُ الأَعادي

فَذاكَ الصَخرُ خَرَّ مِنَ اليَفاعِ

رَجَونا مِنكَ يَومًا مُستَطيلًا

عَلى الأَعداءِ وَضّاحَ القِناعِ

تَغيظُ الحاسِدينَ بِهِ وَتُرضي

قُلوبًا لا تُعَلَّلُ بِالخِداعِ

أَتَقنَعُ أَن تُضامَ وَأَنتَ حامٍ

وَتُهمِلُنا البِقاعُ وَأَنتَ راعِ

وَمافِ الأَرضِ أَحسَنُ مِن يَسارٍ

إِذا اِستَولى عَلى أَمرٍ مُطاعِ

أَلانَ تَراجَعَت تِلكَ الرَعايا

وَجُهِّزَتِ الرَعِيَةُ لِلمَراعي

وَعادَ السِربُ أَمنَعَ مِن قُلوبٍ

تَقَلَّبُ بَينَ أَضلاعِ السِباعِ

وَصارَ الدَهرُ أَمرَحَ مِن طَروبٍ

تُصافِحُ سَمعَهُ نَغَمُ السَماعِ

تُسَمَّحُ عِطفَهُ بَعدَ اِجتِنابٍ

وَتَخطِمُ أَنفَهُ بَعدَ اِمتِناعِ

تُفاخِرُنا رِجالٌ لَيسَ تَدري

بِما عَلِمَ الجَبانُ مِنَ الشُجاعِ

وَلَو خَلَّيتَ عَنّا في رِهانٍ

تَبَيَّنَتِ البِطاءُ مِنَ السِراعِ

وَنَحنُ أَحَقُّ بِالدُنيا وَلَكِن

تَخَيَّرتَ القُطوفَ عَلى الوِساعِ

أَرومُ بِحُسنِ رَأيِكَ كُلَّ أَمرٍ

يُؤَلِّفُ فِرقَةَ الأَمَلِ الشَعاعِ

وَأَطلُبُ مِنكَ ما لا عَيبَ فيهِ

وَأَينَ المَجدُ إِلّا في اِصطِناعي
  • والقاضي الفاضل له رأي مختلف في الشجاعة فيقول فيها:[٦]

لَيسَ الشَجاعَةُ في مُصافَحَةِ الفَتى

شُهبَ الرِماحِ بِوَجهِهِ وَبِنَحرِهِ

إِنَّ الشَجاعَةَ في السُكوتِ لِكاذِبٍ

عَن صِدقِ سامِعِ كِذبِهِ عَن أَمرِهِ

وَجَدتُكَ أَعطَيتَ الشَجاعَةَ حَقَّها

غَداةَ لَقيتَ المَوتَ غَيرَ هَيوبِ

إِذا قُرِنَ الظَنُّ المُصيبُ مِنَ الفَتى

بِتَجرِبَةٍ جاءا بِعِلمِ غُيوبِ

وَإِنَّكَ إِن أَهدَيتَ لي عَيبَ واحِدٍ

جَديرٌ إِلى غَيري بِنَقلِ عُيوبي

وَإِنَّ جُيوبَ السَردِ مِن سُبُلِ الرَدى

إِذا لَم يَكُن مِن تَحتُ نُصحِ جُيوبِ

أقوال عن الشجاعة

بعد الوقوف على شعر عن الشجاعة ينبغي الوقوف على الكلام المنثور من الحكم والأقوال المأثورة عن الشجاعة التي قيلت على مرّ الزّمان وصارت مظنّة استشهاد القائل بها إن خطرت على باله الشجاعة وأراد الاستشهاد بمنثور الأقوال وليس بشعرها، ومن تلك الأقوال:[٨]

  • "الشجاعة العظمى هى ألّا تخشى أن تبدو جبانًا.. ألّا يجرفك حماس الآخرين الأهوج الذى يدفعك لتكون منهم" أحمد خالد توفيق.
  • "الشجاعة هي ألّا نخاف من لحظات خوفنا.. درّب قلبك على مجابهة الأشياء التي تخيفه"؛ محمد الرطيان.
  • "الشجاعة ليست غريزة بل هي بالضبط قهر الخوف القابع في كل نفس"؛ بهاء طاهر.
  • "السعادة تمشي علي ساقين هما الشجاعة والصراحة"؛ أنيس منصور.
  • "الحياة هي الشجاعة المتجددة ولا يبقى للجبان إلّا موته المتكرر"؛ جبرا إبراهيم جبرا.
  • "وما الشجاعة إن لم تكن هي الجرأة على الموت كلّما وجب الاجتراء عليه؟ وأيّ امرئ أولى بالجرأة من الشجاع الذي يعلم أنّ الحقّ بين يديه؟ ألسنا على الحق إن حيينا أو متنا؟ فعلى الحق إذًا فلنمت ولا نعيش على الباطل"؛ عباس محمود العقاد.

فيديو شعر عن الشجاعة

وبعد الوقوف على معنى الشجاعة وشعر قيل عنها، وكذلك بعد الوقوف على أقوال عن الشجاعة يختتم هذا المقال عناوينه بمقطع فيديو من أشعار متفرقة منتقاة عن الشجاعة لشعراء فحول لهم وزنهم في الشعر العربي بإلقاء جميل يشد النفوس إليه، وكل ذلك في الفيديو الآتي:[٩]

المراجع[+]

  1. "تعريف ومعنى الشجاعة في قاموس لسان العرب"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-03-2020. بتصرّف.
  2. سورة الأنفال، آية: 15-16.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2664، حديث صحيح.
  4. "الشجاعة"، ar.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 17-03-2020. بتصرّف.
  5. "طلاب العز من شيم الشجاع"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-03-2020.
  6. "ليس الشجاعة في مصافحة الفتى"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-03-2020.
  7. "وجدتك أعطيت الشجاعة حقها"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-03-2020.
  8. "الشجاعة"، www.goodreads.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-03-2020.
  9. "شعر عن الشجاعة"، www.youtube.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-03-2020.