سؤال وجواب

قصة-أصحاب-القرية-للأطفال


قصة أصحاب القرية

قصة أصحاب القرية من القصص التي ذُكرت في القرآن الكريم في سورة يس في قوله تعالى: "وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أصْحَابَ القَرْيَةِ إٍذْ جَاءَهَا المُرْسَلُونَ" [١]، وتتحدث عن قومٍ كانوا يسكنون في أنطاكيا حاليًا، الواقعة في لواء اسكندرون في تركيا، وكان في هذه القرية ملك يُدعى "أنطقيس"، وكان يعبد الأصنام، فبعث الله تعالى إلى الملك وأهل القرية ثلاثة من الرسل، حيث أرسل إليهم رسولين فكذبوهما، فعزز الله تعالى هذين الرسولين برسولٍ ثالث فكذبوه أيضًا، وهؤلاء الرسل أُرسلوا من قبل المسيح عيسى بن مريم -عليه السلام-، حيث قالوا لأهل القرية: إنّا مرسلون إليكم من الله تعالى وحده لا شريك له لتعبدوه، فقال أصحاب القرية لهؤلاء الرسل: ما أنتم إلا مجرد بشر مثلنا، فكيف أوحى الله إليكم وأنتم بشر مثلنا تمامًا ولم يُوحي إلينا ؟!، ولو كنتم فعلًا رسلًا كما تقولون لكان من المفترض أن تكونوا ملائكة.

أجاب الرسل الثلاثة أصحاب القرية بأنْ قالوا لهم: الله تعالى يعلم أننا مرسلون إليكم وأننا لا نكذب، ولو كنا نكذب حقًا على الله لانتقم منا انتقامًا شديدًا، لكن الله سينصرنا عليكم وسيعزّنا وسيظهر الحق، وستعلمون جيدًا لمن سيكون الفوز في النهاية، ويكفي أن الله تعالى شهيدٌ بيننا وبينكم، فإن استجبتم لنا وأطعتم فستكونوا من الفائزين، وإن لم تستجيبوا لدعوتنا فأنتم من الخاسرين، وبعد ذلك، هدّدَ أصحاب القربة الرسلَ الثلاثة، وحذّروهم من إتمام دعوتهم، وطلبوا منهم التوقف عن الدعوة لله، وهدّدوهم إن لم يتوقفوا عن مسعاهم أنهم سيُنزِلون بهم أشدَّ العذاب، ويرجمونهم بالحجارة حتّى يموتوا.

كان ردّ الرسل الثلاثة على أصحاب القرية أنْ أخبروهم بأنهم أُرسلوا إليهم كي يُسعدوهم في الدنيا والآخرة، وعليهم أن يستمعوا للدعوة إلى الله، وفي يوم سمع رجلٌ يسكن في أقصى المدينة بقصة الرسل الثلاثة وتكذيب أصحاب القرية لهم، فأتى إليهم وآمن بهم، ودافع عنهم، وأخبر قومه أصحاب القرية أنهم آمن بهؤلاء الرسل لأنهم جاؤوا بدعوة الحق، وأنّهم لا يطلبون أي أجرٍ أو مال لقاء تبليغهم الدعوة، فأجرُهم سيأخذونه من الله تعالى في الآخرة، فما كان من أصحاب القرية إلّا أن قتلوا هذا الرجل، فأنزل الله عليهم عقابًا وهو الصيحة التي أصبحوا بعدها خامدين في ديارهم، إذ يقول تعالى في  محكم التنزيل: "وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِنْ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ، إِنْ كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ". [٢]

في قصة أصحاب القرية العديد من العبر المستفادة والدروس العظيمة، أهمُّها أنّ من لا يتبع دين الله سيكون من الخاسرين، وأن الله تعالى عندما أرسل رسلًا إلى البشر اختار لهم رسلًا منهم كي يستطيعوا رؤيتهم والكلام معهم، ولم يختر ملائكة، ومن العبر الواردة في قصة أصحاب القرية أن عذاب الله شديد، وأنّ مَن يتكبر عن عبادته سيهلكه الله بقوته وجبروته.

المراجع[+]

  1. {يس: آية 13}
  2. {يس: آية 21}