سبب-نزول-سورة-الشورى
سورة الشورى
في القرآن الكريم مئة وأربع عشرة سورة كريمة، وتنقسم إلى سور مكيّة وأخرى مدنيّة، وتُعدّ سورة الشورى من السور المكية، وعدد آياتها ثلاث وخمسون آية، وتتضمّنُ هذه السورة الكريمة معالجة لقضية العقيدة الإسلاميّة، ويغلب عليها الطابع الذي يغلب على السور المكيّة بشكلٍ عامّ، وهي أنها تدعو إلى توحيد الله تعالى، وتسرد بعض القصص، كما أنّ آياتها قصيرة نسبيًا وألفاظها قوية وعباراتها موجزة، وتُحذر من الشرك، كما تبدأ بحروف الهجاء، وهي من السور التي تُركّز بشكلٍ خاص على الرسالة وحقيقة الوحي، إذ إنّ المحور الرئيس لها يرتبط بالوحي والرسالة في جميع الآيات، وفي هذا المقال سيتم ذكر سبب نزول سورة الشورى.
سبب تسمية سورة الشورى
سورة الشورى مثلها مثل معظم سور القرآن الكريم، لم ترد في تسميتها أيّ أحاديث نبوية شريفة، إذ إنّ سور القرآن الكريم سميت بحسب اجتهاد الصحابة -رضوان الله عليهم-، الذين سموا سور القرآن الكريم للتمييز بينها عند وضعها في المصحف الشريف، وبهذا فإنّ كل سورة تُسمى بحسب كلمة مميزة فيها أو مناسبة تتحدّث عنها،[١]، وسورة الشورى سميت بهذا الاسم لأنّها ركّزت على مبدأ الشورى بين أفراد الأمّة، وعلى ضرورة توحيد الكلمة وإجماع الرأي، ولأنها بينت مكانة الشورى في الإسلام، وعلمت المؤمنين كيف تقوم حياتهم على منهج الشورى لما له من تأثير عظيم في حياة الأفراد والمجتمعات، إذ يقول الله تعالى: "وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ"[٢]، وتسمى سورة الشورة بسورة حم، وسورة عسق لابتدائها بهذه الحروف.[٣]
سبب نزول سورة الشورى
سبب نزول سورة الشورى التي تبدأ بقول تعالى: "حم * عسق * كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"[٤] هو رجل يٌُال له عبد الله أو عبد الإله، وهذا الرجل ينزل على أحد أنهار المشرق التي تُبنى عليه مدينتين، ويشق النهر بينهما فتصبح سوداء مظلمة، وقد احترقت هذه المدينة واندثرت وكأنها لم تكن يومًا مكانها، وتصبح صاحبتها وقد تعجبت كيف أنّها أفلتت، فما هو إلا بياض اليوم حتى يجتمع فيها كل عنيد وجبار من أهل المدينة، ثم يخسف الله تعالى بها وبهم جميعًا، وفي هذا قوله تعالى: "حم * عسق"، أي عزيمة وقضاء وفتنة، "حم" تعني عدلًا من الله، وسين تعني السكون والقاف تعني واقع في هاتين المدينتين، علمًا أن العلماء والمفسرين اختلفوا كثيرًا في تفسير الحروف المتقطعة، وربما من الأصح هو السكوت عنها وتفويض تأويلها لله تعالى،[٥]، أما سبب نزول الآية 23 من سورة الشورى: "قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إَِّلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى"[٦]، هو ما ورد في حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان له في كل بطن من قريش قرابة، فنزلت "قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إَِّلا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى" أي إلا أن تصلوا قرابة ما بيني وبينكم"[٧][٣]
فضل سورة الشورى
لسور القرآن الكريم جميعها فضلٌ كبيرٌ، ومن فضل سورة الشورى أنّها تؤكّد على ضرورة اتخاذ الشورى كمنهج في الحياة سواء بين الأفراد أو المجتمعات، كما تُؤكد سورة الشورى على أنّ الانفراد في الرأي يُسبب اتخاذ قرارات خاطئة، على عكس الشورى، وفي هذه السورة الكريمة العديد من العبر والمواعظ التي يُمكن استخلاصها بقراءة آياتها[٨]، كما تبين سورة الشورى صفات قائد الأمة التي يجب أن تتوافر فيه كي يكون قائدًا ناجحًا، وصفات الأمة القيادية، وفي السور مواعظ تبين ضرورة الحكم في كل خلاف يقع بين الناس، كما فيها إنذار للخلق جميعًا.[٣]المراجع[+]
- ↑ أسباب تسمية بعض السور, ، "www.binbaz.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 27-9-2018، بتصرّف.
- ↑ {الشورى: آية 38}
- ^ أ ب ت سورة الشورى في سؤال وجواب, ، "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 27-9-2018، بتصرّف.
- ↑ {الشورى: آية 1-3}
- ↑ سبب نزول سورة الشورى, ، "www.fatwa.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 27-9-2018، بتصرّف.
- ↑ {الشورى: آية 23}
- ↑ المصدر: صحيح أسباب النزول، الصفحة أو الرقم: 202، خلاصة حكم المحدث: الحديث في البخاري من حديث شعبة به وليس عنده فنزلت
- ↑ الشورى في الإسلام, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 27-9-2018، بتصرّف.