سؤال وجواب

فضل-سورة-القصص


سورة القصص

سورة القصص -بفتح القاف والصاد- واحدةٌ من مثاني السور المكيّة، وقيل إنّها نزلت على الرسول الكريم في الجحفة في طريق هجرته من مكة إلى يثرب لتسليته والتخفيف عنه جرّاء ترك بلاده، ونزلت قبل سورة الإسراء وبعد سورة النمل وعُدّت السورة التاسعة والأربعين في ترتيب النزول والسورة الثامنة والعشرين في ترتيب سُور المصحف العثماني، وتقع آياتها الثمانية والثمانين ما بين الربع الثاني والربع السادس من الحزبيْن التاسع والثلاثين والأربعين من الجزء العشرين، وقد افتُتحت السورة بالحروف الهجائية المقطعة "طسم"، وهذا المقال يُسلط الضوء على فضل سورة القصص.

مضامين سورة القصص

سورة القصص كغيرها من السور المكيّة التي تُعنى بترسيخ أصول الدِّين والعقيدة الإسلامية والتي تتمثّل في الرسالة والتوحيد والبعث والجزاء من خلال استعراض عددٍ من القصص لأنبياء ورُسل سابقين وأقوامهم وأفرادٍ من تلك الأمم، ومن تلك القصص ما يأتي: [١][٢]

  • قصة موسى -عليه السلام- منذ الولادة وحتى إرساله من قِبل الله تعالى إلى فرعون وقومه مرورًا بتربيته في قصر الفرعون وزواجه من ابنة شعيب -عليه السلام-، والنِّعم التي أنعم بها الله عليه.
  • قصة فرعون التي تُمثِّل سطوة الحكم والسلطان على العباد والبلاد خاصةً استضعاف بني إسرائيل واضطهادهم واستعبادهم.
  • قصة قارون وهو واحدٌ من قوم فرعون وتُمثِّل قصته سطوة المال والعلم على الناس، وجزاء اغتراره بهما في الحياة الدنيا.
  • استعراض الأدلة على قدرة الله وعظمته.
  • الأمر للرسول الكريم بتبليغ الرسالة وأنّه سيُسأل عن تلك الأمانة يوم القيامة.

فضل سورة القصص

لم يصحّ حديثٌ متواترٌ عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في فضل سورة القصص، وما ورد في فضل سورة القصص وفضل قراءتها في الأجر والمثوبة كباقي سُور القرآن الكريم؛ فالحرف بحسنةٍ والحسنة بعشرة أضعافها إلى جانب الكرامة وعلوّ القدر في الآخرة عدا ذلك، فإنّ أيّ قولٍ أو حديثٍ في فضل سورة القصص أو أي آيةٍ منها فلا أصل له وهو من باب الابتداع في الدِّين. [١]

قصة قارون

جاء القرآن الكريم على ذِكر قارون أربع مراتٍ منها مرتين اثنتين في سورة القصص في معرض الحديث عن قصته مع قومه حين خرج عليهم بكامل زينته، قال تعالى: "إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ ۖ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ" [٣]، وقال تعالى: "فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ ۖ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ" [٤]، وكانت قصة قارون من أبرز القصص في عهد موسى -عليه السلام- إذ مثّل قوة المال الطاغية إلى جانب ما كان يتمتع به من النفوذ السياسيّ في البلاط الفرعوني، وقد استخدم ذلك المائل الطائل والذي وُصف في القرآن الكريم بأنّ مفاتحه يعجز العصبة من الرجال الأشداء على حمل تلك المفاتح في الإعراض عن درب الحق والإيمان والصد عن سبيل الله، كما أنّ اغتر بهذا المال ونسب إلى نفسه القدرة على كسب المال من خلال علمه بطرق جمعه وتنميته.

وما زال قصر قارون قائمًا حتى الآن بجانب البحيرة التي عُرفت باسمه في مدينة الفيوم في مصر والتي كانت جزءًا من امتداد القصر المترامي قبل أن يخسف الله به وبداره الأرض كما ورد في سورة القصص: "فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّـهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ" [٥] [٦]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب مقاصد سورة القصص،,  "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 01-11-2018، بتصرف
  2. مقاصد سورة القصص،,  "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 01-11-2018، بتصرف
  3. {القصص: الآية 76}
  4. {القصص: الآية 79}
  5. {القصص: الآية 81}
  6. تأملات في قصة قارون،,  "www.kalemtayeb.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 01-11-2018، بتصرف