سبب-نزول-سورة-التين
سورة التين
سورة التين من السور المكية المفصَّلية القصيرة إذ يبلغُ عدد آياتها ثمانِ آياتٍ تقعُ في الربع السابع من الحزب الستّين في الجزء الثلاثين، وترتيبها في المصحف العثمانيّ الخامسة والتسعين، ونزلتْ بعد سورة البروج، وهي من السُّور القرآنية التي تُفتتح بالقسم للدلالة على عظمة المُقسم به، وتدور آيات السورة حول موضوعيْن بارزيْن هما: تكريم الله للإنسان، والإيمان بالحساب والجزاء بعد البعث من القبور يوم القيامة، كما أشارت الآيات إلى نوعيْن من النبات هما: التين والزيتون، وإلى مكانيْنِ هما: طور سيناء ومكة، وهذا المقال يسلّطُ الضوء أكثرَ على سورة التين.
سبب تسمية سورة التين
بدأتِ السورة الكريمة آياتِها بالقسم بنوعٍ من الفاكهة ألا وهي التين، والتين من أنواع الفاكهة التي لا تنمو في شبه الجزيرة العربيّة وأرض الحجاز وإنّما في بلاد الشام وفي هذا إشارةٌ إلى أرض فلسطين ممّا حدا ببعض المفسّرين إلى اعتبار أنّ مكان نموّ الفاكهة هو المقصود من ذِكرها لكن الأرجح أنّ المقصود هو فاكهة التين عينها؛ لذا حملت السورة اسم التين ولم يرد في القرآن في غير هذا الموضع، والتين من فاكهة الجنة كما جاء في الحديث: "أُهدِيَ إلى النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- طَبقٌ من تينٍ فقالَ: كلوا وأكلَ منهُ وقال: لو قلتُ إنَّ فاكِهةً نزلَتْ من الجنَّةِ قلتُ هذهِ لِأنَّ فاكهَةَ الجنَّةِ بلا عَجَمٍ فكُلوا منها فإنها تقطَعُ البواسيرَ وتنفَعُ من النَّقرَسِ" [١]، والتين لم يرد كثيرًا في السُّنة النبوية أو في أقوال الصحابة كونه فاكهةٌ لا تنمو في أرض الحجاز. [٢][٣]
سبب نزول سورة التين
سورة التين لم يثبت شيءٌ في السنة النبوية عن سبب نزولها كسورةٍ بينما الثابت هو سبب نزول قوله تعالى: "ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ"[٤] فقد نزلت في مجموعةٍ من الناس في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- تقدّم بهم العمر حتى بلغوا أرذله فلم يعد بمقدورهم السيطرة على قواهم العقلية والجسدية؛ فسأل الصحابة عنهم الرسول؛ فنزلت هذه الآية فيمن رُدَّ إلى أرذل العمر حيث ينقص العقل والدِّين أنّ مصيرَه إلى جهنم واستثنى منهم الذين آمنوا أيْ كانوا على الإيمان والأعمال الصالحة قبل ذهاب عقولهم فإنهم ينالون الأجر والمثوبة على تلك الأعمال، أما التقصير اللاحق في حالةِ الخرف والهرم فلا يضرّهم شيئًا، وقال في ذلك عكرمة:" لم يضرّ هذا الشيخ كِبره إذ ختمَ الله له بأحسنِ ما كان يعمل". [٥]
فضل سورة التين
سورة التين كغيرها من سور القرآن الكريم ينال المسلم الأجر بقراءتها فكلُّ حرفٍ منها أو مِن غيرها بعشر حسناتٍ؛ فقراءة القرآن كله أجرٌ وخيرٌ ومنفعةٌ وثوابٌ للمسلم في الدنيا والآخرة، لذا حثّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- على المداومة على قراءة القرآن وحذّر من هجره؛ لكن ما ورد في تخصيص سورة التين فضلٍ معينٍ دون غيرها من السُّور كقراءتها سبع مراتٍ قبل النوم لتفريج الهم وإزالة الكرب والغم فلا أصل له ولا لغيره، وما ورد بهذا الخصوص من أحاديث إنما هو ضعيفٌ أو موضوعٌ أو منكرٌ لا أصل له، ومنها:
- "لَمَّا نزَلَتْ سُورةُ التِّينِ على رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَرِحَ لها فرَحًا شديدًا، حتَّى بانَ لنا شِدَّةُ فرَحِه، فسأَلْنا ابنَ عبَّاسٍ بعد ذلك عن تَفسيرِها، فقال: أمَّا قولُ اللهِ تعالى:"وَالتِّينِ"[٦] فبلادُ الشَّامِ، "وَالزَّيْتُونِ"[٦] فبلادُ فِلَسْطين، "وَطُورِ سِينِينَ"[٧] فطورُ سَيْناءَ الَّذي كلَّمَ اللهُ عليه موسى، "وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ"[٨] مكَّةُ، "لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ"[٩] محمَّدٌ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، "ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ" [١٠] عِبادةُ اللَّاتِ والعُزَّى، "إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ"[١١] أبو بَكرٍ وعُمَرُ، "فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ"[١١] عُثمانُ بنُ عَفَّانَ، "فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ"[١٢] عليُّ بنُ أبي طالبٍ، "أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ"[١٣] أنْ بعَثَكَ فيهم نبيًّا وجمَعَكَ على التَّقوى يا محمَّدُ" [١٤]
- "سمعتُ رجلاً بدويًّا أعرابيًّا يقولُ: سمعتُ أبا هريرةَ يرويهِ يقولُ: مَن قرأَ سورةَ والتِّينِ والزَّيتونِ فقرأَ "أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ"[١٥]} فليقُلْ: بلَى! وأنا على ذلِكَ منَ الشَّاهدينَ" [١٦] [١٧][١٨]
المراجع[+]
- ↑ الراوي: أبو الدرداء، المحدث: ابن القيم، المصدر: زاد المعاد، الصفحة أو الرقم: 4/269، خلاصة حكم المحدث: في ثبوته نظر
- ↑ أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 21-09-2018، بتصرف
- ↑ تأملات في سورة التين،, "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 21-09-2018، بتصرف
- ↑ {التين: الآية 5}
- ↑ تفسير البغوي،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 21-09-2018، بتصرف
- ^ أ ب {التين:الآية 1}
- ↑ {التين:الآية 2}
- ↑ {التين:الآية 3}
- ↑ {التين:الآية 4}
- ↑ {التين:الآية 5}
- ^ أ ب {التين:الآية 6}
- ↑ {التين:الآية 7}
- ↑ {التين:الآية 8}
- ↑ الراوي: أنس بن مالك، المحدث: الخطيب البغدادي، المصدر: تاريخ دمشق، الصفحة أو الرقم: 1/214، خلاصة حكم المحدث: بهذا الإسناد باطل لا أصل له يصح
- ↑ {التين: الآية 8
- ↑ الراوي: إسماعيل بن أمية، المحدث: الألباني، المصدر: ضعيف الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3347، خلاصة حكم المحدث: ضعيف
- ↑ باب فضل سورة التين،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 21-09-2018، بتصرف
- ↑ ضعف رواية وأنا على ذلك من الشاهدين بعد تلاوة سورة التين،, "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 21-09-2018، بتصرف
