سؤال وجواب

مسرحية-في-انتظار-غودو


المسرحية في الأدب العربي

يُعدُّ الفنُّ المسرحيُّ من أقدم الفنون التي عرفَتها الحضارةُ الإنسانية، فقد أقامَ الإغريق منذُ آلاف السنين المسارح الخاصَّة بهم لمناسباتهم الدينية والوطنية، وعنهم أخذَ الرومان ثمَّ الفرنسيُّون والإنجليز والألمان وعن هؤلاء أخذ العربُ فيما بعدُ هذا الفنَّ في منتصف القرن التاسع عشر عن طريقِ مارون النقاش الذي عاد من أوربا إلى بيروت وأقام في منزله أول مسرحٍ عربيٍّ وعرض فيهِ أوَّل نصٍّ دراميٍّ في تاريخ المسرحِ العربيُّ وهو "البخيل" لموليير، وفي هذا المقال سيتمّ التحدّث حول الكاتب صمويل بيكيت ومسرحيته في انتظار غودو.

نشأة المسرح العربي

بدأ المسرح العربي بعد ذلك بالتحوُّل والنضوج إلى العصر الحديث وقد مرَّ بعدة مراحل وهي كالآتي:

  • مرحلةُ النشوء: وهي المرحلة التي اقتبسَ فيها مروان النقاش هذا الفنَّ من أوروبا وأحضَره إلى بيروت، وتبعهُ بذلك أبو خليل القباني في دمشق باستخدامِ الموروث الشعبيِّ في المسرح.
  • مرحلة النضج: بعد عام 1910 م عاد جورج أبيض من فرنسا إلى مصر بعد دراسةِ أصولِ المسرحِ وأُلِّفت له مسرحيات اجتماعية، بعد ذلك أسس يوسف شاهين فرقةَ "رمسيس" وظهرَت فرقة نجيب الريحاني، وتطورَّ بعد الحرب العالمية الأولى المسرح العربي على أيدي الأخوين: محمد تيمور ومحمود تيمور، وكتبَ أحمد شوقي عددًا من المسرحيَّات الشعرية منها: "مصرع كليوبترا"، "مجنون ليلى" وغيرها والتي دفعت بالمسرح العربي إلى الأمام.
  • مرحلة الازدهار: منذُ بداية عام 1933م أصدرَ توفيق الحكيم مسرحيَّة "أهل الكهف" ثمَّ أتبعَها بأكثر من سبعين مسرحية، كانت مكتملة بكلِّ جوانبها، وبعدَه تجَلّى تطوَّر المسرح العربي على أيدي كثير من الأدباء منهم: علي باكثير، عزيز أباظة، صلاح عبد الصبور، سعد الله ونوس وغيرهم.

نبذة عن صمويل بيكيت

الكاتب صمويل باركلي بيكيت، هو الكاتب والدرامي والشاعر الإيرلنديّ صمويل بيكيت صاحب مسرحيَّة في انتظار غودو الشهيرة، ولدَ صمويل بيكيت في دبلن بإيرلندا في عام 1906 م، وفي عام 1923 م التحقَ بكليَّة ترينيتي وتخصَّص بالأدب الفرنسي والإيطالي وحصل على الليسانس فيها عام 1927 م، حصل بيكيت على جائزة نوبل للأدب عام 1969 م، وتوفيَ في عام 1989 م، كان بيكيت كاتبًا كبيرًا ومسرحيَّا عظيمًا، وله مؤلفاتٌ في النقد، وله أيضًا مؤلفات روائيَّة وقَصصية وشِعرية، إضافةً إلى العديد من الأعمال الدراميَّة للسينما والتلفزيون والإذاعة، وكثيرًا ما ارتبطَ اسمه بتيار العبثِ، فلدى بيكيت تعبير متكامل عن القناعة بمأساوية الحياة فكلُّ شيءٍ يتكرَّر ولا خلاصَ سوى الموت، خاصة في مسرحيَّته في انتظار غودو التي لاقت شهرةً كبيرة [١].

مسرحية في انتظار غودو

مسرحية في انتظار غودو وهي المسرحية التي كتبها الكاتب الإيرلندي صمويل بيكيت في عام 1947 م، وتدور أحداث مسرحية في انتظار غودو حولَ رجلينِ يدعى أحدهما فلاديمير وأمَّا الآخر فيدعى إستراغون وهما شخصيّتان مهمَّشتان وفقيرتان ومنعزلتان تمامًا، وكلاهما ينتظرُ شخصًا يُدعى غودو ليغيَّر حياتهما إلى الأفضل ويخلِّصهما ممّا هما به من شقاء، لكنَّ غودو في النهاية لا يأتي أبدًا، وقد أثارت هذه الشخصيَّة مع حبكة القصة كثيرًا من التحليل والجدل حول المعاني الخفيَّة وراء هذه الرموز، إذ تعتمد المسرحية على الرموز الدينيَّة المسيحيَّة وعلى التراثِ الكلاسيكيِّ الغَربي، وكانت تعبِّر عن حال الإنسان بعد الحرب العالمية الثانية والفراغ الذي كان يعاني منه العالم بكل صدقٍ وشجاعة، وقد حازت مسرحية غودو على تقييم أهمّ عملٍ مسرحيٍّ في القرن العشرين باللغة الإنجليزية وقد ترجمها بيكيت إلى الإنجليزية بعد أن كتبها باللغة الفرنسية وكان افتتاح اوَّل عرضٍ لها في عام 1953م في مسرح بابلون ومن إخراج روجر بلين. [٢]

مؤلفات صمويل بيكيت

عُرف صمويل بيكيت كاتبًا مسرحيًّا كبيرًا، ومن مؤلفاته المسرحية التي غزَت عالم المسرح: مسرحية في انتظار غودو التي كتبها عام 1947 م، نهاية اللعبة عام 1954 م، شريط كراب الأخير عام 1958 م، مسرحيةٌ باسمِ مسرحية عام 1963 م، مسرحيّة ليس أنا كَتَبها عام 1972 م. بالإضافة إلى الكثير من المسرحيات منها: فصل بدون كلام، جيئةً وذهابًا، تنفُّس. ومن مؤلفاته الروائية: رواية "ميرسيه وكاميه" التي كتبها عام 1946 م، وثلاثيته الروائيَّة الشهيرة "مولوي، مالوني يموت، اللامسمَّى"، ومن مؤلفاته القصصيَّة مجموعته القصصية الرائعة "قصص ونصوص من أجل لاشيء" التي كتبها في عام 1951 م، وكتبَ أيضًا بعض الأعمال الإذاعية كالتي كتبها في نهاية الخمسينات لإذاعة البي بي سي: "كل الساقطين، الجمرات، الأيام السعيدة"، وهناك من الأعمال التي كتبها وأعدَّها بنفسه للسينما مثل فيلم 1964، وأعمال أعدَّها للتلفزيون مثل "قُل يا جو" وغيرها. [١]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب صامويل بيكيت, ، "www.marefa.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 9-11-2018، بتصرف
  2. العبثية, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 9-11-2018، بتصرف