سبب-نزول-سورة-المزمل
سورة المزمل
إنَّ سورة المزمل من السور المكيّة التي نزلتْ على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في مكة المكرمة، وقد نزلتْ بعد سورة القلم، وتتألف هذه السورة من عشرين آية، وترتيبها الثالثة والسبعون في المصحف الشريف، فهي تقع في الحزب الثامن والخمسين، وتبدأ بأسلوب نداء، قال تعالى: "يا أيُّها المزمّل" [١]، وهذا المقال سيسلّط الضوء على هذه السورة، وسيعرض سبب نزولها وسبب تسميتها بهذا وسيعرض فضل هذه السورة في الإسلام.
سبب تسمية سورة المزمل
تتراوح وتختلف أسباب التسمية بين سورة وأخرى، فكثيرٌ من السور تُسمّى بما يتميّز بها من كلمات، وكثير من السور تُسمّى باسم حادثة تردُ بين سطورها كسورة البقرة، وكثير من السور تسمّى باسم مطالعها، وأمّا فيما يخصُّ سورة المزمل فإنَّ المتعمّق في تفسيرها سيعرف أنَّ سبب تسميتها راجع إلى أنَّ الخطاب الذي وجهه الله -سبحانه وتعالى- في هذه السورة عائدٌ على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وقد وصفَهُ بالمُزمّل، ويمكن اعتبار سبب تسميتها عائدًا إلى مطلعها، شأنها في هذا شأن كثير من السور القرآنية التي تُسمّى بمطالعها في الغالب، كسورة القارعة، وسورة الحاقة وغيرها، والله تعالى أعلم. [٢].
سبب نزول سورة المزمل
إنَّ نزول آياتِ القرآن الكريم كانَ مرتبطًا بحادثة تحدث مع النبي أو الصحابة الكرام، فينزل القرآن دليلًا وقانونًا يقوّم أعمال الناس، ويضبط عقولَهم، وفي سبب نزول سورة المزمل، وخطاب الله تعالى لنبيه بقولِهِ: "يا أيها المنزل" [١]، قال العلماء: كان هذا الخطاب للنَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- في أول الوحي وقبل تبليغ الرسالة، ثم خوطب بعد ذلك بالنَّبيِّ والرَّسول، فهذه الآية نزلتْ في بدايات الدعوة الإسلامية، يوم كانَ رسول الله في غار حراء يستقبل الوحي ويأخذ منه القرآن، ويرجع راجفًا قائلًا: زملوني، زملوني، فنزّل الله تعالى هذه الآية بهذا الاسم ونادى نبيّه بالمزمل، قبل أن يخاطبَهُ بالنَّبيِّ والرَّسول فيما بعد، وقد وردَ في سبب نزول سورة المزمل، عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: "كنتُ أجعلُ للنبيِّ -صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ- حصيرًا يُصلِّي عليه من الليلِ، فتسامعَ الناسُ به، فلمَّا رأى جماعتَهم كرِه ذلك، وخشيَ أنْ يُكتبَ عليْهم قيام الليلِ، فدخل البيتَ كالمغضبِ، فجعلوا يتَنَحْنَحون ويتْفُلون، فخرج إليهم فقال: أيُّها الناسُ اكلفوا من الأعمالِ ما تُطيقونَ، فإنَّ اللهَ لا يملُّ من الثوابِ، حتى تملُّوا من العملِ، وإنَّ خيرَ العملِ أدومُه وإنْ قلَّ، فنزلتْ: "يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ"، [٣]، والله أعلم.</span> [٤].
فضل سورة المزمل
إنّ القرآن الكريم خير منهاج للبشر أجمعين، فتطبيقُ أحكامهِ فوزٌ ونجاحٌ في الدنيا والآخرة، والابتعاد عمّا نصّ عليه خسران وخيبة، ولا شكّ أنّ تلاوة القرآن فيها من الأجر الكثير، فالله تعالى لا يضيّع أجر عاملٍ من أحسنَ عملًا، ففي العموم إنّ القرآن كلُّهُ فضل وتلاوتُهُ فضل وخير، وأمّا فيما يتعلّق بفضل سورة المزمل على وجهِ الخصوص، فقد وردَ في فضلها حديث موضوع، يُذكر للاستئناس، وهو عن أبيّ بن كعب -رضي الله عنه- قال: "إنَّ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عرضَ عليَّ القرآنَ في السَّنةِ التي ماتَ فيها مرتينِ، وقال: إنَّ جبريل -عليه السَّلام- أمرني أنْ أقرأَ عليكَ القرآن، وهو يقرئِكَ السَّلام، فقال أُبيّ: فقلت لمَّا قرأَ عليَّ رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: كما كانت لي خاصة، فخصّني بثواب القرآن مما علمك الله وأطلعك عليه؟ قال: نعم يا أبيّ، أيّما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أُعطي من الأجر كأنما قرأ ثلثي القرآن، وأعطي من الأجر كأنما تصدق على كل مؤمن ومؤمنة .... إلى أنْ قالَ: ومن قرأ سورة المزمل رُفع عنه العسر في الدنيا والآخرة ..."، [٥]، وقد قال ابن الجوزي رحمهُ الله: "وذكر في كل سورةٍ ثواب تاليها إلى آخر القرآن، وهذا حديث في فضائل السور مصنوع بلا شك"، والله أعلم. [٦].</span>المراجع[+]
- ^ أ ب {المزمل: الآية 1}
- ↑ تفسير سورة المزمل, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 25-09-2018، بتصرّف
- ↑ الراوي: عائشة، المحدث: القرطبي المفسر، المصدر: تفسير القرطبي، الصفحة أو الرقم: 21/321، خلاصة حكم المحدث: معناه ثابت في الصحيح إلى قوله: وإن قل
- ↑ سورة المزمل، تفسير البغوي, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 25-09-2018، بتصرّف
- ↑ الراوي: أبي بن كعب، المحدث: ابن حجر العسقلاني، المصدر: الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 306، خلاصة حكم المحدث: موضوع
- ↑ فضل سورة المزمل, ، "www.islamqa.info"، اطُّلِع عليه بتاريخ 25-09-2018، بتصرّف