سؤال وجواب

قصة-نملة-سليمان-عليه-السلام


النبي سليمان عليه السلام

النبيُّ سليمان -عليه السلام- أحد أنبياء الله تعالى ذُكرَ في خمس سور في القرآن الكريم، أعطاه الله تعالى ملكًا وحكمًا لم يعطه أحدًا قبله ولا بعده، وقد علَّمه الله منطقَ الطير والحيوانات، وكان له من الجنِّ والعفاريت من يعملون عنده وسخَّر الله له الريح تجري بأمره أيضًا، قال تعالى: "قالَ ربِّ اغفِرْ لي وهَبْ لي مُلكًا لا ينبَغِي لأَحَدٍ منْ بعْدِي إنَّكَ أنْتَ الوَهَّابُ * فسَخَّرْنَا لهُ الريحَ تَجرِي بأَمْرِهِ رخَاءً حيْثُ أصَابَ * والشَّياطِينَ كلَّ بنَّاءٍ وغَوَّاصٍ" [١]، وهو ابنُ النبيِّ داود -عليهما السلام-، وهذا المقال سيتناول قصة نملة سليمان وما تضمَّنته قصتها من عبر ومواعظ.

قصة نملة سليمان عليه السلام

ذكرَ الله تعالى قصَّة نملة سليمان في محكم التنزيل من الذكر الحكيم، فعندما كان سليمان -عليه السلام- هو وجيشه الجرار الذي حُشر له من الجنِّ ومن الإنس ومن الطير وسخَّرهم الله تعالى له، عندما كانوا في مسيرهم ورغم عددهم الهائل والضوضاء التي لابدَّ من حدوثها بمسير الجيش سمع نبيُّ الله سليمان -عليه السلام- صوت النملة التي نادت على أخواتها من النمل تحذِّرهم من جيش سليمان -عليه السلام-، قال تعالى: "وحُشِرَ لِسليْمَانَ جنُودُهُ منَ الجنِّ وَالإِنسِ والطَّيْرِ فهُمْ يُوزعُونَ * حتَّى إذا أتوْا علَى وادِ النَّملِ قالَتْ نَملَةٌ يا أيُّهَا النَّملُ ادخُلُوا مسَاكنَكُمْ لا يحطِمَنَّكُمْ سلَيْمَانُ وجُنُودُهُ وهُمْ لَا يَشعرُونَ* فَتَبسَّمَ ضَاحكًا مِّن قَولِهَا وقَالَ ربِّ أَوْزعْنِي أَنْ أشكُرَ نِعمَتَكَ الَّتي أَنْعَمتَ عَليَّ وَعلَى والِدَيَّ وأَنْ أَعمَلَ صالِحًا تَرضَاهُ وَأَدخِلْنِي برَحْمَتِكَ في عِبادِكَ الصَّالِحينَ" [٢].

فهذه النملة نادت على بقيَّة النمل حتى يدخلوا إلى مساكنهم لأنَّها خافت من سليمان -عليه السلام- ومن جيشه حتى لا يحطموا النمل بأرجلهم وهم لا يشعرون لأنَّها علمت أنَّهم لن يفعلوا ذلك عمدًا، وعندما سمعها نبيُّ الله تبسَّم من قولها، لأنَّ الله علمَّه منطق الحيوانات من الطير والنمل وغيرها، فكتبَ الله ذلك في كتابه لحكمة يعلمها، ونجَّى الله تعالى النمل برحمته [٣].

مضامين قصة نملة سليمان عليه السلام

في قصة نملة سليمان -عليه السلام- عبر كثيرة ودروس بديعة، أولًا أنَّ العمل بشكلٍ جماعيٍّ كما يعمل النمل مقدَّم على العمل الفردي وهذا ما أراده الله عندما أوحى لهذه النملة أن تنادي على أخواتها من النمل وتحذِّرهم، فعمل الفرد قد ينقذُ الأمة إذا تمَّ تسخير ذلك الجهد من أجل الأمة كلِّها، وإذا تمَّ بذل التضحيات في سبيل ذلك، وفي قصة نملة سليمان أيصًا عبرةٌ لنا بأن نركِّز على الجهود المبذولة وعلى العمل دون أن نلقي بآمالنا على النتائج؛ لأنّ الأهمّ هو الكدُّ والعمل والنتيجة بيد الله تعالى في النهاية، وفيها أيضًا درس في حسن الظنِّ عندما قالت النملةُ لبقية النمل أنَّ جنود سليمان قد يتسببوا بتحطيمكم وهم لا يشعرون، قال تعالى: "لا يحطِمَنَّكُمْ سلَيْمَانُ وجُنُودُهُ وهُمْ لَا يَشعرُونَ" [٤]، أي وجدت العذرَ لهم قبل أن يتمَّ ذلك الأمر، لأنَّها وثقت أنَّ جيش سليمان لن يتعمَّدوا تحطيم النمل، والله تعالى أعلم. [٥].

مواضع ذكر قصة نملة سليمان عليه السلام في القرآن

لم تذكر قصة نملة سليمان في القرآن الكريم إلا مرَّة واحدة، وبشكلٍ مختصر في سورة النمل، قال تعالى: "وحُشِرَ لِسليْمَانَ جنُودُهُ منَ الجنِّ وَالإِنسِ والطَّيْرِ فهُمْ يُوزعُونَ * حتَّى إذا أتوْا علَى وادِ النَّملِ قالَتْ نَملَةٌ يا أيُّهَا النَّملُ ادخُلُوا مسَاكنَكُمْ لا يحطِمَنَّكُمْ سلَيْمَانُ وجُنُودُهُ وهُمْ لَا يَشعرُونَ* فَتَبسَّمَ ضَاحكًا مِّن قَولِهَا وقَالَ ربِّ أَوْزعْنِي أَنْ أشكُرَ نِعمَتَكَ الَّتي أَنْعَمتَ عَليَّ وَعلَى والِدَيَّ وأَنْ أَعمَلَ صالِحًا تَرضَاهُ وَأَدخِلْنِي برَحْمَتِكَ في عِبادِكَ الصَّالِحينَ" [٢]، ورغم أنَّها لم تذكر غير مرة واحدة وباختصار إلا أنَّ في قصة نملة سليمان -عليه السلام- الكثير من العبر والدروس العظيمة التي علَّمتنا إيِّاها تلك النملة [٦].

المراجع[+]

  1. {ص: الآيات 35 - 37}
  2. ^ أ ب {النمل: الآيات 17 - 19}
  3. علمتني نملة سليمان, ، "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 20-11-2018، بتصرف
  4. {النمل: الآية 18}
  5. علمتني نملة سليمان, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 20-11-2018، بتصرف
  6. دروس من قصة نملة سليمان, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 20-11-2018، بتصرف