سؤال وجواب

فضل-سورة-الإسراء


سورة الإسراء

تعدُّ سورةُ الإسراء من السور المكية، حيثُ نزلَت على الرسولِ -صلَّى الله عليه وسلم-  في مكَّة المكرَّمة بعد حادثةِ الإسراء والمعراج أي في السنة الحادية عشرة من البعثة وقبلَ هجرة الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى المدينة بسنةٍ وشهرين، وسُمِّيَت سورةُ الإسراء بهذا الاسم بسبب ذكر حادثة إسراء النبيِّ صلَّى الله عليه وسلم- من المسجد الحرامِ إلى المسجد الأقصى في بدايتها، رقمها 17 من حيثُ الترتيب في المصحف الشريف، وعدد آياتها 111 آية معظمها مكيَّة ما عدا الآيات الآتية: 26، 32، 33، 57، ومن الآية 73 إلى الآية 80 كلها مدنيَّة، وقد تميَّزت آياتها بالطول، حيثُ اشتَملت على خصائص السور المكية من جهة وعلى بعضِ خصائص السور المدنية من جهةٍ أخرى، وسيتمُّ في هذا المقال الحديث عن فضل سورة الإسراء وعن مضمون سورة الإسراء.

مضامين سورة الإسراء

بدأت سورة الإسراء بذكرِ حادثة الإسراء إلى المسجدِ الأقصى ومعراج النبي -صلى الله عليه وسلم- لكنَّ معظمَ آياتِها تتناول أهمَّ أساسٍ يقوم عليه الدينُ الإسلامي وهو موضوع العقيدة، ومن أبرزِ سماتها التوحيد؛ حيثُ يقول الله تعالى: "وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ"، [١] بالإضافة إلى تنزيهِ الله وتسبيحه وحمدِه؛ كما في قوله تعالى: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ"[٢]، بالإضافة إلى أنَّ بعضها يتحدَّث عن بعض سلوكِ المؤمنين الذي يقومُ على أساسِ العقيدةِ الصحيحةِ، كما في قولِه تعالى: "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ" [٣]، بالإضافة إلى أنَّها عنيَت بالحديث عن مكارم الأخلاق؛ كالإحسانِ إلى الوالدين، وصلة الرحم، والعطفِ على الفُقراء والمساكين وابنِ السبيل، وقد نهَت عن التبذير والقتل والزنا وتطفيفِ الكَيل والميزان وأكل مال اليتيم والكبْر والبطَر، وقد تطرَّقت السورة إلى بعض قصص بني إسرائيل لذلك كانت تسمَّى أحيانًا سورة بني إسرائيل؛ حيثُ تحدَّثت عن إفسادهم في الأرض وعتوِّهم فيها، وفيها أيضًا بعض من قصَّة آدم وإبليس وتكريم الله للإنسان، وبالطبع فإنَّ إحصاءَ ما تتضمَّنه هذه السورةُ الطويلة من الصعب أن يسعَه مثلُ هذا المقال، لكنَّ كان هذا أهمَّ ما اشتملَت عليه سورة الإسراء.[٤].

فضل سورة الإسراء

سورة الإسراءِ كغيرها من سورِ القرآن الكريم فيها من الفضائلِ ما لا يعلمها إلا الله تعالى، وقد خصَّها الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالفضل والذكر، وقد وردَت الكثير من الأحاديث النبويَّة الشريفة التي تبين فضل سورة الإسراء وقراءتها، وفي حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- لا ينام حتى يقرأ الزمرَ وبني إسرائيل"،[٥]،</span> ومن هذه الأحاديث أيضًا ما رواه البخاري عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "في بني إسرائيلَ، والكهفِ، ومريمَ، وطهَ والأنبياءِ: إنهُنَ مِن العتاقِ الأولِ، وهنُّ مِن تلادِي"،[٦]، وفي هذا الحديث تبيانٌ لعظيم مكانة هذه السُور حيث شبَّههن بتلاد المال القديم الذي لا يقدَّر بثمنٍ، وفي حديثٍ آخر يبيِّنُ فضل سورة الإسراء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما كربني أمر إلا تمثل لي جبريل -عليه السلام- فقال: يا محمد قل توكلت على الحي الذي لا يموت، والحمد لله الذي لم يتَّخِذ ولداً ولم يكن له شريكٌ في المُلك ولم يكن له وليٌّ من الذلِّ وكبِّره تكبيراً"،[٧]، وهذا الحديث الشريف دليلٌ على فضل سورةِ الإسراء في حالات الشدَّة والضيق، حيثُ يرفعُ بها الله الضيق كما وردَ في الحديث.[٨].

تفسير آية إن قرآن الفجر كان مشهودا

لقد أجمع المفسرون على أنَّ هذه الآية التي قال فيها الله تعالى: "أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً" [٩]، إنَّما وردت في الصلوات الخمس المفروضة، لذلك قال المفسِّرون: إنَّ معنى قرآن الفجر هنا هو صلاة الفجر، وقد أخرجَ ابن جرير عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله "وقرآنَ الفَجرِ" أنَّه قال: صلاة الصبح، وقد سمِّيت الصلاة بالقرآن لأنه ركنٌ من أركانها. وورد في فضلها عنْ أبي هريرةَ رضي اللَّهُ عنهُ عن النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "فضلُ صلاةِ الجميع على صلاةِ الواحدِ خمسٌ وعشرونَ درجةً ، وتجتمِعُ ملائكةُ الليلِ وملائكةُ النهارِ في صلاة الصبحِ، يقول أبو هريرةَ: اقرءُوا إنْ شئتمْ: "وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا"،[١٠].[١١].

المراجع[+]

  1. {الإسراء: الآية 23}
  2. {الإسراء: الآية 1}
  3. {الإسراء: الآية 15}
  4. سورة الإسراء, ، "www.al-eman.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 14-10-2018، بتصرُّف
  5. الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: ابن حجر العسقلاني، المصدر: نتائج الأفكار، الصفحة أو الرقم: 3/65، خلاصة حكم المحدث: حسن
  6. الراوي: عبدالرحمن بن يزيد بن جابر، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4994، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  7. الراوي: إسماعيل بن أبي فديك، المحدث: البيهقي، المصدر: الأسماء والصفات، الصفحة أو الرقم: 1/193، خلاصة حكم المحدث: منقطع
  8. مقاصد سورة الإسراء, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 14-10-2018، بتصرُّف
  9. {الإسراء: الآية 78}
  10. الراوي: أبو هريرة، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 649، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  11. ما هو قرآن الفجر المقصود في قوله تعالى: "إن قرآن الفجر كان مشهوداً"؟, ، "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 14-10-2018، بتصرُّف