تعبير-عن-العلم-والأخلاق
تعبير عن العلم والأخلاق
يُعدُّ العلمُ من أهم العوامل التي أسهمت في تطوّرِ الشعوب وتقدّمِها عبر التاريخ، حيث كان التطوّر العلمي في شتى المجالات يُلقي بظلاله على نمط الحياة الذي يعيشُه الناس، وهذا أدّى إلى الاستفادة من نتاجات العلم في خلق أسلوبٍ أسهل للحياة، كما أسهمت العلوم وتأثيراتها في تخليد العديدِ من الحضارات الإنسانيّة من خلال وصول منجزات هذه الحضارات الإنسانية إلى الأمم التي تلتها، فالمصريّون القدماء برعوا في الهندسة المعماريّة، وتمكّنوا من بناء الأهرامات العظيمة بالاستفادةِ من علمهم بأصول البناء والمعمار، كما كان لهم بصمة واضحة في علم التحنيط من خلال حفظ بعض جثث ملوك المصريين القدماء إلى عصرنا هذا، ولا تخفى براعتهم في العلوم الطبيّة من خلال ما تمّ الكشف عنه وصفات طبية قديمة كان يتم استخدامها في علاج العديد من الأمراض.
وقد حثّ الدينُ الإسلاميّ العظيم على طلبِ العلم، وجعلَه من السُّبُل التي يلتمسُ بها الإنسان طريقه إلى الجنة، وهذا الأمر لا يقتصرُ على طلب العلم الشرعيّ وحده، فالأمة تحتاج إلى علماء في شتى مجالات الحياة من أجل أن تكون النهضة الإنسانية للمجتمع المسلم شاملة لجميع القطاعات التي يستفيد كل منها من ذوي الاختصاص، فيضع كل واحد من علماء الأمة في مجال ما بصمته الخاصة في مجاله، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى تطوير القطاعات كافة، وينعكس الأثر بالمُجمل فيكون التأثير شموليًّا.
أمّا الأخلاق فهي ترتبط بالعلم ارتباطًا وثيقًا، وتجعل النتاجات العلمية تتخِّذُ مسارًا إنسانيًا لا يُلحق الضرر بالإنسان أو الحيوان أو النباتات، فالعديد من الأبحاث والدراسات العلمية التي يتم العمل عليها تهدف في النهاية إلى تدمير علاقة الإنسان بأخيه الإنسان، ووضع المنظومة الأخلاقية جانبًا، وتجريد الإنسان من صفاته الإنسانية ليصبح أداةً للقتل والتدمير، وهنا يأتي دور الأخلاق في إعادة تشكيل مفهوم العلم، وربط ما يتم إنتاجه علميًا بما يعودُ على الإنسان بالخير والمنفعة.
كما أن الأخلاق الحسنة للعلماء تُعدُّ من أهمّ الصفات التي يجب على العالم أن يتمتع بها، ولا يقتصر هذا الأمر على علماء الدين، فالعالم حسن الخلق يؤثر بهذه الأخلاق على تلاميذه، وهذا ما يجعل التلاميذ يُجِلُّون العلماء، ويعطونهم قدْرهم الذي يستحقونه، ومن أبرز أخلاق العلماء أنهم لا يكتمون علمهم، ولا يستغلونه في تحقيق المصالح الشخصية على حساب الآخرين، ولا يتخذون من مكانتهم العلمية سببًا للتكبر على الناس أو التقليل من شأنهم، وينبغي على الأمة أن تحترم العلماء، وأن تساعدهم على تطوير منجزاتهم العلمية، وهنا يأتي دور الجهات الرسمية والخاصة في تقدير العلماء وتكريمهم في حياتهم من خلال الإشادة بإنجازاتهم، واطلاع الناس على ما قدّموه في سبيل تطوير الحياة الإنسانيّة.