سبب-نزول-سورة-الحج
سورة الحج
إنَّ سورة الحج من السور المدنية، التي نزلتْ على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في المدينة المنورة، ما عدا الآيات رقم "52-53-54-55" فهي آيات مكية من سورة الحج، نزلتْ في مكة المكرمة، وتتألف سورة الحج من 78 آية، وهي السورة الثامنة والعشرون في ترتيب المصحف، وتتناول سورة الحج -مثل كلّ السور المدنية- جوانبَ التشريع، ولكنّها ورغم أنها مدنية، إلّا أنّها تحدثتْ عن الإيمان والتوحيد والإنذار والتخويف وموضوع البعث والجزاء ومشاهد القيامة وأهوالها، وإلى جانب هذه الأمور، فإنّها تضمنت أحكام الحج أيضًا، وهذا المقال سيتحدث عن سبب تسمية سورة الحج، وسبب نزولها وفضل سورة الحج في الإسلام.
سبب تسمية سورة الحج
بعد ما وردَ من تعريف لسورة الحج، فإنّ من الجدير بالذكر، ومما يراود البال، هو سبب تسمية سورة الحج بهذا الاسم، وقد قال ابن عاشور في معرض حديثه عن سببِ تسمية سورة الحج: "ووجه تسميتها سورة الحج، أنَّ الله ذكرَ فيها كيفَ أمرَ إبراهيم -عليه السَّلام- بالدَّعوةِ إلى حجِّ البيتِ الحرامِ، وذكرَ ما شرَّعَ للنَّاسِ يومئذٍ منَ النُّسكِ تنويهًا بالحجِّ وما فيه من فضائلَ ومَنافع، وتقريعًا للذينَ يصدُّونَ المؤمنينَ عنِ المسجدِ الحرامِ وإنْ كانَ نزولُها قبلَ أنْ يُفرضَ الحَجُّ على المسلمينَ بالاتفاقِ، وإنَّما فُرض الحجُّ بالآياتِ التِي فِي سورةِ البقرة وفي سورة آل عمران"، وممّا تقدّم يتبينّ أن سببَ تسمية سورة الحج بهذا الاسم، هو أمرُ الله تعالى لنبيّهِ إبراهيم -عليه الصّلام والسّلام- بالدّعوة إلى حج بيت الله الحرام، وذكر ما شرّع الله تعالى للناس من أحكام ومناسك الحج. [١].
سبب نزول سورة الحج
تتنوّع أسباب النزول في السور الطويلة في القرآن الكريم، وتختلفُ باختلاف زمن نزول الآية والحادثة التي نزلتْ بسببها الآية، أو العِظة التي تحملها الآية، وسورة الحج من السور التي نزلَ أغلبُها على رسول الله في المدينة، ونزلَتْ بعض الآيات منها في مكّة المكرمة، فتنوّعت أسباب نزولها، ومن بعضِ أسباب نزول بعض آياتِها، الآية التي يقول فيها الله -عزّ وجلّ-: "ومنَ الناسِ منْ يعبدُ الله على حرفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خيرٌ اطمأَنَّ بهِ ۖ وإنْ أصابتهُ فتنةٌ انقلبَ علىٰ وجههِ خسرَ الدّنيَا والْآخرَةَ ۚ ذَلِكَ هوَ الخُسرَانُ المُبينُ" [٢]، قال المفسرون في هذا الآية: "نزلت في أعرابٍ كانوا يقدمونَ على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى المدينة، مهاجرين من باديتهم، وكانَ أحدُهمْ إذا قدم المدينة: فإنْ صحَّ بها جسمه ونتجتْ فرسُهُ مهرًا حسنًا، وولدتْ امرأتُهُ غُلامًا، وكَثُرَ مالُهُ وماشيتُهُ، رضيَ عنهُ واطمأنَّ، وقالَ: ما أصبتُ منذُ دخلتُ فِي دينِي هذا إلا خيرًا، وإنْ أصابَهُ وجعُ المدينة، وولدتْ امرأتُهُ جاريةً، وذهبَ مالُهُ، وتأخَّرتْ عنْهُ الصَّدقةُ، أتاهُ الشَّيطانُ فقالَ: والله ما أصبتَ منذُ كنتَ على دينِكَ هذا إلا شَرًّا، فينقلبُ على دينهِ"، لذلك أنزل الله هذه الآية، وغير ذلك من الروايات المتعددة لآيات مختلفة، تحمل كل آية سببَ نزول مختلف. [٣].
فضل سورة الحج
إنَّ فضل سورة الحج يكمنُ في ما تحملُهُ هذه السورة من تشريعات وأحكام، وهي الأحكام التي تتعلق بمناسك الحج، وفيما تحمل أيضًا من كلام الله تعالى عن الإيمان والتوحيد والبعث والجزاء ومشاهد أهوال يوم القيامة، فهي عظة للمذنب، ودافع للمؤمن، وأمّا ما وردَ من أحاديث عن فضل قراءتها، فهي باطلة موضوعة، ولا أصل لها من الصحة، ومن هذه الأحاديث ما وردَ عن سلام بن سليم المدائني قال: حدّثنا هارون بن كثير، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "من قرأ سورة الحج أعطي من الأجر كحجّة حجّها، وعمرة اعتمرها، بعدد من حج واعتمر فيما مضى، وفيما بقي"، وهذا حديث باطل موضوع، لا أصلَ له عن النَّبيِّ -عليه الصّلاة والسّلام-، ففي إسناد هذا الحديث سلام بن سليم المدائني، وهو متَّهمٌ، وقد قال عنه ابن حبان: " يَروي عن الثِّقات الموضوعات، كأنَّهُ كانَ المعتمد لها"، والله أعلم. [٤].المراجع[+]
- ↑ سورة الحج, ، "www.kalemtayeb.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 18-09-2018، بتصرّف
- ↑ {الحج: الآية 11}
- ↑ أسباب النزول, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 18-09-2018، بتصرّف
- ↑ حديث باطل في فضل من قرأ سورة الحج, ، "www.islamqa.info"، اطُّلِع عليه بتاريخ 18-09-2018، بتصرّف