قصة-الأمير-والفقير
قصة الأمير والفقير
تدورُ أحداث قصة الأمير والفقير حول شابين يتشابهان كثيرًا في مظهرِهما الخارجي، أحدهما يعيش في حالة من الفقر الشديد، حيث لا يستطيع الحصول على ما يحصل عليه الأغنياء في المدينة التي كان يعيش فيها، أما الشاب الآخر فهو أمير المملكة، حيث إن والده هو الملك الذي يحكم هذه المملكة، كان الشاب الفقير يقوم ببعض عمليات السرقة على غرار والده الذي كان يسرق من أجل أن يجد قوته وقوت أولاده الصغار الذين كانوا يعيشون في غرفة ضيقة لسوء الحال، وعدم وجود المال الكافي لشراء بيت والعيش فيه.
أما الأمير فكان يعيش حياة التَّرف في القصر مع والده، وكان يرتدي أجمل الثياب وأغلاها، وكان الشاب الفقير يذهب بين فترة وأخرى إلى ضواحي قصر الملك، ويتمنى أن يدخل إلى القصر ويرى حياة الناس داخله، وفي أحد الأيام بينما هو كذلك قام أحد جنود القصر بالاعتداء على الشاب الفقير بالضرب لرؤيته في ثيابه الرثّة بالقرب من قصر الملك، وكانت المصادفة بأن الأمير كان ينظر من شرفة غرفته في القصر إلى الخارج، ورأى ما حدث من الجندي تجاه الشاب الفقير، فوبخ الجندي، ودعا الشاب الفقير إلى الدخول إلى القصر.
وهنا كان اللقاء الأول بين الأمير والفقير، حيث استضافه الأمير، وبدأ الفقير بسرد تفاصيل حياته له، وما يعانيه من صعوبة في قضاء الحاجات اليومية لعدم وجود المال الكافي، وهنا لمعت في ذهن الأمير فكرة مفادها أن يجرب حياة الشاب الفقير، في حين كان الفقير بينه وبين نفسه يتمنى حياة القصر لهول ما رآه من النعيم داخل القصر عندما استضافه الأمير في حجرته الخاصة، وجاء وقتُ تبادل الأدوار بينهما، حيث طلب الأمير من الفقير أن يُبدِّلا ملابسهما، ويعيش كلٌّ منهما حياة الآخر لفترة من الزمن وهنا تحقق حلم الفقير بأن يعيش حياة الأمراء.
في اليوم التالي ذهب الأمير بملابس الفقراء إلى مدرسة الفقير، وعندما أخبر زملاء الفقير بأنه هو الأمير الذي يعيش في القصر سخروا منه، وبعد انتهاء الدوام في المدرسة قام الطلاب بقذفه في الماء والطين، وهنا شعر الأمير بالحزن والوحدة، وأحس بمستوى الحياة البائس الذي يعيشه الفقير في حياته اليومية، وكيف أن حياة القصر مختلفة تمامًا عن حياة الفقراء، وعلى الجانب الآخر كان الفقير في القصر ينعم بالرفاهية وتُقدّم إليه شتى أنواع الطعام والشراب.
وفي ظلّ هذه الظروف جاء الخبر الذي كان مفصليًّا في قصة الأمير والفقير، إذ أصابت الملكة نوبة مرض مفاجئة أدت إلى وفاته، وهنا بويع الأمير ملكًا على هذه المملكة خلفًا لوالده، وعندما تسلَّم الأمير مقاليد الحكم عمل على الاهتمام بالفقراء، والنظر في حاجاتهم، وساعد الفقير على تأمين منزل يقيم فيه مع أهله، كما ساعده على إيجاد عمل يجعله يكفُّ عن أعمال السرقة، وعاش الجميع بنعيم وسلام.
الدروس المستفادة من قصة الأمير والفقير أن الإنسان لا يشعر بالنعم التي مَنَّ الله بها عليه إلا إذا حُرم منها جزئيًّا أو كليًّا، كما يُستفاد من قصة الأمير والفقير أن التواضع يزيد قرب الناس من بعضهم البعض، ويساعد على تقليص الطَّبقيّة في المجتمعات، كما أن الحاكم العادل هو الذي ينظر في حاجات الطبقة الفقيرة، ويساعدهم في الوصول إلى الحدّ الأدنى من الحياة الكريمة.