معلومات-عن-زواج-المتعة

مفهوم الزواج

الزّواج هو ارتباط الرّجل بالمرأة، والمرأة بالرّجل لتشكيل أسرة من خلال الإنجاب بطريقة سويّة، ومن خلال الزّواج الشّرعي يمكن الحفاظ على كلا الجنسين من الوقوع بفاحشة الزّنا، فالزّواج عفّة للرجل، وكذلك هو عفّة للمرأة، لأنّه بالفطرة كلّ من الجنسين يميل وينجذب نحو الجنس الآخر، فبالزواج يكون كلّ منهما قد حقّق رغباته النّفسيّة والجنسيّة، وقد وصف الله تعالى أنّ الزّوجة بأنّها سكن لزّوجها أي استقرار له وتتولّد بينهما رابطة الرّحمة والمودّة، بقوله: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }،^[١] وسيتمّ التّركيز في هذا المقال حول بيان معلومات عن زواج المتعة.^[٢]

أنواع الزواج في الجاهلية

للوقوف على معلومات عن زواج المتعة، يجب معرفة بأن الله تعالى أوجد البشرعلى الأرض وجعل بينهم سنّة الزّواج للتّكاثر وللحفاظ على النّسل، وأن يكون هذا الزّواج والتّواصل بين الجنسين بطريقة سويّة وشرعيّة، لعدم اختلاط الأنساب وضياعها، ولكن بعض البشر شَذّوا عن الفطرة الإلهية واختاروا أن تكون علاقتهم بالجنس الآخر علاقة حيوانيّة غير شرعية، فمن أنواع الزّواج في الجاهليّة:^[٣]

• الزّواج الشّرعي: المتعارف عليه اليوم، وقد أقرّه الإسلام، وكان هذا السّائد في قريش.
• اشتراك عدد من الرّجال دون العشرة: ودخولهم على امرأة واحدة، وعند حملها ووضعها تنسب ابنها لمن شاءت منهم دون ممانعة.
• نكاح الاستبضاع: بأن يرسل الزوج بزوجته عند طهرها من الطّمث إلى ملك أو أمير أو وجيه لتحمل منه ثمّ تعود إليه.
• نكاح البغاء: وكان هذا عند العرب خاصًّا بالإيماء فقط.
• نكاح الشّغار: بأن يزوّج الرّجل ابنته أو أخته مقابل أن يتزوّج أخت ذاك أو ابنته وكلّ واحدة منهما مهرٌ للأخرى.
• نكاح المقت: وهو زواج المرأة التي مات عنها زوجها من وريثه، سواء ابنه أو قريبه، وإن شاء منعها من الزّواج مدى الحياة.
• نكاح الخدن: وهو اتّخاذ الأخدان وإنشاء علاقة سرّيّة معهنّ، وهذا كان جائزًا، ولكن الجهر به لؤم.
• نكاح البدل: وهو مبادلة الزّوجات مع وجود العوض لأحد الزّوجين.
• نكاح الظّعينة: وهي السّبية التي سباها خلال المعارك فيما بينهم فيحق له أن يتزوّجها دون خطبة أو مهر.
• زواج المتعة: وهو الزّواج من امرأة لمدّة معيّنة على عوض، وسيتمّ التّركيز لاحقًا حول معلومات عن زواج المتعة.

معلومات عن زواج المتعة

هذه معلومات عن زواج المتعة لا بدّ من معرفتها، فالمتعة لغةَ: اسم مصدر متّع، وتدور مادّته على معنى الانتفاع والالتذاذ، وشرعًا: فإنّ لفظ المتعة يطلق على ثلاثة أشياء: متعة الحجّ، ومتعة الطّلاق، ومتعة النّساء، أي زواج المتعة: وهو نكاح المرأة لأجل محدود ثمّ إخلاء سبيلها بانقضائه، والمتعة اصطلاحاً: بأن يقول الرّجل لامرأة: متّعيني نفسك بكذا من الدّراهم مدّة كذا، فتقول له: متّعتك نفسي، أو يقول لها الرّجل: أتمتع بك أي لابدّ في هذا العقد من لفظ التّمتّع^[٤]، كما سبق فإنّ زواج المتعة كان شائعًا في الجاهليّة وبداية الإسلام، وقد أباحه الرّسول الكريم –صلّى الله عليه وسلّم- في بعض الغزوات بسبب ما تعرّض له المسلمون من ضيق، ثمّ بعد ذلك تمّ تحريمه، ليحلّ محلّه نظام الزّواج ويعطي المرأة حقوقها كاملة، بقوله تعالى: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ}،^[٥] وبيَّن ذلك عليٌّ رضي اللَّه عنه قال: "إنّ النّبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- نَهَى عن نِكَاحِ المُتْعَةِ يَومَ خَيْبَرَ، وَعَنْ لُحُومِ الحُمُرِ الأهْلِيَّةِ".^[٦][٧]

الفرق بين زواج المتعة والزوج الشرعي

لاستكمال المعلومات عن زواج المتعة، وحتّى يكون البحث أكثر وضوحًا وثراء، سيتمّ إجراء موازنة بين زواج المتعة والزّواج الشّرعي، ثمّ بعد ذلك يتمّ عرض الأدلّة الشّرعية في حكم تحريم زواج المتعة، وبذلك يكون قد ذخر المقال بالمعلومات عن زواج المتعة، ومن وجوه المفارقة بين زواج المتعة والزّواج الشّرعيّ:^[٨]

• زواج المتعة مقيّد بمدّة معيّنة، بينما الزّواج الشّرعي دائم ما لم يتخلّى أحدهما عن الآخر.
• في زواج المتعة لا يحقّ لأحد الزّوجين أن يرث الآخر إن مات قبله، بينما في الزّواج الشّرعيّ أيّ من الزّوجين يرث الآخر.
• لا يلحق الزّوجة المتمتَّع بها طلاق ولا لعان، بل يقع الفراق بانتهاء المدّة المتّفق عليه، بينما الزّواج الشّرعيّ يقع الطّلاق واللعان والمخالعة.
• لا نفقة للمتمتَّع بها على المتمتِّع، بينما الزّوجة الشّرعية زوجها مُلزم بنفقتها.
• زواج المتعة لا يحتاج إلى ولي وشهود، بينما الزّواج الشّرعيّ الوليّ والشّهود شرط لصحّة الزّواج.
• يحقّ للمتمتّع أن يجمع ما شاء من النّساء، بينما الزّواج الشّرعي للحرّ أربعة فقط وللعبد اثنتان.
• لا عدّة للمتمتَّع بها سوى استبراء رحمها بحيضتين، أو خمسة وأربعون يومًا لمن انقطع حيضها، بينما الزّوجة الشّرعيّة المطلّقة عدّتها ثلاثة قروء، أو ثلاثة أشهر لمن انقطع حيضها.
• المطلّقة ثلاثًا لا يحلّها للأوّل إذا نُكحت متعة، بينما يحلّها النّكاح الشّرعيّ.

حكم زواج المتعة

بعد ما تقدّمَ من معلومات عن زواج المتعة، يأتي المقال على بيان حكم زواج المتعة، وقد تبيّن أنّ زواج المتعة قد أبطله الإسلام بعد إباحته في بداية الإسلام بنصوص شرعيّة متّفق على صحّتها؛ وأصبح محرَّماً إلى يوم الدّين، إذ الأصل في الزّواج الاستمرار، والإنجاب، وتبادل الحقوق والواجبات في الميراث والمهر بين الزّواجين، وهذا يفتقر إليه زواج المتعة، ومن أدلّة تحريم زواج المتعة:^[٩]

• عن عليّ -رضي الله عنه-: " أنَّ رسولَ الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: نَهَى عن نِكَاحِ المُتعَةِ وعن لُحُومِ الحُمُرِ الأهلِيَّةِ زمنَ خيبرَ"،^[١٠] وفي رواية: "نَهَى عن مُتْعَةِ النِّسَاءِ يَومَ خَيْبَرَ، وعَنْ أكْلِ لُحُومِ الحُمُرِ الإنْسِيَّةِ".^[١١]
• وعن الرّبيع بن سبرة الجهنيّ أنّ أباه حدّثه أنّه كان مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: " يا أيُّها النَّاسُ، إنِّي قدْ كُنْتُ أذِنْتُ لَكُمْ في الاسْتِمْتاعِ مِنَ النِّساءِ، وإنَّ اللَّهَ قدْ حَرَّمَ ذلكَ إلى يَومِ القِيامَةِ، فمَن كانَ عِنْدَهُ منهنَّ شيءٌ فَلْيُخَلِّ سَبِيلَهُ، ولا تَأْخُذُوا ممَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شيئًا".^[١٢]
• عن عليّ أنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يُلَيِّنُ في مُتْعَةِ النِّسَاءِ، فَقالَ: مَهْلًا يا ابْنَ عَبَّاسٍ، فإنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ نَهَى عَنْهَا يَومَ خَيْبَرَ، وَعَنْ لُحُومِ الحُمُرِ الإنْسِيَّةِ.^[٦]
• قال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ}،^[١٣] وإنّ المرأة المتمتَّع بها عند ممّن يقولون بجوازه من الشّيعة الرّافضة ليست زوجة ولا أمَة.

المراجع[+]

1. ↑ سورة الرّوم، آية: 21.
2. ↑ "مفهوم الزّواج"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 09-11-2019. بتصرّف.
3. ↑ "الأنكحة التي هدمها الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-11-2019. بتصرّف.
4. ↑ "تعريف نكاح المتعة لغةً وشرعًا وحكمه"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-11-2019.
5. ↑ سورة البقرة، آية: 228.
6. ^ ^{أ ب} رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 1407، صحيح.
7. ↑ "زواج المتعة"، www.al-maktaba.org، اطّلع عليه بتاريخ 09-11-2019. بتصرّف.
8. ↑ محمّد عبد الرّحمن شميلة الأهدل (1403-1983)، نكاح المتعة (الطبعة الأولى)، دمشق: مؤسسة الخافقين ومكتبتها، صفحة 91-92. بتصرّف.
9. ↑ "زواج المتعة والرد على من يبيحه من الروافض "، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 09-11-2019. بتصرّف.
10. ↑ رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 2/32، إسناده صحيح.
11. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 4216، صحيح.
12. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سبرة بن معبد الجهني، الصفحة أو الرقم: 1406، صحيح.
13. ↑ سورة المؤمنون، آية: 5-6.