لماذا-يتجاهل-الرجل-حبيبته
محتويات
المشاكل الزوجية
كيف يتفاعل الرجال والنساء عندما يطلب منهم شريكهم الحميم القيامَ بشيء لا يرغبون في القيام به، هل يقولون "لا" ببساطة وبصراحة، أم ينسحبون بشكل سلبيّ دون احتجاج، هل يناقشون بصورة عقلانية أسبابَ عدم رغبتهم في الامتثال لرغبة الشريك الآخر، أم أنّهم سيظهرون أفعالًا سلبية للإشارة إلى رفضهم. تتضمّن هذه الأسئلة محاولة توضيح عن سؤال: لماذا يتجاهل الرجل حبيبته، ولماذا تصرخ المرأة في وجه حبيبها، وأسئلة اخرى عن استراتيجيات الإهمال، والتكتيكات والأساليب التي يستخدمها الأشخاص عندما لا يرغبون بالامتثال لمحاولات نفوذ شريكهم الحميم.[١]
لماذا يتجاهل الرجل حبيبته
من أجل الإجابة عن أسئلة: لماذا يتجاهل الرجل حبيبته، أو لماذا يرغب في الانفصال، ومجموعة أخرى من الاسئلة الشبيهة، أجرى علماء النفس بحوثًا مكثفة في طبيعة وتنوع استراتيجيات القوة للزوجين، والتكتيكات التي يستخدمونها للحصول على الامتثال لرغباتهم وأهدافهم و دوافعهم الشخصية، لكن وبالرغم من هذه الدراسات، فإن الطريقة التي يقاوم بها الأفراد محاولات الإقناع من الآخرين لم يتم استكشافها بصورة كاملة حتى الآن، وعلى الرغم من وفرة النظريات والبحوث المكرسة لفهم السلوك في العلاقات العاطفية، إلّا أنّ هنالك فهمًا قليلًا نسبيًّا عن الطرق التي يستجيب بها الأشخاص لفترات عدم الرضا في علاقاتهم.[٢]
طوّرَ علماء النفس الاجتماعي العديد من النماذج المصممة لحساب إمكانية تفكك العلاقات الوثيقة، وكان الهدف من معظم هذه النماذج هو وصف الطريقة التي تتبعها العلاقات فعليًا للانتهاء، وهناك تفسيرات قليلة للطرق التي يتفاعل بها الأزواج أثناء تدهور جودة العلاقات بشكل دوري، والتي ربما تكون قابلة للعلاج والعودة، بالإضافة إلى ذلك، اكتشف الباحثون مجموعة متنوعة من الردود المحددة على عدم الرضا، بما في ذلك الطلاق أو الانفصال، وأساليب تسوية النزاعات، واللجوء الى علاقة إضافية، وعمليات الكشف والاعتراف الذاتي، وسلوكيات العزو، وعلاقات القوة.[٢]
وصف هيرشمان 1970م ثلاثَ طرق لردّ الفعل على التدهور في العلاقات، التي قد تكون لأسباب اقتصادية أو سياسية، وهي: الخروج من العلاقة أو التهديد بإنهاء العلاقة، والتعبير بالصوتٍ وبأساليب نشطة وبنّاءة عن استياء الشخص بقصد تحسين الظروف، والولاء والخضوع في انتظار متفائل لتحسن الظروف، وقد أجرى روسبيلت وزمبرودت 1983م دراسة متعدّدة الأبعاد لقياس استجابات عدم الرضا في العلاقات الرومانسية المستمرّة، باستخدام كلٍّ من طلبة الجامعة وعينات من المجتمع، ووجدت الدراسة أنّ الفئات الثلاث التي وصفها هيرشمان 1970م لتمييز السلوكيات الفعالة في العلاقات العاطفية، وحدّدوا أيضًا استجابة رابعة مهمّة لعدم الرضا، وهي إهمال أو تجاهل العلاقة بالشخص لغاية الضمور.[٣]
أمثلة عن ردود الفعل
إنّ هذه الفئات الأربع للاستجابة: الخروج، والصوت، والولاء، والتجاهل، توفّر وصفًا شاملاً وبسيطًا، لردود الفعل على تدهور الرضا في العلاقات الوثيقة، وهي تجيب على سبيل المثال عن الأسئلة السابقة: لماذا يتجاهل الرجل حبيبته، لماذا ينسحب الرجل من العلاقة، لماذا تصرخ المرأة في وجه حبيبها، لماذا تتحمل المرأة، وغيرها من الأسئلة، وفيما يأتي أمثلة على السلوكيات التي تمثل الاستجابة في كل فئة:[٤]
- الانفصال والخروج رسميًّا من العلاقة، أو الخروج من محلّ الإقامة المشترك، وهي الإجابة عن سؤال: لماذا يتجاهل الرجل حبيبته ويتركها، أو التفكير أو التحدّث عن ترك الشريك، والتهديد بإنهاء العلاقة، والحصول على الطلاق.
- مناقشة المشاكل صوتيًا إجابة عن سؤال: لماذا تصرخ المرأة، واقتراح حلول للمشاكل، أو محاولة محاولة تغيير الذات أو تغيير الشريك، أو المساومة، أو طلب المساعدة من أخصائي علاج أو من رجل دين، وسؤال الشريك عما يزعجه.
- الولاء والتحمّل وانتظار الأمل في أن تتحسن الأمور إجابة عن سؤال: لماذا يتحمل الزوجين المشكلات ، وإعطاء الأشياء بعض الوقت، ودعم الشريك في مواجهة النقد، والاستمرار في الإيمان بالعلاقة والشريك، والصلاة من أجل التحسن.
- إهمال وتجاهل الشريك أو قضاء وقت أقل معًا إجابة عن سؤال: لماذا يتجاهل الرجل حبيبته، ورفض مناقشة المشكلات، ومعاملة الشريك بشكل سيء عاطفيًا أو جسديًا، وانتقاد الشريك لأشياء لا علاقة لها بالمشكلة الحقيقية، وترك العلاقة تنهار، والشكوى المتكررة دون تقديم حلول للمشاكل.
أساليب حل المشكلات الأربعة
تختلف أساليب حل المشكلات الأربعة عن بعضها البعض على طول بعدين: بُعد البناء / التّدمير، وبُعد النشاط / السلبية، فبينما يمثل الصوت والولاء استجابات بنّاءة تخدم -أو على الأقل- تهدف إلى الحفاظ على العلاقة وإحيائها، ويميل الخروج والتجاهل إلى أن يكونا أكثر تدميرًا نسبيًا لمستقبل العلاقة، ويشير بُعد البناء / التدمير إلى تأثير استجابة حل المشكلات على العلاقة؛ بالنسبة للفرد، قد تكون أي من الردود الأربعة بناءة بالقدر نفسه، كما أن الخروج والصوت هما سلوكان نشيطان، أي أن الفرد يفعل شيئًا حيال المشكلة، في حين أن الولاء والتجاهل هما من أساليب حل المشكلات السلبية نسبيًا، والتي لا يقوم الشخص فيهما بأي فعل.[٥]
في السلوكيّات الأكثر تطرّفًا، فإنّ الولاء السلبي والتجاهل هما شكلان من أشكال السلوك لا يمكن تمييزها من الناحية الظاهرية، ولكن حتى في حالة عدم الاستجابة المطلقة، فإن نوايا الولاء او الاهمال للشريك تختلف، ويختلف أيضًا تأثير السلوكين على العلاقة، فإما أن يكون هناك تأثير ملحوظ، للأفضل أو للأسوأ، أو التأثير خفيّ جدًا وغير مباشر.[٥]
الذكورة النفسية والأنوثة النفسية
توفّر الدراسات النفسية أدلّة متسقة إلى حد ما فيما يتعلق بالعلاقة بين الذكورة النفسية والأنوثة النفسية وأساليب حل المشكلات في العلاقات العاطفية، وقد ارتبطت الأنوثة النفسية العالية غالبًا بالاتجاهات القويّة للتفاعل مع المشكلات في العلاقات بأساليب الصوت أو الولاء، ذلك يعني أنّ الاناث يَمِلن بشكل خاصّ إلى الرد على المشكلات التي تحدث في علاقاتهم بطريقة بنّاءة للغاية، إما عن طريق المحاولة النشطة لحل المشكلات، أو البقاء مخلصاتٍ للعلاقات بهدوء، في انتظار تحسين الظروف.[١]
بالرغم من هذه النتائج، إلّا أنه كان هناك القليل من الأدلة على وجود علاقة بين الأنوثة النفسية والاستجابات التدميرية، إذ ارتبطت الأنوثة العالية مع مستويات منخفضة من سلوكيات الخروج، الأنوثة عالية تمنع بشكل كبير السلوكيات التجاهلية بين الأشخاص، وقد أظهرت النتائج عدم وجود أي دليل على علاقة ثابتة بين الأنوثة النفسية والميل إلى الرد على عدم الرضا عن طريق الخروج والتجاهل.[١]
الرجل والخروج من العلاقة أو تجاهل الحبيبة
بالعودة إلى السؤال الرئيس في المقال: لماذا يتجاهل الرجل حبيبته، تُشير الدراسات إلى ارتباط ارتفاع الذكورة النفسية مع مَيل أكبر للردّ بشكل مدمّر على مشكلات العلاقة، وميل أقل للاستجابة البنّاءة للمشاكل في العلاقات، ويرتبط الذكر نفسيا باستمرار باستعمال المناقشات الصوتية بشكل قليل، وكذلك بالميول المنخفضة نحو الخضوع، بالإضافة إلى ذلك، كان هناك بعض الدلائل على وجود صلة بين الذكورية واتجاهات الاستجابة المدمرة كالخروج من العلاقة، ومع نزعات أكبر نحو الإهمال والتجاهل.[١]
المراجع[+]
- ^ أ ب ت ث ج Caryl Rusbult, Isabella Zembrodt, John Iwaniszek (1986), "The Impact of Gender and Sex-Role Orientation on Responses to Dissatisfaction in Close Relationships", Sex Roles, Issue 15, Folder 2, Page 1-20. Edited.
- ^ أ ب Sharyn Belk, William Snell (1988), "Avoidance Strategy Use In Intimate Relationships", Journal of Social and Clinical Psychology, Issue 7, Folder 1, Page 80-96. Edited.
- ↑ Caryl Rusbult, Isabella Zembrodt (1983), "Responses to dissatisfaction in romantic involvements: A multidimensional scaling analysis", Journal of Experimental Social Psychology, Issue 19, Folder 3, Page 274-293. Edited.
- ↑ Caryl Rusbult, Dennis Johnson, Gregory Morrow (1986), "Impact of couple patterns of problem solving on distress and nondistress in dating relationships", Journal of Personality and Social Psychology, Issue 50, Folder 4, Page 744-753. Edited.
- ^ أ ب Joel Wade, Ryan Palmer, Mike Dimaria (2008), "Deficits in sexual access versus deficits in Emotional access and relationship Termination decisions", Journal of Evolutionary Psychology, Issue 6, Folder 4, Page 309–319. Edited.