سؤال وجواب

موضوع-تعبير-عن-الطبيب


تعبير عن الطبيب

مهنةُ الطبيب مهنة إنسانيّة عظيمة، والطبيب صاحب رسالة تتضمن تخفيف الأوجاع والآلام عن الناس، والتقليل من معاناتهم، لذلك يرى الجميع فيه صورة الشخص المنقذ الذي جعلَ الله تعالى الشفاء على يديه بإذنه تعالى، ممّا جعل مهنة الطبيب من أرقى المهن في العالم، ولذلك يعدُّ الناس الطبيب في أوّل السلّم الاجتماعيّ، وينظرون إليه نظرة إجلال وإكبار، حتى أنّ معظم الناس يتمنون لو أنّهم أطباء، لما للطبيب من مكانة رائعة في نفوسِ الجميع، إذ ليسَ أروع من مهنة تخفّفُ الألم وتزرع البسمة على الوجوه.

يختلفُ الطبيب عن غيرِه بأنّ مهنتَه تحتاجُ إلى الكثير من الإنسانيّة والصبر والتركيز، كما تحتاجُ إلى الوعي والقوّة، فالطبيبُ يتحمّلُ مسؤولية حياة الناس، وباستطاعتِه أن يُنقذ الأرواح من الموت، بشرط أن يكون طبيبًا ماهرًا متقنًا لعمله، يعرف واجبه بدقّة، وإن لم يكن كذلك فمن العار أن يُمارس مهنة الطب؛ لأنّ الطبيب ذو مسؤوليّة كبيرة، لأنّه يتعامل مع أجساد الناس وصحتهم، وليس مع آلات، والمريض الذي يُسلّم جسده للطبيب يُسلّمه له وهو واثق به ومتأكد من أنّه في أيدٍ أمينة، ويكون متفائلًا جدًا بالشفاء.

رؤية الطبيب تبعثُ الأمل والراحة في نفسِ المريض؛ لأنّه يراه بردائه الأبيض وكأنّه المخلّصُ من الألم والوجع، لذلك يجب أن يكونَ الطبيب مؤهلًا علميًّا بالشكل الكافي، وأن يكون قد نال شهادته في الطب بالجدّ والاجتهاد والإخلاص، وأن يحرص كلّ الحرص على استخدام جميع خبراته في العلاج ليُخفف الألم عن مرضاه، كما يجب على الطبيب الحفاظ على أسرار كل مريضٍ يُعالجه، وأن يضمن خصوصيته وألّا يكشف مرضه للآخرين، ومَهمته لا تقف فقط عندَ إعطاء العلاج للمريض، بل يجب عليه أيضًا أن يُقدّم له الدعم النفسيّ اللازم، وأن يحثّه على تناول العلاج والتفاؤل، وأن يحرصَ على التزامه الكامل بالأدوية التي يصفُها؛ وذلك لأنّ المريض يأخذ كلام الطبيب على محمل الجدّ، فإن رأى حرص الطبيب عليه، كان محافظًا على نفسِه.

لو كان العالم دونَ وجود الطبيب، لما كانت الحياة سلسة وسهلة إلى هذا الحدّ، ولكانت الأمراض البسيطة والكبيرة بمثابة مصيبة كبرى، لكنّ وجود مهنة الطبيب أعطت مساحة كبيرة من الراحة والشعور بالأمان والثقة لدى الناس، فأصبحوا يرون في الطبيب شخصًا منقذًا للحياة ومحافظًا على الأرواح، وحريضًا على صحة الناس، لذلك يجب أن يكون الطبيب على قدر هذه الثقة وأن يكون إنسانيًا في الدرجة الأولى، وأن يعلم علم اليقين أنّ مهنة الطب ليست مقيدة بوقتٍ معين، ولا يُمكن له أخذ إجازة أو التعلل بالتعب إنْ اقتضى الأمر إنقاذ روحٍ ما.