سؤال وجواب

حكم-انتهاء-دم-الحيض-بعد-الفجر-في-رم


شهر رمضان

شهر رمضان المبارك شهرُ الخير والبركات، وقد فرضَ الله تعالى صيامه وجعل للصيام أحكامًا عدّة، وفي هذا الشهر المبارك يتسابق المسلمون لفعل الخيرات من صيامٍ وقيامٍ وصلواتٍ وصدقات؛ وذلك لأنّ الحسنات فيه مضاعفة، كما أنّ الله ميّز هذا الشهر بأنْ جعلَ أبواب النار مغلقة فيه، وأبواب الجنة مفتوحة، كما أن الشياطين تتصفّد من بدايته إلى نهايته، وجعل الله فيه ليلة هي خيرٌ من ألف شهر، وهي ليلة القدر التي بدأ فيها نزول القرآن الكريم على سيّدنا محمد، وفي هذا المقال سيتم ذكر حُكم يتعلق بصيام المرأة، وهو حكم انتهاء دم الحيض بعد الفجر في رمضان.

الصيام أركانه وشروطه

الصيامُ في اللغة يعني: الإمساك، أما الصيام في الاصطلاح الشرعيّ فهو: الإمساك عن تناول الطعام والشراب وعن سائر شهوات البطن والفرج من طلوع الفجر الصادق إلى غروبِ الشمس، والصيام مشروع في الكتاب والسّنة والإجماع، إذ يقول الله تعالى في محكم التنزيل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" [١]، وقد أجمع العلماء على أنّ صيام رمضان فرض على كل مسلم بالغ عاقل مقيم وقادر على الصيام، أما أركان الصيام فهما ركنان أساسيان، لا يصحّ الصيام إلّا بهما: الركن الأول يحمل نفس معنى الصيام وهو: الامتناع عن جميع المفطرات من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس، والركن الثاني: النيّة، علمًا أنّ نيّة الصيام يجب أن تكون نيّة مُبيّتة، أي أن تكون من الليل أو قبيل طلوع الفجر، كما يجب أن تكون نيّة موصولة وغير منقطعة، إذ إنّ النيّة بعد طلوع الفجر باطلة. [٢]

مبطلات الصيام

يبطل الصيام بعددٍ من المفسدات أو المفطرات، منها مبطلات يفعلها الصائم بمحض إرادته وتسبّب فساد صومه، ومنها ما يحدث رغمًا عنه وتُسبّب فساد الصوم وبُطلانه، فإذا فعل الصائم شيئًا من هذه المبطلات عمدًا لزمه القضاء أو الكفارة أو كليهما معًا، أما مبطلات الصوم فهي كما يأتي: [٣]

  • الأكل أو الشرب: يفسد الصيام بمجرد تناول الطعام أو الشراب سواء عن طريق الفم أم عن طريق الأنف؛ لأنّ الأنف متّصل بالحلق، لذلك فإنّ الاستنشاق المبالغ فيه قد يُفسد الصيام، وهذا يشمل أيضًا: الحقن المغذية وإعطاء الصائم دم، أما من أكل أو شرب ناسيًا فلا شيء عليه.
  • الجماع: حدوث إيلاج الذكر في الفرج يُفسد الصيام، وهو من أكثر المفطرات إثمًا ويلزمه كفّارة كُبرى، ومن جامع زوجته في رمضان لزمه التوبة والإمساك بقيّة اليوم وقضاء اليوم الذي أفطره، بالإضافة إلى الكفّارة المُغلّظة وهي: عتق رقبة مؤمنة فإن لم يجدْ فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يجد فإطعام ستّين مسكينًا، ففي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: بينما نحن جلوس عند النبيّ -صلى الله عليه وسلم- إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله، هلكتُ! قال: ما لك؟، قال: وقعتُ على امرأتي وأنا صائم! فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هل تجد رقبةً تعتِقها؟، قال: لا، قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرَين مُتتابعين؟، قال: لا، فقال: فهل تجد إطعام ستين مسكينًا، قال: لا، قال: فمكَث النبي -صلى الله عليه وسلم- فبينا نحن على ذلك أُتي النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بعَرَق فيه تمر - والعَرق المكتل - قال: أين السائل؟، فقال: أنا، قال: خذ هذا فتصدَّق به، فقال الرجل: أعلى أفقَر مني يا رسول الله؟! فوالله ما بين لابتَيها - يريد الحرتين - أهل بيت أفقر من أهل بيتي، فضَحِك النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى بدت أنيابه، ثم قال: أَطعِمه أهلك. [٤]
  • الاستمناء: يُقصد به جلب الشهوة وإنزال المني دون جماع، وهذا يلزمه القضاء فقط دون كفارة، أما نزول المني بسبب الاحتلام فلا شيء عليه.
  • الحجامة: على الرّغم من اختلاف الكثير من الآراء حول الحجامة فيما إذا كانت مفسدة للصيام، لكن يُفضل تركها أثناء الصيام من باب الحيطة والحذر.
  • القيء المتعمّد: تعمّد إخراج الطعام والشراب من المعدة عن طريق الفم عامدًا يُسبب فساد الصوم، أما من غلبه القيء فلا شيء عليه.
  • خروج دم الحيض أو النفاس: خروج دم الحيض من المرأة بسبب الدورة الشهرية أو بسبب النفاس يُسبب فساد الصوم، فإن نزل دم الحيض قبل غروب الشمس بلحظات فقد فسد صيامها حتى وإن لم تأكل أو تشرب، ووجب عليها القضاء، وهذا ينطبق أيضًا على حالة النفاس، أما إذا شعرت المرأة بأعراض ما قبل الحيض دون أن ترى دم الحيض فصيامها صحيح، وهذا ينطبق أيضًا على النفاس، إذ إنّ خروج الدم قبيل الولادة دون أن يحدثَ طلق لا يُفسد الصيام.

حكم انتهاء دم الحيض بعد الفجر في رمضان

تتساءلُ كثير من النساء عن حكم انتهاء دم الحيض بعد الفجر في رمضان، أي أنّها تحققت من طهرها بعد دخول الفجر، أي انقضى جزء من رمضان وهي حائض ومتلبّسة بالدورة الشهرية، وتحققت من طهرها من دم الحيض بقية اليوم، ويقول العلماء في هذه الحالة: على المرأة أن تُمسك بقية يومها، ولها أجر الصيام بإذن الله، ثمّ تصوم بعد ذلك وقد تحقق طهرها، وهذا اليوم الذي أمسكت فيه لها أجر إمساكها عن الطعام، لكنها يجب ان تقضي اليوم بعد انقضاء شهر رمضان المبارك،[٥]، أمّا تأخير الغسل من دم الحيض إلى ما بعد طلوع الفجر فلا يُؤثر على الصيام، وحكم الصيام صحيح، لكن يجب أن تغتسل حتى لا تُضيع الصلاة على وقتها ويلحقها إثم عظيم. [٦]

فيديو عن حكم انتهاء دم الحيض بعد الفجر في رمضان

في هذا الفيديو يوضّح فضيلة الدكتور بلال إبداح حكم انتهاء دم الحيض بعد الفجر في رمضان. [٥]

المراجع[+]

  1. {البقرة: الآية 183}
  2. مختصر في أحكام الصيام (سؤال وجواب), ، "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 5-8-2018، بتصرّف.
  3. مفسدات الصيام (المفطرات ), ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 5-8-2018، بتصرّف.
  4. متفق عليه
  5. ^ أ ب حكم انتهاء الحيض بعد الفجر في رمضان, ، "www.youtube.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 5-8-2018، بتصرّف.
  6. تأخير الغسل من الحيض بعد طلوع الفجر لا أثر له على الصيام, ، "www.fatwa.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 5-8-2018، بتصرّف.