من-هي-أم-سيدنا-إبراهيم
نسب سيدنا إبراهيم -عليه السلام-
نشأ إبراهيم -عليه السلام- في أرض بابل في بيئة انتشرت فيها الوثنيّة، فقسم كان يعبد الحجارة، وقسم كان يعبد الكواكب والقمر والشمس، وقد ورد في القرآن الكريم أن إبراهيم ينحدر من نسل آزر وتحديدًا في سورة الأنعام الآية 74: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ)، إلّا أنّه رويَ في نصوص العهد القديم أنّه عمّه وليس أباه، وكان يخاطبه خطاب الأب لأنّه هو الذي ربّاه وعلّمه، ولكن لم يروَ الكثير عن من هي أم سيدنا إبراهيم.
أم سيدنا إبراهيم
ورد بحسب كتاب البداية والنهاية للحافظ ابن كثير مؤرّخ العصر الأموي الشهير حول من هي أم سيدنا إبراهيم، فقيل بأنها بونا بنت كربنا بن كرثى من بني أرفخشذ بن سام بن نوح، وتُسمّى أيًضا بحسب العهد القديم أميلة، وتمّ ذكر ذلك الاسم نفسه في العهد الجديد، وذلك في أناجيل متّى ويوحنا ومرقص ولوقا، على اعتبارها من الشخصيّات البارزة في العهدين؛ القديم والجديد، أما في القرآن الكريم فلم يتم التطرّق لذكرها كثيرًا لأنّها لا تُعد شخصية محوريّة، وإنّما كان التركيز على النبي إبراهيم -عليه السلام- وقصّته مع عمّه آزر في تكسير الأصنام وإلقاء إبراهيم في النار، وهذا ما نهجه السلف في سلوكهم المعرفي وطلبهم للعلم في كون الإنسان لا يجب أن يسأل عمّا لا ينفعه في دنياه ودينه.
المرويات التاريخية عن أم سيدنا إبراهيم -عليه السلام-
رويَ عن العديد من مؤرّخي التاريخ الإسلامي كالطبري وابن كثير والإمام البيهقيّ وابن عساكر العديد من الروايات عن من هي أم سيدنا إبراهيم، وكانت هذه الروايات ومازالت محط جدال وتشكيك كونها تُثبت في كتب وتُنفى في كتب أخرى، ومن هذه الروايات:
- رواية ابن عساكر في تاريخ دمشق: أن أم إبراهيم قالتْ لابنها: إني أريد أن آتيك في النار يا إبراهيم فادعُ ربّك ألّا تمسّني النار، فدعا ربّه ألا تمسها النار، فأتت ودخلتْ معه وأقامتْ ثم خرجت بعد ذلك، وهناك من يوافق رواية ابن عساكر هذه ومنهم من يقول أنها لم تصح.
- رواية منهال ابن عمر في تاريخ الطبري وتاريخ دمشق: أن أم إبراهيم -عليهما السلام- زارته في النار، حيث قضى بين الأربعين والخمسين يومًا هناك، وقال أنّها كانت أفضل أيام حياته، وذلك بعد أن جعلها رب العالمين بردًا وسلامًا عليه بعد أن ألقاه قومه بها إثر تحطيمه لأصنامهم وحجارتهم.