حكم-زواج-المتعة
أنواع الزواج
إنَّ الزواجَ هو السبب الرئيس في استمرار البشر على هذا الكوكب، فهو أساس التكاثر بين الناس، وقد تختلف أنواع الزواج باختلاف الثقافات والديانات والعادات، فالعالم مليءٌ بالتقاليد التي تختلف بين مجتمع وآخر، وأنواع الزواج في العالم كثيرة، ومنه: الزواج الشرعي المعروف في بلاد المسلمين، وزواج الاستبضاع، وزواج المتعة، واتخاذ الأخدان أي: الصواحب العشيقات، وزواج البدل والمبادلة، وزواج المسيار، وغير هذا كثير من أنواع الزواج التي لا تعدّ ولا تُحصى، وهذا المقال مخصصٌ للحديث عن حكم زواج المتعة في الإسلام.
ما هو زواج المتعة
يُعرَّف زواج المتعة أنّه زواج مؤقّت، تُحدّد فيه مدّة الزواج مسبقًا، على أن يتمّ الفراق بعد انقضاء هذه المدّة، ويكون الفراق فراقًا عاديًّا دون طلاق، وهذا الزواج خالٍ ممّا يترتب على الزواج المعروف من نفقة وسكن وغير ذلك، ومن الجدير بالذكر أنّه في زواج المتعة لا يترتّب على المتزوجين أي أثر من آثار الزواج الشرعي فهو زواج مؤقّت بزمن معين كما وردَ، ولا طلاق يلحقُ بالمرأة المُتمتَّعِ بها، بل تقع الفرقة مباشرة بانقضاء المدة المتفق عليها، ليس شرطًا في هذا الزواج حضور الوليذ والشهود أبدًا، ويمكن للمتمتّع في نكاح المتعة التمتع بأي عدد من النساء شاء. [١]
حكم زواج المتعة
إنَّ حكم زواج المتعة في الإسلام أنّه نكاحٌ من الأنكحة الباطلة المحرمة بإجماع العلماء، فلا يجوز لأحد الإقدام عليه ولا التفكير فيه ولا الاستماع إلى شبهات من يبيحهُ، وقد نقل أئمة المسلمين الإجماع على تحريم المتعة، ومن أقوال بعض الأئمة في حكم زواج المتعة في الإسلام:
- قال الإمام ابن المنذر: "جاء عن الأوائل الرخصة فيها ولا أعلم اليوم أحدًا يُجيزها إلا بعض الرافضة، ولا معنى لقولٍ يخالف كتاب الله وسنة رسوله -صلَّى الله عليه وسلَّم-".
- قال الإمام القرطبي: "الروايات كلها متفقة على أنَّ زمن إباحة المتعة لم يطلْ وأنه حرم، ثم أجمع السلف والخلف على تحريمها إلا من لا يلتفت إليه من الروافض".
وقدْ وردَ في السنة النبوية الشريفة عن النّبيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- في حديث سَـبُرة الجهني أنه كانَ مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- فقال:"يا أَيُّها الناسُ! إنِّي قد كنتُ أَذِنْتُ لكم في الاستمتاعِ من النساءِ، وإنَّ الله قد حرّم ذلك إلى يوم القيامة، فمَن كان عندَه منهن شيءٌ فلْيُخِلَّ سبيلَه، وَلَا تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا". [٢]. [٣]
حكمة تحريم زواج المتعة
إنَّ الزواج هو عقد ارتباط بين الزوج والزوجة طيلة الحياة، وهذا العقد الذي لا يتحدّد بوقتٍ معيّن فهو أساس بناء الأسَر على الحبّ الذي لا ينقطع ولا يُحدد بزمان ولا بمكان، فلا خير في زواج لا يقوم على نية الاستمرار مدى الحياة، وهذا شأن زواج المتعة الذي كانَ محلّلًا في البداية قبل أنَّ ينسخَ حكم تحليلهِ ويُحرّم نهائيًّا كما وردَ في حديث الرسول -عليه الصّلاة والسّلام-، وتكمن الحكمة في تحريمه أنّه زواج محدّد ومَشروط، وهذا التحديد سبب رئيس في ضياع الأولاد إنْ حصل الحمل في فترة الزواج، والحكمة من تحريمه أيضًا تكمن في حرمة اختلاط الماء في الرحم خاصّة في المتعة الدوريّة، وصورتها: أن يستمتع جماعة من امرأة واحدة ويقروا النوبة لكلٍّ منهم فيختلط ماؤهم، وهذا من أعظم المحرّمات لما فيه من اختلاط الأنساب، والخلاصة إنّ زواج المتعة حرام بالإجماع والحكمة من تحريمِهِ عظيمة لأنّه يؤدي إلى اختلاط في الأنساب وضياع الأسَر وتشتّتها، والله أعلم. [٤]المراجع[+]
- ↑ الفرق بين: زواج المسيار، وزواج المتعة، والزواج العرفي, ، "www.saaid.net "، اطُّلِع عليه بتاريخ 02-10-2018، بتصرُّف.
- ↑ الراوي: سبرة بن معبد الجهني، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1406، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ متعة النساء, ، "www.binbaz.org.sa "، اطُّلِع عليه بتاريخ 02-10-2018، بتصرُّف.
- ↑ زواج المتعة منسوخ وباطل, ، "www.islamweb.net "، اطُّلِع عليه بتاريخ 02-10-2018، بتصرُّف.