سؤال وجواب

سبب-نزول-سورة-القارعة


سورة القارعة

إنَّ سورة القارعة هي إحدى السور المكية التي نزلتْ على النبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- في مكة المكرمة، وقد نزلتْ بعد سورة قريش، والقارعة هو اسم من أسماء يوم القيامة، ويبلغ عدد آياتها إحدى عشرة آية، وهي في الجزء الثلاثين والحزب الستين وترتيبها الواحد بعد المئة في المصحف الشريف، وتحدّثتْ عن أهوال القيامة وشدائدها، فهي سورة تهتزّ منها القلوب وترجف من هول الوصف الذي تقدّمُهُ، وهذا المقال مخصّصٌ للحديث عن سورة القارعة من جوانب عدّة، كسبب تسميتها بهذا الاسم وسبب نزولها والحديث عن فضلها وفضل تلاوتها والتفكر بها.

سبب تسمية سورة القارعة

إنَّ شأن سورة القارعةِ شأنَ كثير من سور القرآن الكريم، التي سُمِّيتْ ببداية كلماتها، أو بمطالعها، فسورة المزمل مثلا تبدأ بقوله تعالى: "يا أيها المزمل"، والأمثلة كثيرة في كتاب الله -سبحانه وتعالى-، كسورة النبأ وسورة الغاشية والواقعة، ومن هذا المنطلق يمكن القول إنّ سورةَ القارعةِ سُمِّيت بهذا الاسم لأنَّها بدأت به، حيث قال تعالى في مطلعها: "القارعة * ما القارعة * وما أراك ما القارعة" [١]، ويذهب بعض المفسرين أو الباحثين في أسباب تسمية السور القرآنية إلى أنَّ سبب تسمية سورة القارعة بهذا الاسم يعودُ لكونِها تقرعُ القلوبَ والأسماع بهولها، فهي تصف ما سيحدث يوم القيامة بطريقة ترجف منها القلوب وتقشعرُّ الأبدان. [٢].

سبب نزول سورة القارعة

لم يردْ -فيما جاء من كتب أسباب نزول الآيات- سببٌ صريحٌ أو حادثة معينة نزلتْ جرّاءها آيات سورة القارعةِ، ولكنْ بقليلٍ من التفكير والتَّمعُّنِ في تفسير هذه السورة وسبر أغوارِها، يظهر أنَّ سبب نزول سورة القارعةِ يرجع إلى إظهار وتفصيل أهوال يوم القارعة أو يوم القيامة، وقيل في التفسير إنّ يوم القارعة هو يوم النفخ في الصور، وقدْ فصَّلتِ السورة الأحداث التي ستكون في يوم النفخ، قال تعالى: "يومَ يكُونُ النَّاسُ كَالفرَاشِ المبثُوثِ * وتكُونُ الجبَالُ كالعِهنِ المَنفُوشِ" [٣]، فكانت سورة القارعة منذرة لقلوب المسلمين، تقرعُ صمت آذانهم، وتُخرجهم من غفلتهم، ليتوب العاصي إلى الله تعالى، ولكي يعدَّ النّاس العدّة من الأعمال الصالحة استقبالًا ليوم القارعة المهول. [٤].

فضل سورة القارعة

إنّ سورة القارعة جزء لا يتجزّأ من كتاب الله -تبارك وتعالى-، وهي متعبدة بتلاوتها كسائر القرآن الكريم، وقد قال عبد الله بن مسعودِ -رضي الله عنه- عن آيات كتاب الله بشكل عام: "كل آية في كتاب الله خيرٌ مما في السماء والأرض"، وفي تخصيص الفضل لسورة القارعة، يتبيّن أنَّ سورة القارعة تجعلُ كلَّ مؤمن عاقل يتنبَّهُ إلى أنْ يقيَ نفسَهُ منْ عذابِ الله -عزّ وجلَّ-، وأنّ يكون جاهزًا للقاء الله، ومستعدًا لأهوال يوم القارعة العظيم، ويكونُ هذا الاستعداد بفعل الخير والطاعات وترك الشرّ والمنكرات، وخيرُ ما يُختم به هذا المقال حديث عدي بن حاتم -رضي الله عنه-، عنِ النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "ما منكم من أحدٍ إلا سيكلِّمهُ اللهُ، ليسَ بينَهُ وبينَهُ ترجمانٌ، فينظر أيمنَ منه، فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظر أشأم منه، فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه، فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشقِّ تمرة"، [٥].  [٦].

المراجع[+]

  1. {القارعة: الآية 1-2-3}
  2. سورة القارعة، سبب النزول, ، "www.e-quran.com"، اطُّلِع عليه بتاريخ 21-09-2018، بتصرّف
  3. {القارعة: الآيتان 4-5}
  4. تفسير الطبري، سورة القارعة, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 21-09-2018، بتصرّف
  5. الراوي: عدي بن حاتم الطائي، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1016، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  6. تفسير سورة القارعة, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 21-09-2018، بتصرّف