شعر-عن-أهل-البيت
أهل البيت عليهم السلام
إنَّ كلمة أهل البيت أو مصطلح آل البيت هو مصطلحٌ إسلاميٌّ، ويعني جماعة من أقرباء رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهم قوم ذوو مكانة خاصّة في الإسلام لأنّهم من صحابة النبيِّ أقربائه، وقد وردَ ذكرهم بشكل خاصٍّ في القرآن الكريم، في قولِهِ تعالى: "إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا" [١]، ووردَ ذكرهم في السنة النبوية الشريفة أيضًا، وقد اشتهر منهم الشعراء والأدباء الذين كتبوا شعرًا ذا نفحة إسلامية خالصة، وهذا المقال مخصص للاطلاع على شعراء أهل البيت وشعرهم.
شعراء أهل البيت
إنَّ الحديث عن شعراء أهل البيت يعني الحديث عن الشعراء الذين امتدحوا آل بيت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهم شعراء كثر، امتدّوا وانتشروا في كثير من عصور الأدب العربي، فكان منهم في العصر العباسيّ والعصر الأموي وغيرهم، وبالحديث عن الأغراض الشعريّة في شعر شعراء أهل البيت يمكنُ الحديث عن الرثاء كغرض رئيس إلى جانب المديح، فشعراء آل البيت كانوا غالبًا ما يرثون آل البيت الذي قَضوا في الفتنة الكبرى التي حدثت بعد الخلافة الراشديّة، فمنذ تلك الفترة بدأ الشعراء يطرحون مرثياتهم لآل البيت في شعرِهم ونثرهم، ولعلَّ أشهر هؤلاء الشعراء هم: دعبل الخزاعي والسيد الحميري والكميت الأسدي والشريف الرضي، وجدير الذكر هنا قول الشاعر الشريف الرضي في رثائه لآل بيت رسول الله:
كربلا لا زلتِ كرباً وبلا ما لقى عندك آلُ المصطفى
كم على تربك لما صرّعوا من دمٍ سال ومن دمعٍ جرى
وفيما يأتي لاحقًا ذكر لأبرز مرثيّات ومدائح شعراء أهل البيت كالكميت ودعبل والشريف والحميري.
شعر عن أهل البيت
بعدَ الحديث عن شعراء أهل البيت، لا بد من المرور على أبرز القصائد التي نظمها هؤلاء الشعراء في مديح ورثاء آل البيت رضوان الله عليهم أجمعين.
- الكميت الأسدي: وهو الكميت بن زيد الأسدي يُكنّى بأبي المستهل، عاش في الكوفة في العراق، وهو شاعر من قبيلة بني أسد وواحد من أشعر شعراء العصر الأموي، وهو أحد شعراء أهل البيت حيث اشتهر بقصائده الهاشميات التي رثى وشيّع فيها أهل البيت ولعلَّ أشهر قصائده البائية الشهيرة.
يقول الكميت الأسدي في بائيته الشهيرة: [٢].
طَرِبتُ وما شَوقاً إلى البِيضِ أَطرَبُ ولاَ لَعِبَاً مني وذُو الشَّيبِ يَلعَبُ
ولم يُلهِنِي دارٌ ولا رَسمُ مَنزِلٍ ولم يَتَطَرَّبنِي بَنضانٌ مُخَضَّبُ
وَلاَ أنَا مِمَّن يَزجرُ الطَّيرُ هَمُّهُ أصَاحَ غُرَابٌ أم تَعَرَّضَ ثَعلَبُ
ولا السَّانِحَاتُ البَارِحَاتُ عَشِيَّةً أمَرَّ سَلِيمُ القَرنِ أم مَرَّ أَعضَبُ
وَلكِن إِلى أهلِ الفَضَائِلِ والنُّهَى وَخَيرِ بَنِي حَوَّاءَ والخَيرُ يُطلَبُ
إلى النَّفَرِ البيضِ الذِينَ بِحُبِّهم إلى الله فِيمَا نَابَنِي أتَقَرَّبُ
بَنِي هَاشِمٍ رَهطِ النَّبِيِّ فإنَّنِي بِهِم ولَهُم أَرضَى مِرَاراً وأغضَبُ
خَفَضتُ لَهُم مِنّي جَنَاحَي مَوَدَّةٍ إلى كَنَفٍ عِطفَاهُ أهلٌ وَمَرحَبُ
وَكُنتُ لَهُم من هَؤُلاكَ وهَؤُلا مِجَنّاً عَلَى أنِّي أُذَمُّ وأُقصَبُ
وأُرمى وأرمي بالعَدَاوَةِ أهلَها وإنّي لأوذَى فِيهُم وأُؤَنَّبُ
َفَمَا سَاءَني قَولُ امرىءٍ ذِي عَدَاوةٍ بِعَوراء فِيهِم يَجتَدِينِي فَيَجدُبُ
فَقُل لِلذي في ظِلِّ عَميَاءَ جَونةٍ يَرى الجَورَ عَدلاً أينما النفسُ تَذهَبُ
بِأيِّ كِتَابٍ أَم بِأيَّةِ سُنَّةٍ تَرَى حُبَّهُم عَاراً عَلَيَّ وتَحسَبُ
أَأَسلَمُ ما تَأتِي بِهِ من عَدَاوَةٍ وَبُغضٍ لَهُم لاَجَيرِ بَل هو أشجَبُ
فَمَا لِيَ غلاّ آلَ أحمدَ شيعةٌ وَمَا لِيَ إلاَّ مَشعَبَ الحَقِّ مَشعَبُ
وَمَن غَيرَهُم أرضَى لِنَفسِيَ شِيعَةً ومن بَعدَهُم لا مَن أُجِلُّ وأُرجَبُ
أُرِيبُ رِجَالاً منهم وتُرِيبُني خَلاَئقُ مِمَّا أَحدَثُوا هُنَّ أَريَبُ
إلَيكُم ذَوِي آلِ النَّبِيّ تَطَلَّعَت نَوَازِعُ من قَلبِي ظِماءٌ وألبَبُ
فإنِّي عَن الأمر الذي تكرَهُونَهُ بِقَولي وَفِعلِي ما استَطَعتُ لأجنَبُ
يُشِيرُونَ بالأيدِي إليَّ وَقَولُهُم أَلاَ خَابَ هَذَا والمُشِيرُونَ أخيَبُ
فَطَائِفَةٌ قد أكفََرَتنِي بِحُبِّكُم وَطَائِفَةٌ قَالُوا مُسِيءٌ وَمُذنِبُ
فما سَاءَنِي تَكفِيرُ هَاتِيكَ مِنهُمُ ولا عَيبُ هاتِيكَ التي هِيَ أعيَبُ
يُعيبُونَنِي من خُبثِهِم وَضَلاَلِهم على حُبِّكُم بَل يَسخُرون وأعجَبُ
- دعبل الخزاعي: هو دعبل بن علي بن رزين الخزاعي، كان يُكنّى بأبي عليّ، وهو من الكوفة، عاشَ في بغداد، وله شعر جيّد، كانَ كثيرَ الهجاء، وبينه وبين البحتري صداقة عميقة، وقد كتبَ في أهل بيت رسول الله شعرًا، قال فيه: [٣].
فَكَمْ حَسَراتٍ هَاجَهَا بمُحَسِّرٍ وقوفي يومَ الجمعِ من عرفاتِ!
أَلَم تَرَ للأَيَّامِ مَا جَرَّ جَوْرُها على الناسِ من نقصٍ وطولِ شتاتِ؟
فَكَيْفَ ومِن أَنَّى يُطَالِبُ زلفةً إلَى اللّهِ بَعْدَ الصَّوْمِ والصَّلَواتِ
سوى حبِّ أبناءِ النبيِّ ورهطهِ وبغضِ بني الزرقاءِ و العبلاتِ؟
ويقول أيضًا:
سَـقــــياً ورَعــــياً لأيـّاِم الصَّبــابات أيـّـــامَ أرفـــلُ فــي أثــوابِ لـــذاتـي
أيامَ غـُصني رطيــبٌ، من لدونتـهِ أصبَُــو إلى غيـِر جــاراتٍ وكنــاتِ
دّع عـنكَ ذكـر زمانٍ فاتَ مطـلــبُهُ واقذِفْ برجلكَ عَن متن الجهالاتِ
واقصـِد بكُـلَّ مديــح ٍ أنت قائلــــهُ نحـوَ الهُـــداة ِ بنـي بيـتِ الكـرامــاتِ
- الشريف الرضي: هو أبو الحسن، اسمُهُ الكامل محمد بن الحسين بن موسى، يُلقّب بالشريف الرضي وهو من مواليد عام 969م، وهو شاعر شيعي فقيه من بغداد، وُلِدَ فيها وتوفي فيها، تعلّم على يد الشيخ المفيد، وهو فقيه من فقهاء الشيعة القدماء، وله قصائد في مديح آل البيت، وممّا قال: [٤].
وَمَا المَدْحُ إلاّ في النّبيّ وَآلِهِ يرام وبعض القول ما يتجنبُ
وَأوْلى بِمَدْحي مَنْ أعِزُّ بفَخْرِهِ وَلا يَشْكُرُ النّعمَاءَ إلاّ المُهَذَّبُ
أرى الشعر فيهم باقياً وكأنما تُحَلِّقُ بالأشْعارِ عَنقَاءُ مُغرِبُ
وقالوا عجيب عجبُ مثلي بنفسهِ وأين على الأيام مثل أبي أبُ
لعمرك ما أعجبتُ إلَّا بمدحِهمْ وَيُحْسَبُ أنّي بالقَصَائِدِ مُعجَبُ
أُعدُّ لفخري في المقام محمدًا وَأدْعُو عَلِيّاً للعُلَى حينَ أرْكَبُالمراجع[+]
- ↑ {الأحزاب: الآية 33}
- ↑ الكميت بن زيد الأسدي, ،"www.marefa.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 17-11-2018، بتصرّف
- ↑ العصر العباسي: دعبل الخزاعي, ،"www.adab.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 17-11-2018، بتصرّف
- ↑ العصر العباسي: الشريف الرضي, ،"www.adab.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 17-11-2018، بتصرّف