ما-هي-كفارة-النذر
معنى النذر
النَّذْرُ لغةً: ما يجب، وهو مصدر نَذَرَ، ونذر على نفسه نَذْرًا، أيْ أوجبه عليها، [١] ومنه قوله تعالى: "إِنّي نَذَرتُ لِلرَّحمـنِ صَومًا"، [٢] والنَّذْر في الاصطلاح الشرعي: ما يوجبه المسلم على نفسه، مما لا يجب عليه شرعًا، سواءٌ أكان مشروطًا، كقوله: إن شَفَى الله أخي، فللَّهِ عليّ صيام خمسة أيام، أو غير مشروطٍ، كقوله: لله عليّ أن أتصدَّق بمبلغ كذا، أو أن أصلّي ركعتين؛ فهو بقوله قد أَوجب على نفسه، ما لم يُلزِمه به الشرع. [٣] وفيما يأتي بيان حُكْم النّذْر، وأنواعه، وماهِيَّة كفارة النذر وحالات وجوبها.
حكم النذر
اختلف الفقهاء في حُكم إنشاء النّذر؛ فهو مكروه عند جمهورهم، ومباح عند بعضهم، ومُحَرَّمٌ عند عدد قليل منهم، وقد استدلّ جمهور الفقهاء بالأحاديث النبوية التي نَهت عن النّذر، ومنها: ما رواه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما، حيث قال: "نهَى النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- عن النّذْرِ، وقال: "إنه لا يَرُدُّ شيئًا، ولكنه يُستخرَجُ به من البَخيلِ""، [٤]، ومنها: ما رُوي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، أنّه قال: " لا تَنذِروا؛ فإنَّ النَّذْرَ لا يرُدُّ مِن القدَرِ شيئًا، وإنَّما يُستخرَجُ به مِن البخيلِ"؛ [٥] فالأفضل للمسلم ترك النّذْر، لكنَه إذا نَذَرَ، وَجَب عليه الوفاء بنذره مالم يكن نَذْر معصية، وقد تجب عليه كفارة النذر عند عدم الوفاء به، وفق ما سيأتي بيانه. [٦]
ما هي كفارة النذر
كفارة النذر ككفارة اليمين؛ لقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: "كفارة النذر كفارة اليمين"، [٧] وهي: عتق رقبة أو إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، على التخيير، فمن لم يجد شيئًا من ذلك؛ فعليه صيام ثلاثة أيام؛ لقوله تعالى: "لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ". [٨]، [٩]
أنواع النذر ووجوب الكفارة
سبق القول أنّ الأفضل للمسلم ترك النّذْر، لكنَه إذا نذر، فإنّ حكم نذره يختلف من ناحية الوفاء به، أو إخراج كفارة النذر، باختلاف أنواعه، التي قسّمها العلماء إلى سبعة أنواع، وفيما يأتي بيانها، و بيان حُكم كلّ نوع: [١٠]
- نذر اللَّجاج والغضب: وهو ما يقع حال الغضب، ولا يَقْصِد به الناذر النّذر أو القُرْبَة؛ وإنما يُخْرِجُه مَخْرَج اليمين، قاصِدًا به منع نفسه، أو غيره من شيءٍ، أو الحث عليه، أو تأكيده، كأن يقول: إن كلمتُ فلانًا، فللَّهِ عليَّ أنْ أتصدق بعشرين دينارًا على الفقراء، وهذا النوع حُكْمه حكم اليمين؛ فعلى الناذر أن يقوم بما التزم به، فإذا لم يلتزم به، وجبت عليه كفارة يمين، وبهذا قال الحنفية، والمالكية، وقال غيرهم: إذا وقع المعلَّق عليه، يُخَيَّر الناذر بين إنجاز ما التزمه، أو إخراج كفارة النذر.
- نذر الطَّاعَة والتَبَرُّر: سواءٌ أكان معلّقًا بشيءٍ، كأَنْ يقول: إن رَبِحَت تجارتي فعليَّ لله أن أَتَصَدَّق بنصف الربح، أو كان مطلقًا، كأن يقول: لله عليَّ أن أصوم ثلاثة أيام في الأسبوع. فهذا النوع يجب الوفاء به.
- النّذْر المُبْهم: كأن يقول لله عليَّ نذر، أو عليَّ نذر دون تحديد؛ ففي هذا النوع يجب على الناذر كفارة يمين، وبهذا قال أكثر أهل العلم.
- نذر المعصية: كأن يقول لله عليَّ أن أشرب الخمر، أو عليّ لله ألّا أصلّي الجمعة، وقد أجمع الفقهاء على حُرْمة الوفاء به، وأوجب بعضهم على الناذر كفارة يمين.
- نذر المباح: كأن يقول: لله عليَّ ألّا آكل اللَّحْم شهرًا، أو أن ألبس هذا الثوب؛ فعند الحنابلة يُخَيَّر الناذر بين الوفاء به أو تركه؛ فإذا ترَكه وجبت عليه كفارة يمين. أما عند الحنفية، والمالكية، وبعض الفقهاء، فنذر المباح لا ينعقد، وليس عليه كفارة.
- نذر الواجب: وفيه يُلزِم الناذر نفسه بواجب أوجبه الشرع على المسلم، كالصلوات الخمس، وهذا النّذر لا يصح، ولا ينعقد عند الفقهاء؛ لأن النّذر التزام، ولا يصح التزام ما هو لازم.
- نذر المستحيل: كأن ينذر أن يصوم يوم أمس؛ فهذا لا ينعقد؛ لأنه لا يتصور انعقاده، ولا يوجب شيئًا.
المراجع[+]
- ↑ تعريف و معنى نذر في معجم المعاني الجامع, ، "www.almaany.com"، اطلع عليه بتاريخ 9-11-2018، بتصرّف.
- ↑ {مريم، الآية: 26}
- ↑ ملخص أنواع النذر وأحكامه, ، "islamqa.info"، اطلع عليه بتاريخ 9-11-2018، بتصرّف.
- ↑ الراوي :عبدالله بن عمر، المُحدّث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم :6693، خلاصة حكم المحدّث: صحيح.
- ↑ الراوي: أبو هريرة، المُحدّث: شعيب الأرناؤوط، المصدر: تخريج صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 4376، خلاصة حكم المحدّث: إسناده صحيح على شرط مسلم.
- ↑ القول الراجح في حكم النذر, ، "fatwa.islamweb.net"، اطلع عليه بتاريخ 9-11-2018، بتصرّف.
- ↑ الراوي: عقبة بن عامر، المحدّث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 1645، خلاصة حكم المحدّث: صحيح.
- ↑ {المائدة، الآية: 89}
- ↑ حقيقة النذر, ، "www.saaid.net"، اطلع عليه بتاريخ 9-11-2018، بتصرّف.
- ↑ أنواع النذر وكفارته, ، "fatwa.islamweb.net"، اطلع عليه بتاريخ 9-11-2018، بتصرّف.