سؤال وجواب

قصة-حورية-البحر


قصة حورية البحر

في قديمِ الزمان، حدثت قصة حورية البحر التي كانت تسكن في أحد البحار البعيدة، ولم يرها إلّا القليل من الناس، وكانت حورية البحر ذات وجهٍ جميلٍ جدًا مثل وجه الإنسان وجسمٌ مثل جسم السمكة وشعرها من الذهب الخالص، وكان لها ذيلٌ طويلٌ يُساعدها على السباحة، وحاول الكثير من الصيادين صيد حورية البحر كي يتمتعوا بجمالها ويبيعوها، لكن لم يستطع أحدٌ صيدها رغم جميع المحاولات، وفي يومٍ ما، رمى أحد الصيادين شباكه في البحر، وعندما أراد أن يرفعها، أحسّ بثقلٍ كبيرٍ في شباكه على غير العادة، فاكتشف أنّه أمسك بحورية البحر الجميلة.

أُصيبَ الصيّاد الذي أمسك بحورية البحر الجميلة بالدهشة، وأخذت حورية البحر تبكي وتتوسّل إليه أن يُعيدها إلى البحر وأن لا يأخذها إلى البرّ لبيْعِها، فاستجابَ لها الصياد الطيّب وأعادها للبحر، على الرغم من شدة حاجته وفقره، فشكرته كثيرًا وعادت حورية البحر إلى بيتِها في البحر، وفي يومٍ ما، بينما كانت حورية البحر تستلقي على الشاطئ البعيد في الشمس وتختبئ عن العيون في مكانٍ ما، رأت صيادًا حزينًا يجلس عند الشاطئ ويحمل شباك صيده الفارغة ويكاد أن يبكي، ونظرت إليه وعرفت أنّه الصيّاد ذاته الذي أعادها إلى البحر مرّة.

توجّهت حورية البحر إلى الصياد بحذر، وأخبرته أنّها ذات الحورية التي أطلق سراحها مرّة، وأنها تُريد أن تردّ له المعروف، فأخبرها الصياد أن زوجته وأطفاله لم يتذوقوا الطعام منذ عدّة أيام، لأنه لم يستطع اصطياد أي سمكة، فطلبت منه أن ينتظرها عدّة ساعات عند الشاطئ لتعود إليه، وجلس الصياد ينتظر حورية البحر ساعة تلوَ الأخرى، حتى أوشكت الشمس على المغيب، وظنّ بينه وبين نفسه أن حورية البحر لن تعود، وبدأ اليأس يتسلل إلى نفسه، لكن فجأة، سمع صوتًا يُنادي عليه، وإذ بحورية البحر قد جاءت ومعها حفنة جواهر من البحر، وقدّمتها للصياد كي يذهب ويبيعها ويُصبح لديه الكثير من النقود.

فرح الصياد فرحًا شديدًا، وشكر حورية البحر الجميلة، وعرف أن لكلّ خيرٍ يُقدمه الإنسان في حياته لا بدّ له من جزاء، ففي قصة حورية البحر قيمة أخلاقية عظيمة، إذ إنّ المعروف والخير لا يضيعان، وأنّ من يصنع الخير لا بدّ أن يُلاقي الخير، وفي قصة حورية البحر أيضًا إصرارٌ على الحياة وتخلٍ عن اليأس، ومن أهم الدروس المستفادة من قصة حورية البحر أيضًا أنّه لا بدّ من الوفاء بالعهد، كما فعلت حورية البحر مع الصياد الذي انتظرها ووعدته أن تعودَ وعادت.