سؤال وجواب

رسالة-شكر-لمعلمتي-الفاضلة


رسالة شكر لمعلمتي الفاضلة

معلّمتي الفاضلة، لو كانت كلمات الشكر توفيكِ حقَّك لكنت سردتُ على مسامعكِ كلّ كلمات الشكر بكل لغات العالم، ولو كانت الحروف تستطيع أن تُعبّر عمّا يدورُ في خاطري لأجلك من كلمات، لرتّبتُ لك العباراتِ بما يليقُ بك من حبٍ وفخر، فأنتِ يا معلمتي الفاضلة كنتِ ولا زلتِ منارة العلم والمعرفة التي أنارت لنا الدرب، وأنتِ من غزلت من نسيج جهلنا وسذاجتنا بساطًا من العلم والإبداع، بل كنتِ خيرَ مثالِ للأم والمعلمة والمربية، وأغدقتِ علينا من عظيم خبراتك وتجاربك العميقة لتقدّمي لنا النصح والإرشاد، ولتشعلي لنا قناديل الأمل وتُعطينا البوصلة التي توصلنا للاتجاه الصحيح.

معلمتي الفاضلة، لو أنّ كلّ طبيب أو معلم أو مهندس أو محامي أو وزير أو مدير أو غير ذلك ممن نهلوا من علمك الوفير نطق بفضلك عليه، لامتلأت الأرض بعبارات الشكر والامتنان، فطوبى لمن علمتنا كيفية تهجّي الكلام، وطوبى لمن أعطتنا من وقتها وعمرها وحياتها لتبذر في عقولنا بذور المعرفة والثقافة، لتجعل من الكتب والدفاتر والأقلام صديقنا الصدوق، والواجب يا معلمتي الفاضلة يُحتم عليّ وعلى كل الأجيال التي تخرجت على يديكِ أن نقول لك: شكرًأ، على الرغم من أنّها كلمة صغيرة لا تعبر عن شيءٍ أبدًا.

معلمتي الغالية، إنّ أهمّ ما يُمكن للمعلم أن يزرعه في قلب الطالب وذهنه هو الأمل، وأنتِ فعلًا زرعتِ الأمل في قلوبنا وجعلتِ من المستقبل مشرقًا قبل أن يأتي، فأصبح الأحلام قريبةً جدًا من الحقيقة، فرسالة التعليم رسالة جليلة وسامية، يصعب على أيّ شخصٍ أن يحملها بصدق إلّا إذا كان هذا الشخص معلمًا فاضلًا هدفه أن يكون طلابه دومًا في الطليعة، ولهذا فإنّ الله تعالى أعدّ أجرًا عظيمًا لكلّ معلمٍ فاضل؛ لأنّ العلم صدقة جارية ينتفع بها كلّ الناس لأجيالٍ، وأنت يا معلمتي قد غرستِ فينا جميعًا حب العلم وشغفه.

معلمتي الفاضلة، إنّ الدفاتر والأقلام والسبورة كلّها شاهدة على مقدار التعب والجهد الذي تقومين فيه وأنتِ تخطّين بالطباشير حروف العلم، وتعلميننا الحساب والمواعظ والحكم وتكتبين عناوين الدروس، فاسمحي لنا يا معلمتي الفاضلة أن نشكرك بعددِ كلِّ ذرات الطباشير التي تطايرت منكِ وأنت تشرحين لنا، وبعدد كلّ قطرة عرقٍ نزلت من جبينك وأنت تحاولين إيصال معلومة مهمة لنا، وبحجم كلّ ما سببناه لك من تعبٍ وإرهاق، وإننا جميعًا نقول لك بأننا سنكون دومًا عند حسن ظنّك بنا، وسنكون كما أردت لنا أن نكون.