سبب-نزول-سورة-الإسراء

سورة الإسراء
سورة الإسراء واحدةٌ من السُّور القرآنية التي تبدأ بالتسبيح للدلالة على الأفعال العظيمة التي لا تصدرُ إلا من ربٍّ قادرٍ، والتي تحدثت عنها آيات السُّورة وهي معجزة الإسراء، والإسراء سورةٌ مكيّةٌ في غالبها ما عدا الآيات الآتية: 26، و32، و33، و57، ومن الآية 73 إلى الآية 80 فجميعها مدنيّةٌ، وتقع في خمسة أرباعٍ من الحزبيْن التاسع والعشرين والثلاثين من الجزء الخامس عشر، وترتيبها السابعة عشرة بحسب القرآن العثمانيّ، ويبلغ عدد آياتها إحدى عشرة ومائة آية، كما أنّها من السُّور المشتملة على سجدةٍ في الآية رقم 109، وهذا المقال يلقي الضوء على سورة الإسراء من محاور عدّة.
سبب تسمية سورة الإسراء
سُمّيت هذه السورة بهذا الاسم لأنّها أفردت فاتحتها بالحديث عن معجزةٍ إلهيّةٍ أبهرت العرب وهي معجزة الإسراء والمعراج وكانت سببًا في امتحان الناس لصعوبة تصديق إمكانية الذهاب من مكة إلى القدس حيث المسجد الأقصى ثم المعراج نحو السماء في ليلةٍ واحدةٍ قال تعالى: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ"[١]}.
ومن أسماء هذه السورة أيضًا "سورة بني إسرائيل" وهو من اسمها الشائع عند عموم الصحابة والتابعين وسبب ذلك أن الآية الثانية من السورة بعد ذِكر حادثة الإسراء شرعت في الحديث عن بني إسرائيل وذِكر أخبارهم وقصصهم وفسادهم في أرض الله. [٢][٣]
سبب نزول سورة الإسراء
جاءت حادثة الإسراء بعد مضيّ عشر سنواتٍ على بدء الدعوة المحمديّة في مكة تخفيفًا ومواساةً للرسول -صلى الله عليه وسلم- مما لقيه من أذى قريشٍ والقرى المجاورة لها؛ فكانت حادثة الإسراء تكريمًا وتعظيمًا لخاتم النبيين والمُرسلين وفيها جرى العديد من الأحداث وأهمها فرّض الصلوات الخمس في السماء على المسلمين، وبعد عودة الرسول الكريم من تلك الرحلة أخبر بها قريشًا؛ فكذبوه تكذيبًا شديدًا فأنزل الله هذه السورة تصديقًا وتأييدًا لنبيه وأن ما حدث معه كان حقيقةً وليس ضربًا من الخيال أو الجنون كما اتهمته قريشًا بل معجزةً إلهيةً خالدةً إلى يوم الدِّين. [٤][٥]
فضل سورة الإسراء
سورة الإسراء من السُّور التي خصّها النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بالفضل والذِّكر حيث تُعد من أوائل السُّور التي نزلت عليه في مكة المكرمة مؤيدةً لصدق ما أخبر به قريشًا عن حادثة الإسراء، وقد جاء في فضلها ما يأتي:
- مداومة الرسول -صلى الله عليه وسلم- على قراءتها يوميًّا قبل نومه؛ فقد جاء في الحديث الصحيح: "كانَ النَّبيُّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- لا ينامُ حتَّى يقرأ الزُّمرَ وبني إسرائيل" [٦]، والسببُ الآخر في مداومته -عليه السلام- على قراءتها قبل النوم كونها من المُسبحات -والمُسبحات هي السُّور القرآنية التي تبدأ بالتسبيح بكافة أشكال الفعل سَبح أو يُسبح أو سبحان، وهي السُّور الآتية: الأعلى، والتغابن، والإسراء، والحديد، والحشر، والصف، والجمعة وكان النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- كانَ لا يَنامُ حتَّى يقرأَ المسبِّحاتِ، ويقولُ: "فيها آيةٌ خيرٌ من ألفِ آيةٍ" [٧]
- قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن سورة الإسراء وبعض من السور: "بني إسرائيلَ والكهفِ ومريمَ وطه والأنبياءِ: هُنَّ من العِتَاقِ الأُوَلِ، وهنَّ من تِلادِي" [٨] والِعتاق الأُول أي من أوائل السور التي نزلت على الرسول في مكة وشبهها بالتلاد أي المال القديم. [٩][١٠]
المراجع[+]
- ↑ {الإسراء: الآية 1
- ↑ سورة الإسراء تسمى أيضًا سورة بني اسرائيل،, "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ20-09-2018، بتصرف
- ↑ سبب تسمية سورة الإسراء بهذا الاسم،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 20-09-2018، بتصرف
- ↑ نفحات من آي الإسراء،, "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 20-09-2018، بتصرف
- ↑ حادثة الإسراء والمعراج،, "www.binbaz.org.sa"، اطُّلع عليه بتاريخ 20-09-2018، بتصرف
- ↑ الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3405، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ الراوي: العرباض بن سارية، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3406، خلاصة حكم المحدث: حسن
- ↑ الراوي: عبدالرحمن بن يزيد، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4739، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ مقاصد سورة الإسراء،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 20-09-2018، بتصرف
- ↑ فضائل سور القرآن الكريم كما حققها العلامة الألباني - رحمه الله -،, "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 20-09-2018، بتصرف