السماع-والقياس-في-علم-النحو
محتويات
أصول النحو العربي
إنَّ مفهوم أصول النحو العربي يُشير إلى العلم الذي يستند عليه النحويّون ليقرّوا أحكامهم النحْوية، وعرّف بعض العلماء أصول النحو العربي على أنّها أدلة النحو وأساساته التي تفرعت منها فروع النحو وفصوله، وهو أحد علوم اللغة العربية، حيث يمثل نواة النحو العربي الذي يساعد في فهم الجملة العربية فهمًا سليمًا، ويتمثل مفهوم أصول النحو العربي بثلاثة طرق أساسية، وهي: القياس والسماع والإجماع، وهذا المقال مخصص لتسليط الضوء على مفهوم السماع والقياس في النحو العربي وأركانه ونشأته.
السماع والقياس في النحو
بعد تعريف أصول النحو العربيّ، لا بدَّ من التفصيل في الأشياء التي تمثل هذا المفهوم، مما يعني ضرورة التفصيل في مفهوم السماع والقياس في النحو العربي، وبالتفصيل في مفهوم السماع والقياس في النحو يكون الآتي:
مفهوم السماع
- مفهوم السماع لغةً: هو مصدر للفعل سمع، يسمع، وسمع صوتَهُ أي أدركَ صوتَهُ بحاسة الأذن، وسمع الخبر أي تلقّى الخبرَ، وسمع الله دعا العب أي استجابَ له دعاءهُ.
- مفهوم السماع في الاصطلاح: هو ما نُقِلَ من الكلام العربي القديم الأصيل، سواءً أكان هذا الكلام شعرًا أم نثرًا، ولكنّ الشرط أنْ يكون هذا الكلام منقولًا نقلًا صحيحًا خاليًّا من النحل، والخلاصة إنَّ السماع هو الكلام الذي ثبتَ قولُهُ عند العرب القدامى، ولعلَّ أهم ما ثبتَ هو القرآن الكريم الذي أنزلَه الله تعالى بلغة العرب الأصيلة، والسنة النبوية الصحيحة، وكلام العرب من شعر ونثر متمثل بالوصايا والخطب والرسائل وسجع الكهان وغير ذلك، وقد أجمع العلماء على الأخذ بالسّماع عن العرب، فما وردَ عن العرب شعرًا أو نثرًا أو وردَ في الكتاب والسّنة فهو صحيح في بنائه النحوي والصرفي [١].
مفهوم القياس
- مفهوم القياس لغة: مصدر للفعل قاس، يقيس، وقستُ الشيء أي قدرتُهُ على مثاله، ويُقال: بينهما قيس شبرٍ، أي قدرُ شبرٍ أو مسافة شبر.
- مفهوم القياس في الاصطلاح: فقد عرَّفَ مفهوم الاصطلاح بعض من العلماء في اللغة، ومنهم:
- عرَّفه علي بن عيسى الرماني فقال: "الجمع بين أول وثان، يقتضيه في صحة الأول صحة الثاني، وفي فساد الثاني فساد الأول".
- عرّفه الأنباري فقال: "حمل غير المنقول على المنقول، إذا كان في معناه".
- وعرَّفه ابن الحاجب فقال: "القياس لغة: التقدير، قست الثوب بالذراع، وفي الاصطلاح: مساواة فرع لأصل في علة حكمه"
وخلاصة الكلام إنَّ مفهوم القياس هو حمل الكلمات التي لم تسمعْ من قبل على ما سُمِعَ من قبل قياسًا، أي هو اتخاذ قواعد على الكلمات الجديدة في اللغة أو التي لم تردْ من قبل على كلمات وردت من قبل، وهو بتعبير آخر جعل السموع أساسًا لما يجدُّ في اللغة العربية [٢].
أركان القياس ونشأته
بعد ما وردَ من تعريف مفهوم القياس والسماع، لا بدّ من المرور على نشأة القياس وأركانه، وفيما يتعلّق بنشأته فالقياس قديم جدًّا قِدَمَ علمِ النحو، فقد لجأ علماء النحو إلى القياس منذ أن وضعوا القواعد والأساسات في النحو، وقد ذكر أنَّ أوّل من وضع القياس في النحو هو أبو الأسود الدؤلي، وقيلَ إنَّ أوّل من وضع القياس في اللغة هو عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي كما قال ابن سلام، ثمَّ جاء الفراهيدي الذي قال فيه ابن جني: "سيّد قومه، وكاشف قناع القياس في علمه"، وجاء سيبويه وجاء بعده أيضًا نحاة أولوا القياس اهتمامًا كبيرًا ومنهم الأخفش تلميذ سيبويه وصاحب كتاب "المقاييس في النحو"، وهذا يعني إنَّ مفهوم القياس نشأ منذ بدايات علم النحو ولم يزلْ قائما حتّى اللحظة فهو جزء لا يتجزأ وعمود لا يمكن الاستغناء عنه في صرح اللغة العربية والنحو العربي الكبير.
وفيما يتعلّق بأركان القياس في النحو العربي، فإنّ القياس هو قياس ما لم يسمعْ من قبل على ما سُمِعَ، ولهذا فإنّ للقياس أركان أربعة لابدّ منها ليصحَّ القياس في النحو، وهذه الأركان الأربعة تتوضّح في قول الأنباري: "ولا بد لكل قياس من أربعة أشياء: أصل، وفرع، وعِلَّة، وحكم، وذلك مثل أن تركب قياسًا في الدلالة على رفع ما لم يسمَّ فاعله، فتقول: اسم أسند الفعل إليه مقدمًا عليه، فوجب أن يكون مرفوعًا قياسًا على الفاعل، فالأصل هو الفاعل، والفرع هو ما لم يُسَمَّ فاعلُهُ، والعِلَّة الجامعة هي الإسناد، والحكم هو الرفع، والأصل في الرفع أن يكون للأصل الذي هو الفاعل، وإنما أُجري على الفرع الذي هو ما لم يُسَمَّ فاعله بالعِلَّة الجامعة التي هي الإسناد، وعلى هذا النحو تركيب قياس كلِّ قياس من أقيسة النحو" [٣].المراجع[+]
- ↑ النحو في أصول النحو, ، "www.saaid.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 07-11-2018، بتصرّف
- ↑ القياس في النحو العربي, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 07-11-2018، بتصرّف
- ↑ أركان القياس وشروطه, ، "www.shamela.ws"، اطُّلِع عليه بتاريخ 07-11-2018، بتصرّف