سؤال وجواب

حكم-لبس-الملابس-الضيقة-للرجال


اللباس الشرعي

إنّ من عظمة الدينِ الإسلاميّ الحنيف أنّه جاء شاملًا جميعَ جوانب حياة الإنسان، حيث احتوت الشريعةُ الإسلامية على مجموعةٍ من التعاليم الخاصّة بالعبادات والمعاملات، وحدَّدت الإطارَ العامّ الذي يجبُ على الإنسان أن يراعيَه فيما يتعلّقُ بنفسِه أو بالآخرين، كما شملتْ هذه المحدّدات ما يتعلق بالمظهر الخارجي للإنسان من خلال وجود بعض التعاليم المتعلِّقة بما يرتديه الإنسان وما يسترُ به بدنه، ومّما يزيد أهمية معرفة اللباس الشرعي وجود بعض ما يتم تداوله في عالم الموضة وصرعات الأزياء، أما الملابس الضيقة فهي من أنواع الملابس التي تشيعُ بين الرجال والنساء، وفي هذا المقال سيتمّ تناول حكم لبس الملابس الضيقة للرجال.

حكم لبس الملابس الضيقة للرجال

لم تكن الشريعة الإسلامية مُقيِّدَة للأفراد بأي شكل من الأشكال، بل عملت على إيجاد مجموعة من الضوابط التي يحقق وجودها مقاصد الشريعة الإسلامية، حيث تمنع هذه الضوابط إذهابَ العقل، أو التعدّي على الأرواح، أو إفساد الفكر، أو نهب الأموال، أو التعدي على الممتلكات، كما أولى الإسلام عناية خاصّة باللباس الذي يرتديه الإنسان، فجعل للرجل عورةً على الرجل، وجعل للمرأة عورةً على المرأة، وجعل للمرأة عورة على الرجل، وجعل للرجل عورة على المرأة، وكلّ ذلك يتم ستره من خلال لباس الرجل المسلم، ولباس المرأة المسلمة، أما الملابس الضيقة التي يلبسها الرجل فهي تُجسِّدُ العورة، وهي مكروهة لأنها تُظهر مفاتن الجسد، لذا يجب على المرء أن يحرص على لبس الملابس الفضفاضة التي لا تصف ما تحتها، وألّا تكون هذه الملابس كاشفة لما لأجزاء الجسد كما يحدث في هذه الأيام من خلال الملابس التي تحتوي على ثقوب في مناطق العورة، كما ينبغي ألّا تكون ملابس الرجل شفافة لأن الرقيق من الثياب يُفشي ما تحته، قال جرير بن عبد الله -رضي الله عنه-: "إِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْتَسِي وَهُوَ عَارٍ - يَعْنِي الثِّيَابَ الرِّقَاقَ-" [١][٢]

حكم لبس الملابس الضيقة للنساء

حرصَ الإسلام الحنيف على حماية المرأة وحفظ حقوقها، وذلك بوضع مجموعة من الأحكام الشرعية التي وضّحت حقوق المرأة وواجباتِها تجاه الآخر، كما ألزم الإسلامُ المرأة باللباس الشرعيّ، فكانت شروط حجاب المرأة المسلمة دالة على تلك المكانة التي حظيت بها المرأة في الإسلام، على عكس ما كانت عليه المرأة قبل مجيء الشريعة الإسلامية، وقد حذَّر النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من الابتذال في لباس المرأة ومن لبس الملابس الضيقة، فقد ثبت عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: رجال معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجد ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا" [٣]، [٤].

والملابس الضيقة إن كانت كاسية للبدن من الخارج فهي كاشفة له في الواقع، حيث إن الملابس الضيقة تبين تفاصيل الجسد من العورة التي حرَّم الله تعالى أن تظهر لغير المحارم، فعلى المرأة المسلمة أن تلتزم باللباس الساتر الفضفاض الذي لا يُجسِّدُ العورات، وأن تضع لباس الرأس، وأن تراعي أن يكون لباس الحجاب موافقًا للشروط والمحددات الشرعية التي يجب على المرأة المسلمة أن تراعيها عندما تنتقي ملابسها، ويضاف إلى ذلك ضرورة أن تراعي المرأة عدم التبرج أو التعطر أو المشي بطريقة تلفت الانتباه إليها، وهذا ما أشار إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف أعلاه، حيث شبه رؤوسهن بأسنمة البخت دلالة على مشية الخيلاء والتمايُل التي تتخذها بعض النساء، وتعد فتنة النساء أشد فتنة على الرجال، كما أن فتنة الرجال أشد فتنة على النساء، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "ما تركتُ بعدي فتنة أضرَّ على الرجال من النساء"[٥].[٦]

شروط الحجاب الشرعي للمرأة

هناك العديد من الشروط التي يجب على المرأة أن تضعها المرأة موضعَ الاعتبار عند اختيار ملابسها، ويُقصَد بشروط الحجاب الشرعي للمرأة أنّها مجموعة من الضوابط والمحددات الشرعية التي ينبغي أن تتوفّرَ في لباس المرأة المسلمة، والتي على المرأة المسلمة أن تلتزم بهذه المحدّدات عند الخروج على الأجنبي بقصد أن تغطي عورتها، وعورة المرأة كما هو مقرر شرعًا وثابت دينًا: كلّ الجسد عدا الوجه والكفين، وعليه فإن شروط لباس المرأة المسلمة ما يأتي:

  • لا يكشف: بمعنى أن يكون طويلًا ساترًا جميعَ أجزاء البدن، فلا يكون قصيرًا أو يُظهِر بعضَ خصلات الشعر من الرأس.
  • لا يصف: ويحدث ذلك عند لبس الملابس الضيقة، بحيث تُجسِّد عورة المرأة وتُظهِر تفاصيل جسمها.
  • لا يشف: وذلك بأن يكون متينًا مسبوكًا غير رقيق كي لا يَظهَر ما تحته.
  • لا يُستشرَف: وذلك يعني ألّا يكون لباس المرأة مُلفتًا، وألّا يحتوي على زينة تُحرِّكُ عين الناظر وتثير انتباهها.

ظَهَرت في السنوات الأخيرة العديدُ من الأصوات النشاز التي تستنكر على المرأة المسلمة أن تلتزمَ لباسَ الرأس، وهذا من غربة الإسلام التي ذكرها النبي -صلى الله عليه وسلم- فعن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء" [٧][٨] ولم يكن غرض الإسلام من ارتداء المرأة لباسَ الحجاب تقييدها، أو الحد من تفاعلها في شتّى مياديين الحياة المختلفة، وإنما كان الغرض حمياتها من الأذيّة التي قد تتعرض لها عند الخروج على الرجل الأجنبيّ، قال تعالى "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا" [٩]

فيديو عن حكم لبس الملابس الضيقة للرجال

يُنصح بمشاهدة الفيديو الآتي والذي يوضح فيه فضيلة الدكتور بلال إبداح حكم لبس الملابس الضيقة للرجال. [١٠]

المراجع[+]

  1. رواه الطبراني في "المعجم الكبير"
  2. حكم لبس الملابس الضيقة, ،"www.aliftaa.jo"، اطُّلع عليه بتاريخ 16-07-2018، بتصرّف
  3. رواه أحمد ومسلم في الصحيح 
  4. شرح حديث " صنفان من أهل النار لم أرهما ...", ، "islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 16-07-2018، بتصرّف
  5. متفق عليه
  6. أحكام لباس المرأة المسلمة وزينتها, ،"www.saaid.net"،اطُّلع عليه بتاريخ 16-07-2018، بتصرّف
  7. رواه البخاري ومسلم
  8. شرح حديث: (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً), ، "binbaz.org.sa" اطُّلع عليه بتاريخ 16-07-2018، بتصرّف
  9. [الأحزاب:الآية 59]
  10. "حكم لبس الملابس الضيقة للرجال"، www.youtube.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-07-2019.