فضل-سورة-الأعلى
سورة الأعلى
سورة الأعلى واحدةٌ من سور المفصَّل المكيّة، وهي من أوائل السور نزولًا، فترتيبها الثامنة من حيث النزول إذ نزلت قبل سورة الليل وبعد سورة التكوير، وهي السورة السابعة والثمانون في ترتيب المصحف العثماني، وتقع آياتها التسعة عشر في الربع الخامس من الحزب الستين من الجزء الثلاثين، وقد عُرفت السورة بعدة أسماءٍ مُستقاةٍ من آياتها إلى جانب اسم الأعلى -صفةٌ لله تعالى- وتعني زيادة العلو ومن أسمائها الأُخر: سورة سَبِّح وسورة سبح اسم ربك الأعلى، وهذا المقال يُسلط الضوء أكثر على فضل سورة الأعلى ومضامينها.
مضامين سورة الأعلى
تعدُّ سورة الأعلى من أوائل السور المكيّة نزولًا، لذا اهتمّت بسائر الأمور التي تهتمّ بها السور المكية خاصةً إثبات وجود الله وصفاته وأسمائه الحسنى؛ لقطع شكّ الكفار باليقين، والدليل القاطع على صدق الرسول وصِدق ما جاء به القرآن الكريم، فقد افتحتت السورة آياتها بتنزيه الله سبحانه وإثبات صفة العلو له بما يليق بجلاله وعظمته، كما تضمنت السورة المضامين الآتية: [١]
- إثبات وحدانية الله وقدرته وإعجازه في خلق الإنسان والأرض وما فيها.
- تثبيت النبيّ -صلى الله عليه وسلم- عند نزول الوحي عليه وتأييده.
- التأكيد على سماحة الشريعة الإسلامية.
- القرآن الكريم ينتفع به أهل النفوس الزكية ويُعرض عنه أهل الشقاوة.
- التخفيف عن الرسول جراء ما يلقاه من أذى المشركين وكيدهم بذِكر الرسل السابقين وأممهم.
فضل سورة الأعلى
وردتْ أحاديث صحيحة في فضل سورة الأعلى وقد جاءت على ذِكرها في أكثر من موضعٍ خاصةً في قراءة الرسول الكريم لها في صلواتٍ بعينها ومنها: صلاة الجمعة وصلاة العيديْن وصلاة الظهر وركعة الوتر، ومن الأحاديث التي جاءت بفضل سورة الأعلى ما يأتي: [٢]
- "كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- يقرأُ في العيدينِ وفي الجمعةِ ب"سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى"[٣]، و"هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ"[٤]. قال: وإذا اجتمع العيدُ والجمعةُ في يومٍ واحدٍ يقرأُ بهما أيضًا في الصلاتيْنِ" [٥]
- "صلَّى رسولُ اللَّهِ الظُّهرَ؛ فقرأَ رجلٌ بِ "سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى"[٣]، فلمَّا صلَّى قال: مَن قرأَ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى؟ قالَ رجُلٌ: أنا، قال: قد علمتُ أنَّ بعضَهم خالَجَنيها" [٦]
- " أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- كان يوتِرُ بـ"سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى"[٣] و"قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ"[٧] و"قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ"[٨]" [٩]
- جاء في فضل سورة الأعلى أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- وجه معاذ بن جبل إلى قراءتها وبعض السور الأخرى في صلاة العشاء كي لا يُطيل على المأمومين:"قام معاذٌ فصلَّى العِشاءَ الآخرةَ فطوَّلَ فقال النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: أفتَّانٌ يا معاذُ؟ أفتَّانٌ يا معاذُ؟ أين كنتَ عن "سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى"[٣] "وَالضُّحَى"[١٠] و"إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ"[١١]" [١٢]
- أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى تسبيح الله عند قراءة السورة:"كان إذا قرأ "سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى"[٣] قال: سبحان ربىَ الأعلى" [١٣]
تفسير آية سبح اسم ربك الأعلى
قال تعالى: "سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى" [٣] جاء التسبيح في أول كلمةٍ في السورة والتسبيح هو تنزيه الله تعالى عن كلّ عيبٍ أو نقصٍ وتكون بذلك سورة الأعلى واحدةٌ من السور المسبحات أي التي تفتتح آياتها بالتسبيح -سَبح وسَبِّح وسبحان ويسبح- وهنّ سور الإسراء والحديد والحشر والصف والجمعة والتغابن والأعلى، التي كان يواظب الرسول على قراءتها كل ليلةٍ: "أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- كانَ لا يَنامُ حتَّى يقرأَ المسبِّحاتِ ويقولُ: فيها آيةٌ خيرٌ من ألفِ آيةٍ" [١٤]، والتسبيح يكون على نوعيْن: أولهما تسبيح الله باسمه العظيم أي بتكرار قول: سبحان الله أو سبحان الله وبحمده أو سبحان الله العظيم وما شابه مما لا شِرك فيه من الأقوال، وثاني أنواع التسبيح تسبيح الله بالذات الإلهية دون الاسم عن طريق التأمل والتفكر والتدبر ذهنيًّا دون النطق. [٢][١٥]المراجع[+]
- ↑ تفسير القرآن التحرير والتنوير سورة الأعلى،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 19-10-2018، بتصرف
- ^ أ ب تفسير سورة الأعلى،, "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 19-10-2018، بتصرف
- ^ أ ب ت ث ج ح {الأعلى: الآية 1}
- ↑ {الغاشية: الآية 1}
- ↑ الراوي: النعمان بن بشير، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 878، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ الراوي: عمران بن الحصين، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح النسائي، الصفحة أو الرقم: 1743، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ {الكافرون: الآية 1}
- ↑ {الإخلاص: الآية 1}
- ↑ الراوي: أبي بن كعب، المحدث: ابن حبان، المصدر: صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 2436، خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه
- ↑ {الضحى: الآية 1}
- ↑ {الانفطار: الآية ذ}
- ↑ الراوي: جابر بن عبدالله، المحدث: ابن كثير، المصدر: الأحكام الكبير، الصفحة أو الرقم: 3/189، خلاصة حكم المحدث: أصل هذا الحديث في صحيح البخاري
- ↑ الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 4766، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ الراوي: العرباض بن سارية، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3406، خلاصة حكم المحدث: حسن
- ↑ فضائل سور القرآن الكريم كما حققها العلامة الألباني - رحمه الله -،, "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 19-10-2018، بتصرف