خاطرة-عن-الصديقة
خاطرة عن الصديقة
الصداقة هي أجملُ شيء في الوجود، وهي شعلةُ النور التي تُضيء عَتْمَ الطريق، وهي الوردة التي تنبت في أعماق القلب، لهذا فإنّ الحياة لا معنى لها دون صديقة تملأ القلب بمشاعر النقاء النابعة من قلبٍ صادق، والصديقة الحقيقة هي التي تصون معنى الصداقة، وتكون عونًا وسندّا لصديقتها، وهي مثل الشمس التي تُرسل الدفء إلى القلوب، وتمنح الروح طاقة إيجابية كبيرة، خصوصًا أنها تُشعلُ فتيل الفرح في القلب، والصديقة لها نكهة الأخت، لأنها تحمل همّ صديقتها وتنشغل بها وتحفظ أسرارها وتكون عونًا لها في السرّاء والضرّاء، وتحفظ غيبة صديقتها في كلّ وقت.
الصديقة الوفيّة من أثمن كنوز الدنيا، لأنّها تحفظ العهد في كلّ وقت، وترفع من شأن صديقتها أمام الآخرين، وتقودها إلى فعل الخير وتجنب الشر؛ لأنّ الصاحب يأخذ بيد صديقه إلى حيث يذهب هو، فالصداقة مثل البئر العميق الذي يزداد عمقًا أكثر فأكثر ويتعمق في القلب، كلّما أخذ منها الأصدقاء حبّا ووفاءً، والصديقة الصدوقة مثل الذهب الخالص الذي لا يفقد قيمته ولا يتغير ولا يتبدل، وهي مثل السحابة الممطرة التي تُمطر على صحراء العمر الكثير من الخير والبركة، فينبت فيها الزهر، وتنمو فيها الأشجار المثمرة، وتضرب جذورها في الأعماق، لتكون شجرة وارفة الظلال في عزّ لفح الصيف، كأنها تهبّ على القلب مثلما تهبّ نسمة الهواء العليلة في غمرةِ الحر.
معنى وجود الصديقة في الحياة يحملُ في طيّاته الكثير من الفرح، فالصديقة هي اليد التي تُطبطب على القلب في أوقات الحزن، وهي اليد التي تمسح دموع العين، وهي البلسلم الشافي الذي يُزيل آثار جروح الأيام، وهي التي تستر عيوب صديقتها ولا تُفصح عنها، بل تُحاول أن تُصلحها، وتُعطيها النصيحة الصادقة دومًا، فالصديقة الحقيقيّة لا يمكن أن تكون إلّا قلبًا مخلصًا؛ لأنّ الإخلاص بالنسبة لها أسلوب حياة، وهي أيضًا تستطيع أن تفهم نبرة الوجع بمجرد سماع صوت صديقتها، ولا تنتظر منها أن تشرح لها بالكلمات، وهي أيضًا تقرأ عيون أصدقائها بكلّ مهارة، وتعرف متى يشعرون بالفرح، ومتى يحزنون.
الصداقة أرضٌ خصبة، تُزرع بالحبّ وتُروى بالوفاء، ويحصدها الأصدقاء الأوفياء فقط، والأهم أن تستمرّ الصداقة دومًا، فالصديقة التي تتبدّل مع تغيّر الظروف والأحوال لا يمكن اعتبارها صديقة؛ لأنّ أهم شرطٍ في الصديقة أن تكون ثابتة الودّ وقريبة من القلب والروح في كلّ وقت، وبعيدة عن الخيانة وأسبابها، وتعرف حدود صداقتها مع الآخرين فتصونها وتحترمها ولا تفرّط فيها أبدًا.