سؤال وجواب

فضل-سورة-التكوير


سورة التكوير

تعدُّ سورةُ التكوير من السور المكية، حيثُ نزلت على النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة، وهي في الجزء الثلاثين وفي الحزب التاسعِ والخمسينَ، رقمُها من حيث الترتيب في المصحف الشريف 81، عددُ آياتِها 29 آية، سُمِّيَت بسورة التكوير بسبب وصفِ الشمس أنَّها كوِّرَت: "أي أظلَمَت" في بداية السورة، قال تعالى: "إذا الشمسُ كوِّرَت" [١]، وسنبيِّنُ في هذا المقال فضل سورة التكوير وبعضَ ما تضمَّنَته من عِبر وأحكَام.

مضامين سورة التكوير

تتناولُ سورةُ التكوير الحديثَ عن أهوال يوم القيامة العظيمةِ، وبعضَ التقلُّبات الهائلة التي تصيبُ الكون بأكملِه في ذلك اليوم الذي تُنشَر فيه صحائفُ الأعمال لكلِّ الخَلقِ، قال تعالى: "إذَا الشَّمْس كوِّرَتْ * وإذَا النُّجومُ انكَدَرتْ * وإِذَا الجِبَالُ سُيِّرتْ" [٢]، وقال تعالى: "وإذا الصحفُ نُشرَت" [٣]، وتحدَّثت عن الوحي وحقيقتِه والرسالة التي حملها من الله تعالى إلى الرسول -صلَّى الله عليه وسلم-؛ قال تعالى: "إنَّهُ لقَوْلُ رَسولٍ كرِيمٍ * ذي قوَّةٍ عِندَ ذي العَرشِ مكِينٍ" [٤]، وأبطَلَت ادعاءاتِ المشركين الزائفةَ التي يتبجَّحونَ بها حول القرآن الكريم؛ قال تعالى: "ومَا هوَ بقَولِ شَيطانٍ رجيمٍ * فأَينَ تَذهبُونَ" [٥].

وأكَّدت على أنَّه ذِكرٌ أرسله الله -تبارك وتعالى- لهدايةِ عبادِهِ إلى الصِّراطِ المُستُقيم؛ قال تعالى: "إنْ هوَ إلَّا ذكرٌ للعَالَمِينَ * لمَنْ شاءَ منكُمْ أنْ يستَقِيمَ". [٦][٧]

فضل سورة التكوير

لم ترِدْ في فضل سورة التكوير أحاديثُ خاصَّة بالسورةِ عن النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلم- بل إنَّ كلَّ ما رودَ عبارة عن أحاديث موضوعةٍ لا أصلَ لها، وإنَّما فضل سورة التكوير كفضلِ بقيَّة سورِ القرآن الكريم، ففي قراءتِها كما في قراءةِ القرآن الكريم كلِّه للمسلمِ في قراءتِه أجرٌ كبير وفضل عظيم لا يعلمه إلا الله تعالى؛ كما ورد في الحديث الشريفِ المشهورِ الذي قالَ فيه رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "من قرَأ حَرفًا من كِتابِ اللهِ فلَه به حسَنةٌ، والحَسنةُ بعشْرِ أمثالِها، لا أقولُ "ألم" حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ" [٨].

وفضلُها أيضًا في الأخذِ بما جاءت به من أحكام أمرَ بها الله تعالى المسلمين في كتابه الكريم، كالحثِّ على مراقبةِ الله تعالى في السرِّ والعلنِ  والاعتمادِ المطلَقِ عليه تعالى لأنَّ المشيئةَ بيده وحده ولأنَّ الضرَّ والنفعَ بيدِه وحده -جلَّ وعلا-. [٩]

بعض أهوال يوم القيامة في سورة التكوير

تناولت سورة التكوير بعض صور أهوال يوم القيامة العظيمة، ابتداءً من تكويرِ الشمسِ أي إزالةُ ضِيائِها وتساقطِ النجومِ وتحريكِ الجبال من أماكِنها وغيرها من الأحداثِ الطارئة على هذا الكون، قال تعالى: "إذَا الشَّمْس كوِّرَتْ * وإذَا النُّجومُ انكَدَرتْ * وإِذَا الجِبَالُ سُيِّرتْ" [٢]، وذكَرَت ما سيَطرأُ على المخلوقات أيضًا جرَّاء تلكَ الأهوال، قال تعالى: "وإِذَا العشَارُ عطِّلَتْ * وإذَا الوُحوشُ حُشرَتْ" [١٠]، ومعناها أنَّ الإبل أهملَها أهلُها وتُرِكَت لهول ذلكَ اليوم وكذلكَ تُجمَعُ المخلوقاتُ جميعهُا. وفي الحديثِ الذي رواه عبد الله بن عمر أنَّ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال: "مَن سَرَّه أنْ يَنظرَ إلى يَومَ القيامةِ، كأنَّه رَأيُ عَينٍ، فلْيقرأْ "إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ"، و "إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ"، و "إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ". [١١]. [١٢]

المراجع[+]

  1. {التكوير: الآية 1}
  2. ^ أ ب {التكوير: الآيات 1، 2، 3}
  3. {التكوير: الآية 10}
  4. {التكوير: الآيات 19، 20}
  5. {التكوير: الآيات 25، 26}
  6. {التكوير: الآيات 27، 28}
  7. تفسير سورة التكوير, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 27-10-2018، بتصرف
  8. الراوي: عبدالله بن مسعود، المحدث: المنذري، المصدر: الترغيب والترهيب، الصفحة أو الرقم: 2/296، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما
  9. سورة التكوير, ، "www.al-eman.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 27-10-2018، بتصرف
  10. {التكوير: الآية 4، 5}
  11. الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 6293، خلاصة حكم المحدث: صحيح
  12. تفسير سورة التكوير, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 27-10-2018، بتصرف