كلمة-شكر-للمعلم-في-يوم-المعلم
كلمة شكر للمعلم في يوم المعلم
أيُّها المعلم، يا مربّي الأجيال وباني العقول والمجتمعات، إنّ يومَ المعلّم هو يومك الذي يُعلن فيه العالم أنّك رمزٌ عالٍ مثل النجوم، فاسمح للجميع في هذا اليوم أن يُعبروا عن مدى افتخارهم فيك، فأنت الذي تستحق التكريم والافتخار، وأنت الذي ما لانت عزيمتُه يومًا ولا تبدّلت مواقفه، ولا قلّ عطاؤه، وما يوم المعلّم إلّا فرصة مناسبة للتعبير عن الشكر والامتنان لشخصِك الكريم وعطائك اللامحدود، وعلى الرّغم من أنّ كلّ الأيام أيامك، وكل المناسبات منك وإليك، إلّا أنّ الخامس من تشرين الأول يومٌ مميز في ذاكرة التربية والتعليم، وهو يومٌ ينتظره الطلاب بشغفٍ ليعبروا عن حبّهم للمعلّم الذي أنقذهم من ظلمة الجهل وأخرجهم منه إلى نور العلم والمعرفة.
أيّها المعلّم، لكَ في القلب الكثير من الحبّ، ولك في ذاكرة كلّ الأجيال مكانةٌ كبيرة لا تختفي، ومهما تبدلت الأزمان وتغيرت، لا بدّ وأن يتذكّر كلّ طالبٍ حرصك الزائد وشغفك في التعليم والتربية، فصدى صوتك وأن تُعيد الدروس والحروف والكلمات والأرقام عالقٌ في جميع الأذهان، ونصائحك الثمينة لم تزل تُرشد طلبتك إلى الطريق الصحيح، وفي يوم المعلّم يُدرك الطالب حقًا أنّ كلّ عبارات المدح والثناء تبدو قليلة ومتواضعة أمام عظمة المعلّم؛ لأنّها لا تستوعب وصف من علّم الأبجديّة والحساب وكتاب الله، ولن تتسع لمدح من زرع الأخلاق وجميل الصفات في أذهان طلابه.
إنّ المعلّم لا ينتظر ردّ الجميل ولا تعنيه المكافآت، لكنّه أكثر ما يُفرحه أن يرى نفسه بعيون أبنائه الطلبة، ويشعر بأنّ تعبه وجهده لم يذهبْ هدرًا، ويوم المعلم الحقيقي هو اليوم الذي يرى فيه طلابه وقد أصبحوا في دروبٍ متفرقة من دروب العلم والمعرفة، منهم الطبيب ومنهم المعلّم ومنهم المدير ومنهم الحارس ومنهم الوزير، والفرح الكبير للمعلم هو أن يلمس التقدير والتكريم من أجيال طلبته الذين تعب لأجلهم وأعطاهم خلاصة علمه وتجاربه.
في يوم المعلّم تقفُ الكلمات حائرة مكتوفة الأيدي، فلا شيء يُمكن أن يُعبّر عن امتنان الطالب لمعلمه، لكن تبقى مساحة التكريم مفتوحة بالدعاء الدائم للمعلّم بأن يحفظه الله، وبتقديم كل الاحترام والدعم له ومنحه حقوقه التي يستحقّها، لأنّ جميعَ الدول المتقدمة والمجتمعات الراقية تنظر إلى المعلّم بأنّه في أعلى الرتب، فمهنة المعلم ليست مجرّد مهنة عاديّة، بل هي إعدادٌ للأجيال والمجتمعات، وتأسيسٌ للعقول البشرية، لذلك فإنّ مسؤولية الأفكار التي يتبناها أبناء المجتمع تقع بشكلٍ أساسي على على عاتق المعلم، لأنه مربٍ وصانع أجيال ويستحق أن يكون كل يومٍ يومًا للاحتفال به.