سؤال وجواب

حكم-صيام-من-أغمي-عليه


شهر رمضان

شهر رمضان المبارك شهرٌ عظيم فيه الكثير من النفحات الإيمانيّة، وقد ميّزه الله -سبحانه وتعالى- بأن جعله شهر عبادةٍ من أعظم العبادات وهي الصيام، فالصيام من أركان الإسلام الخمسة، وهو مشروعٌ في الكتاب والسّنة والإجماع، كما أنّ رمضان شهر القرآن الكريم، وفيه بدأ نزول القرآن في ليلة القدر على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وترتبط بهذا الشهر المبارك العديد من الأحكام المتعلّقة بصيامه وقيامه والحالات التي يجوزُ فيها الإفطار والقضاء فيما بعد، وفي هذا المقال المُرفق بفيديو، سيتم ذكر حكم صيام من أغمي عليه.

تعريف الصيام وأركانه

الصيام في اللغة يعني: الإمساك، أمّا في الاصطلاح الشرعيّ يعني: الإمساك عن شهوات الفرج والبطن في نهار رمضان، أي من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس، وذلك لقوله تعالى: "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ" [١]، وفي حديث رسول الله -عليه الصلاة والسلام- عن ابن عمر عن عائشة -رضي الله عنهما، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: "إنّ بلالًا يُؤذّن بليل، فكلوا واشربوا حتى يُؤذّن ابن أم مكتوم" [٢]، وللصيامِ أركانٌ لا يصحّ الصيام إلّا بها، وهو واجبٌ على المسلم العاقل البالغ المقيم الصّحيح، أمّا أركان الصيام فهي كما يأتي: [٣]

  • الإمساك عن جميع المفطرات من طعامٍ وشراب وجماع، من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس.
  • النيّة التي يجب تثبيتها نت الليل ومحلّها في القلب ولا تُلفظ.

أحكام متعلقة بالصيام

يوجد بعض الأحكام المتعلّقة بالصيام، وهي أحكام فقهيّة تخصّ عدّة حالات يُمكن للصائم أن يمرَّ بها أثناء صيامه، ولا بُدّ له من معرفتها كي لا يقع في الخطأ، ومن بين هذه الأحكام الفقهية ما يأتي: [٤]

  • من أدركه الفجرُ وفي فمه بعض الطعام، وجب عليه أن يُخرج الطعام من فمه وأن يُكمل صومه، أمّا إن ابتلعه فإنّ صيامه باطل، وهذا بحسب المذاهب الفقهية الأربعة: المالكيّة والحنفيّة والحنابلة والشافعيّة.
  • الإمساك عن الطعام في الصيام يكونُ من طلوع الفجر حتّى غروب الشمس سواء كانت الساعات طويلة أم قصيرة، لكن في بعض الأماكن والأوقات يكون وقت الصيام طويًلا جدًا ويُصاب البعض بالتعب والمشقة الشديدة، وفي هذه الحالة يجوز الفطر لمن يخشى على نفسه المرض أو الضرر، مع وجوب القضاء.
  • من ذهب إلى مكانٍ لا يوجد فيه تعاقب للّيل والنهار في أربعٍ وعشرين ساعة، مثل بعض البلاد التي يكون النهار فيها شهرًا أو أكثر، يصوم ويُفطر على موعد أقرب بلد إليه يتعاقب فيه الليل والنهار خلال أربعٍ وعشرين ساعة.
  • من تناول الطعام بعد الصيام ظنًا منه أنّ الشمس قد غربُت وأن الإفطار حان، وجب عليه الإمساك حتى غروب الشمس فعليًا، أما بالنسبة للقضاء فإنّ البعض يقول إنّ عليه القضاء، وذلك باتفاق المذاهب الفقهية الأربعة، أما القول الثاني بحسب ابن تيمية وابن القيّم وابن عثيمين، فيقول: لا قضاءَ عليه؛ لأنه أفطر دون قصد.

رخص الإفطار في رمضان

هناكَ بعض الأعذار التي تُبيح الفطر في رمضان، وجاءت هذه الأعذار من باب التيسير على الناس، إذ إنّ الله تعالى لم يفرض الصيام على من كان له عذرٌ يمنعه من الصيام، وأباح الفطر لمن لا يستطيع الصيام بشرط أن يكون لديه عذرٌ شرعي يُسوّغ له الإفطار، وهذه الرخص والأعذار التي تُبيح الإفطار كما يأتي: [٥]

  • المرض: أجمع العلماء على إباحة الإفطار بالنسبة للمريض، والدليل على ذلك قوله تعالى: "فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ"[٦].
  • السفر: الآية السابقة تدلّ على مشروعية الإفطار في السفر، لكن يجب توافر شرطين: أن يكون السفر طويلًا أي أن تُقصر فيه الصلاة أيضًا، وألّا يكون المسافر مقيمًا، وألّا يكون السفر في معصية كالذهاب إلى قطع الطريق، وتنقطع رخصة السفر بعودة المسافر لوطنه ودخوله لمحل إقامته، أو إذا نوى المسافر الإقامة.
  • الحمل والرضاعة: إذا خافت الحامل أو المرضع الضرر على طفلها ونفسها، يجوز لها أن تُفطر، فقد ورد في حديث أنس بن مالك الكعبي -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:" إنَّ اللَّه وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة، وعن الحامل والمرضع الصوم أو الصيام". [٧])
  • الهرم والشيخوخة: تشمل هذه الرخصة من تقدّم به العمر حتى فنيت قوته وأصبحت صحّته في نقص، وبه أمراض لا يُرجى شفاؤها، والدليل على هذا قوله تعالى: "وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ" [٦].
  • الإرهاق الشديد بسبب الجوع أو العطش: أي من يُصيبه جوع شديد أو عطش مُهلك، لهذا يُباح له أن يأكل أو يشرب بقدر الضرورة، ويُمسك بقية اليوم، ثمّ يقضي، ويُضاف إلى هذا العُذر أيضًا الخوف من لقاء العدو.
  • الإكراه: أي أن يُجبر الإنسان على شيءٍ لا يُريده، أو أن يُفطر رغمًا عنه تحت التهديد والوعيد.

حكم صيام من أغمي عليه

حكم صيام من أغمي عليه له وجهان وهما: من نوى الصيام من الليل ثمّ دخل في غيبوبة واستمرّت غيبوبته طوال اليوم حتى أذان المغرب ولم يُفق من غيبوبته إلا بعد الأذان، فهذا صيامه غير محسوب ووجب عليه قضاء اليوم، أما من أغمي عليه واستفاق من غيبوبته أثناء النهار وقبل المغرب بلحظات فهذا صيامه محسوب وصحيح وليس عليه القضاء. [٨]

المراجع[+]

  1. [سورة البقرة: 187]
  2. رواه البخاري ومسلم
  3. الصوم.. حكم، وأحكام، وآداب, ، "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 28-7-2018، بتصرّف.
  4. أركان الصيام, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 28-7-2018، بتصرّف.
  5. ما هي الأعذار المبيحة للفطر في رمضان ؟., ، "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 28-7-2018، بتصرّف.
  6. ^ أ ب [سورة البقرة: 184]
  7. رواه أبو داود (2408) والترمذي (715) والنسائي (2315) وابن ماجه (1667
  8. حكم صيام المغمى عليه, ، "www.youtube.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 28-7-2018، بتصرّف.