سؤال وجواب

قصة-فرعون


بنو إسرائيل

لا يخفى على أي قارئٍ لكتاب الله كثرة المواضع التي ذُكرت فيها قصة بني إسرائيل لذلك ففي البداية لا بدَّ من معرفة من هو إسرائيل، وإسرائيل هو نبي الله يعقوب -عليه السلام- وإنَّ الذكر المتكرر لتلك القصة ليست سوى توعيةٍ للناس لأخذ العبرة منها وبنو إسرائيل هم القوم الذي استعبدهم فرعون فيقتل صبيانهم ويترك بناتهم حتَّى بعث الله نبيه موسى مُخلِّصًا لهم من شرِّ الطَّاغوت الذي كان يُطلق عليه لقب الفرعون ولا بدَّ قبل ذكر قصة فرعون أن يتمَّ التعريف بلقب الفرعون وهل هو اسمه الحقيقي أم أنَّ ذلك لا يعدو لقبًا من الألقاب وفيما يأتي تفصيلٌ لقصة فرعون.[١]

فرعون

إنَّ كلمة فرعون باتت في العصر الحالي تدلٌّ على الطَّاغية الذي يعيث في الأرض فسادًا وطغيانًا ولا يخاف من دوائر الله عليه، وأمَّا فرعون في القرآن الكريم فإنَّ هذه اللفظة لم تُطلق سوى على الملك الذي بعث الله إليه نبيه موسى -عليه السلام- ليردَّه عن طغيانه عن بني إسرائيل وينهاه عن الشرك والكفر الذي يرتكبه بإجبار الناس على عبادته دونًا عن الله، وقد اختلف العلماء في أنّ كلمة فرعون هل هي اسم علم لذلك الملك الطاغية أم هي لقب كل حاكم مصري، واختلفت الأقاويل في ذلك فالقول الأول يُصرُّ على أنَّه لقب مثلما يُطلق على حاكم الفرس ملكًا ومثلما يُطلق على ملك الروم قيصر وملك الحبشة بالنجاشي، وقال السهلي في ذلك: "وكل من ولي القبط ومصر فهو فرعون، وكان فارسيًّا من أهل إصطخر" وأما المؤيد صاحب حماة في تاريخه فقد قال: " ولم أدرِ لأي معنى سمي بذلك، والمذكور في القرآن منهم هو الذي بُعِث موسى عليه السلام في زمانه".

وأمَّا ابن زولاق فقد قال: "واختلف فيه، فقيل: كان من العماليق، وقيل: كان من القبط، ويكنى أبا مرة، وهو الوليد بن مصعب، وهو أول من خضب بالسواد لما شاب، دله عليه إبليس، ولعظم شأنه وعتوه ذكَره الله تبارك وتعالى في خمس وعشرين سورة من القرآن"، وقيل في وصفه أنَّه كان قصير الطول أبرش الهيئة يرعى والده البقر وزوجته هي آسيا بنت مزاحم التي أخفت إيمانه عنها حتى اكتشفه وأذاقها ألوان العذاب حتى ترجع عن ذلك فأبت حتى قبضها الله إليه، وبعد التَّعريف بفرعون لا بدَّ من الحديث عن قصة فرعون.[٢]

قصة فرعون

إنَّ الأسلوب القصصي الذي اعتمده القرآن هو الأسلوب الذي تتبعه كُبرى الجامعات في تدريسها لأخذ العبرة من المواقف وقصص الأقدمين جاءت في كتاب الله لتكون تسليةً للنبي وأصحابه في مصائبهم وليعتبروا بها، وتبدأ قصة فرعون عندما بعث الله موسى برسالة التوحيد إلى فرعون ليؤمن بربوبية الله وحده، فيأبى مستهزئًا بقول وما رب العالمين، ومن ثم يطلب من موسى آيةً تكون الفصل فيُريه موسى آيات الله، فها هي عصاه تُقلب إلى ثعبان ويده تتغير إلى البيضاء، ولكن القلب الذي ذاق ألوان السواد لن يصل النور إليه، فيدعو سحرته ليُجري بينهم وبين موسى مبارزة ولكن يحقُّ الله الحق بكلماته ويخر السحرة ساجدين، وبدأ يُرسل ويلاته على موسى والسحرة ويتوعدهم بألوان السجن والعذاب فيُوحي الله إلى موسى أن يسري بالناس الذين آمنوا معه خارجين من مصر.

ولما سمع فرعون بالخبر خرج هو وزبانيته في أثر موسى ووصل موسى بقومه إلى طريق مسدود فأصبح البحر من أمامهم والعدو من ورائهم فيأمر الله موسى أن يضرب بعصاه البحر لينفلق ويمروا هم بأمانٍ وسلام فيتبعهم فرعون فيحل غضب الله عليه بالغرق،[٣] فلما بلغ فرعون هذه اللحظة فطن بأنَّه على مشارف العذاب فيحاول أن يتلفظ بآخر حياته بكلمات الإيمان ولكن الله يجيب عن ذلك الموقف المهيب في سورة يونس: {آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ}[٤] فالإيمان في تلك اللحظات لا يكون إلا حجةً عليه لا له فقد عاش كافرًا ومات كافرًا وفي ذلك تكون قد أغلقت قصة فرعون بالويل والعذاب للظالمين.[٥]

المراجع[+]

  1. "المنهج القرآني في عرض قضايا بني إسرائيل .. المرحلة المكية (4) "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-01-2020. بتصرّف.
  2. "فرعون اسم أم لقب؟ (1)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-01-2020. بتصرّف.
  3. "قصة موسى مع فرعون "، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-01-2020. بتصرّف.
  4. سورة يونس، آية: 91.
  5. "هل فرعون مات مسلماً ؟! "، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 08-01-2020. بتصرّف.