موضوع-إنشاء-عن-تلوث-البيئة
إنشاء عن تلوث البيئة
تلوث البيئة من المشكلات الخطيرة التي أصبحت ظاهرةً عالميّة تُهدّد مختلفَ الأنظمة البيئية الحيويّة، فالبيئة مساحة مفتوحة على جميع العناصر البيئية المختلفة، وهذه العناصر لها علاقة مباشرة ببعضها البعض، وتشمل الإنسان والحيوان والنبات حتّى الجمادات، كما تتأثّر وتؤثّر ببعضها، ممّا يعني أن تلوّثَ عنصرٍ واحدٍ من هذه العناصر يُسبّب اختلالًا بيئيًّا في بقية العناصر الأخرى، فتلوث الماء يُسبّب تلوث النباتات وتسمم الحيوانات والإنسان وتلوّث التربة، وفي الوقت نفسه فإنّ تلوُّث الهواء يُسبب تلوث الماء والتسبب بكوارث بيئية بالنسبة للنبات والحيوان والإنسان، فالبيئة تلتصق بحياة الإنسان لأنّها تُحيط فيه، إذْ لا يُمكن له أن يعيش بمعزلٍ عنها.
الحديث عن تلوّث البيئة يفتحُ الباب على مصراعيه أمام الحديث عن مسببات هذا التلوّث أولًا، ومن المعروف أنّ الإنسان هو أكبر عدوّ للبيئة بما يُسببه من نشاطاتٍ تسبب الدمار لعناصر البيئة، فالإنسان هو الذي يرمي القاذورات في التربة والماء والهواء، وهو الذي يُنشِئ المصانع المسببة لتلوث التربة والهواء والماء، وهو الذي يُنشئ المفاعلات النوويّة التي تدمّر البيئة لسنواتٍ طويلة، ولهذا لا بدّ من إيجاد حلول جذرية للحدّ من إنتاج الملوّثات، والسعي نحو تخصيص طرق ومشاريع للحفاظ على مقدّرات البيئة وصيانتها؛ لأنّ البيئة تحتاج إلى سنواتٍ طويلة كي ترمّم نفسها من أثر الدمار الذي يلحق بها نتيجة الأنشطة البشرية، وبالمقابل فإنّ التلوث البيئي الناتج عن الكوارث الطبيعية مثل: البراكين والزلازل والحرائق الطبيعية يظلّ أخف وطأة من شبح الملوّثات الكيميائية الثقيلة والدمار الذي يُحدثه الإنسان.
في الوقت الحاضر أصبحت الدول الكبرى تهتمّ كثيرًا بالتقليل من ظاهرة تلوث البيئة، ولهذا أُنشئت العديد من المنظّمات العالمية والجمعيات التي تُعنى بالتوعية بمسببات التلوث وطرق التخفيف منها، وذلك لجعل الأرض مكانًا أكثر أمنًا، وصالحًا للعيش أكثر، فتلوث البيئة يقلل من جودة الحياة، ويُسبب الكثير من الأمراض المزمنة التي تنتج عن مشاكل لها علاقة بماشرة بتلوث البيئة مثل: ثقب الأوزون وظاهرة الاحتباس الحراري وظاهرة المطر الحمضيّ وانصهار الثلوج في القطبيْن وحدوث الفيضانات والقضاء على الغطاء النباتي وغير ذلك الكثير.
من أهمّ الخطوات التي يجب اتباعُها للتخفيف من تلوث البيئة هو توعية الناس بكيفية الحفاظ على الماء والهواء والتربة والغطاء النباتيّ، وإلزام المصانع الكبرى بالتخلص من قمامتها وموادها الكيميائية بطريقة آمنة بيئيًا، وتكثيف برامج التوعية البيئية عن طريق وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وشبكات التواصل الاجتماعي وغير ذلك الكثير ممّا يُسهم في الحفاظ عليها؛ وذلك لضمانِ حقّ الأجيال القادمة في العيش في بيئةٍ آمنة.