فضل-سورة-الحجرات
محتويات
سورة الحجرات
سورة الحجرات واحدةٌ من مثاني السور المدنيّة، وقد حَمَلَت اسمَ الحجرات لورود هذه الكلمة في آياتها، والحجرات هي بيوت النبي -صلى الله عليه وسلم- نزلت سنة تسعٍ من الهجرة قبل سورة التحريم وبعد سورة المجادلة وعُدَّت السورة الثامنة بعد المائة من حيث النزول والسورة التاسعة والأربعون في ترتيب المصحف العثمانيّ، وتقعُ آياتها البالغ عددها ثمان عشرة آيةً في السادس والسابع من الحزب الثاني والخمسين من الجزء السادس والعشرين، وافتتحت آياتها بأسلوب النداء للمؤمنين "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا"[١]، وهذا المقال يسلط الضوء على فضل سورة الحجرات.
مضامين سورة الحجرات
سورة الحجرات شأنها شأن السور المدنية تُعنى بالأمور التشريعية والتوجيهية والتربوية اللازمة في إقامة المجتمع المسلم المتوازن؛ لذا جاءت آيات سورة الحجرات تحمل الطابع التربوي والتهذيبي في التعامل مع الرسول الكريم إلى جانب عددٍ من الآداب العامة في التعامل بين الناس كافةً:
- وجوب التعامل بأدبٍ عالٍ مع الرسول في حضرته وبعد وفاته قياسًا.
- وجوب التثبت والتحقق من المعلومة والخبر قبل تناقله أو إتهام أحدٍ بأمرٍ ما.
- وجوب التحلّي بالأخلاق الفاضلة والابتعاد عن أخلاق الكفار والمشركين والعمل على إصلاح ذات البين.
- تحريم بعض السلوكيات الضارة بالمجتمع المسلم وهي الغيبة والهمز واللمز والسخرية وسوء الظن.
- التأكيد على حقيقة أصل الناس والتفريق فيما بينهم بالإيمان أو الإسلام.[٢][٣]
فضل سورة الحجرات
لم يَرِد حديثٌ صحيحٌ في فضل سورة الحجرات وأنّ كل ما يُتناقل في فضل سورة الحجرات في جلب الرزق أو تسهيل أمور الزواج والأجر لا صحة له وهو أقرب إلى الابتداع من الاتباع، لكن تجدر الإشارة إلى فضل سورة الحجرات أنّها أول سُور المفصَّل في القرآن الكريم والتي تبدأ من سورة الحجرات كما قال بذلك الحنفية والشافعية ورجحه ابن كثيرٍ في تفسيره للقرآن الكريم.[٢]
سبب نزول يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي
قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ"[٤] نزلت هذه الآية الكريمة في الصحابي ثابت بن قيس بن شماس -رضي الله عنه- وكان ذا صوتٍ جهوريٍّ؛ فكان يرفعُ صوته في حضرة النبيّ الكريم ويعلو صوته صوت النبي؛ فنزلت هذه الآية فقال ثابتٌ: أنا الذي كنتُ أرفع صوتي فوق صوت النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنا من أهل النار؛ فعندما علم الرسول بمقالة ثابتٍ قال: هو من أهل الجنة، وقبل نزلت الآية في عمر بن الخطاب وأبي بكرٍ الصِّديق حين رفعا صوتيهما عند قدوم وفد بني تميمٍ على الرسول؛ فأشار واحدٌ منهما بالأقرع بن حابس وأشار الآخر إلى رجلٍ ثانٍّ؛ فقال أبو بكرٍ لعمر: أردت خلافي وقال عمر لأبي بكرٍ نفس المقولة وعلا صوتاهما. [٥][٦]
وقال بعض العلماء في شأن هذه الآية أنّ مِن حسن الأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد وفاته أن يُخفَض الصوت عند زيارة قبره -عليه الصلاة والسلام- في المسجد النبوي؛ لأن احترام الرسول واجبٌ على المسلمين في حياته ومماته بنفس الدرجة دون انتقاصٍ أو تعظيمٍ. [٧]المراجع[+]
- ↑ {الحجرات: الآية 1}
- ^ أ ب تفسير القرآن التحرير والتنوير سورة الحجرات،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 16-10-2018، بتصرف
- ↑ تأملات في سورة الحجرات،, "www.binbaz.org.sa"، اطُّلع عليه بتاريخ 16-10 -2018، بتصرف
- ↑ {الحجرات: الآية 2}
- ↑ أسباب النزول سورة الحجرات،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 16-10-2018، بتصرف
- ↑ أسباب النزول في سورة الحجرات،, "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 16-10-2018، بتصرف
- ↑ تفسير القرآن تفسير ابن كثير سورة الحجرات،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 16-10-2018، بتصرف