برمجة-العقل-الباطن
العقل الباطن
يُمكن التعبير عن العقل الباطن بأنه مستودع المهارات التلقائية، ومصدر الذكريات المخزّنة والحدس والأحلام والخيال، بالإضافة إلى أنّه محرّك لعمليات المعلومات، وقد كان العالم فرويد هو أول من أدرك أهمية العقل الباطن، وعلى الرغم من طرحه لتعريف هذا العقل بأنّه مظلم ومليء بالسلوكيات غير الحميدة، إلّا أنّ إسهاماته ساعدت على الفهم الحديث لهذا العقل، ويُعرف في الوقت الحالي أنّ العديد من الأحكام والقرارات تُصنع بشكل تلقائي من قِبل هذا العقل؛ الأمر الذي يُشير إلى أهمية برمجة العقل الباطن والبحث عن المعلومات الخاصة به.[١]
كيفية عمل العقل الباطن
عرف العلماء منذ عدة عقود أنّ العقل الباطن أو اللاواعي أقوى من العقل الواعي؛ حيث إنّ معظم المعلومات تتم معالجتها عبره بسبب تفوّقه على العقل الواعي الذي سيجعل الحياة تبدو فوضوية في حالة محاولته لمعالجة للبلايين من المعلومات في نفس الوقت، إلّا أن العقل اللاواعي يُصفّي المعلومات غير الضرورية الأمر الذي يسمح بممارسة الحياة بشكلٍ طبيعيٍ ومعقولٍ، ويُطلق على العقل الباطن في بعض الأحيان اسم الطيار الذاتي خلف العقل الواعي، وهو مخزن جميع الذكريات، كما أنّه يحتفظ بالخبرات والمفاهيم وغيرها لوقتٍ طويلٍ حتّى بعد نسيانها من قِبل العقل الواعي، ومن هذا العقل تأتي المشاعر والمفاهيم التي تتحكّم بالنفس الواعية والسلوكيات والعادات والعقلية.[٢]
برمجة العقل الباطن
تُعد السلوكيات التي تأتي من العقل الباطن أو اللاواعي فعّالةً جدًا وتؤثر في كيفية تصرّف الإنسان، لذلك فإنّ شركات الدعاية والإعلان تُركّز على الرسائل اللاشعورية؛ وهي إحدى أنواع الرسائل التي تُنتج عن طريق وكالات الإعلانات وتهدف إلى برمجة العقل الباطن، حيث تدخل هذه الرسائل المحفّزة في أقل مستويات الوعي للعقل الواعي، وتتخطى الوعي الإنساني لمناطق أخرى تختص بالعقل والمنطق، ثمّ تؤثّر في كيفية التفكير، وبما أن العقل اللاواعي يُعد ذو أهمية كبيرة، ويلعب دورًا مهمًا جدًا في تصرفات الإنسان فلا بُد من البحث وتعلم طريقة الاعتراف به بدلًا من الخوف منه، كما يجب برمجة العقل الباطن للتمكّن من حجب الأفكار السلبية واستبدالها بالأفكار الإيجابية، ويمكن إتمام هذه العملية عن طريق التخلّي عن الأنا الأمر الذي يسهم في تحقيق الاستقرار والصفاء العقلي والعاطفي، بالإضافة إلى تحقيق وعي أكبر بالسلوكيات اللاواعية، الأمر الذي يساعد في التحكم بها بشكلٍ أسهل، ويُعد الأنا جزءًا من العقل يحب التحكّم بالإنسان، ودائمًا يعيش في حالة الخوف بسبب اعتقاده بأنّه يجب أن يقاتل من أجل أن ينجو، وبالمحصلة فإنّه سيكذب وسيخدع للتمكن من البقاء مسيطرًا، وفي حالة الرغبة في التخلّص من تحكّم الأنا فإنه يجب تعلّم طريقة دمجها مع الهويات الأخرى في الدماغ، وإنّ الخطوة الأولى للتمكّن من التخلص من هذا التحكّم هو التوقّف عن الخوف من الأنا وتقبّلها كجزء من الجسم.[٢]
المراجع[+]
- ↑ "Unconscious ", www.psychologytoday.com, Retrieved 13-01-2020. Edited.
- ^ أ ب "How Your Subconscious Mind Controls Your Behavior", www.well.org, Retrieved 13-01-2020. Edited.