موضوع-إنشاء-عن-الأخ
إنشاء عن الأخ
الأخ قطعةٌ من القلب والروح، وهو أقربُ الناس في الدم والنسب، والأخ هو السند في الحياة، وهو الذي يحمل عن أخيه عبء الدنيا وما فيها، ولا يعرف قيمة الأخ حقًا إلا من عاش في الدنيا وحيدًا بلا أخوة، لأن الأخ جنة الله على الأرض، ويكفي أنه يحمل في قلبه وعروقه نفس الدم الذي يحمله أخيه، ويكفي أن الأخ يشعر بحزن أخيه وتعبه وألمه دون أن يتفوّه بكلمة؛ لأنّ إحساس الإخوان ببعضهم البعض يأتي فطريًا ونابعًا من اشتراك الأخوة بأشياء كثيرة لا يمكن حصرها، وفي هذا يقول الشاعر في وصف الأخ: أخاك أخاك، إن من لا أخًا له كساعٍ إلى الهيجاء بغير سلاح.
للأخ حقوقٌ وواجبات يجب الالتزام بها، أهمها أن يحترم الأخ الصغير أخاه الكبير ويوقّره ويعظم من شأنه، وأن يستشيره في أموره، وأن يعتبر أخاه الكبير بمقام أبيه، لأن الأخ هو أكثر من يخاف على مصلحة أخيه، ولا يمكن أن يفكر في أذيته، كما يجب على الأخ الكبير أن يعطف على أخيه الصغير وأن يرشده إلى الخير دائمًا، وأن يمنحه من وقته وخبراته ويمنعه من ارتكاب الأخطاء، ويجب على الأخوة أيضًا أن يزوروا بعضهم البعض، خصوصًا بعد أن يسكن كل أخٍ في بيته المستقل بعيدًا عن بيت الأهل، ويشمل هذا بكلّ تأكيد الأخوة من الذكور والإناث، كما يجب على الأخ أن يتعاون مع إخوانه الباقين على خدمة الأم والأب وتلبية طلباتهما، خصوصًا إن كانوا كبارًا في العمر أو عاجزين.
تبرز أهمية وجود الأخ في الكثير من المواقف في الحياة، خصوصًا في المواقف التي يحتاج فيها الإنسان إلى السند والقوّة، ففي القرآن الكريم وصف الله تعالى الأخ بأنّه يشدّ العضد، وذلك في قوله تعالى، موجهًا الخطاب إلى موسى -عليه السلام-: "سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ۚ بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ" [١]، وهذا دليل على أن وجود الأخ إلى جانب أخيه يمنحه القوة والغلبة، ويرفع من شأن الشخص فيهابه الناس ويحسبون له حسابًا، لأن الأخ أهلٌ للثقة في جميع الأحوال، ولا يمكن أن يتآمر مع الأعداء ضدّ أخيه مهما حصل بينهما من سوء فهم أو مشاحنات مؤقتة، فالأخ نعمة عظيمة حُرم منها كثيرين، لذلك يجب على كل من أنعم الله تعالى عليه بوجود الأخوة والأخوات، أن يصون هذه النعمة ويحفظها وأن يحفظ عهد الأخوّة بينه وبين إخوانه فلا يرون منه إلا كل ما هو جميل.المراجع[+]
- ↑ {القصص: آية 35}