سيف-ذو-الفقار
السيف
السيف في الموروث الثقافيّ العربي ليس آداةً للقتال أو الزينة فحسب، بل هو واحدٌ من أهم رموز العزة والعنفوان والقوة والرجولة والشجاعة، وقد عرف الإنسان السيف منذ اكتشافه للحديد وكيفية تشكيله بالسَّكب والطرق في العصر الحديدي، فكان السيف آداة القتال الأولى إلا أنه ارتبط ارتباطًا وثيقًا بالعرب في جاهليتهم وإسلامهم فأطلقوا على السيف عدة أسماءٍ بحسب أوصافه، ونالت السيوف اليمنيّة والهندية شهرةً واسعةً إلى جانب السيوف المشرفية والدمشقية وسيوف بصرى، وكان من عادة العرب امتلاك أكثر من سيفٍ ذُكرت في أخبارهم وأشعارهم ومن تلك السيوف سيف ذو الفقار أحد سيوف الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
سيف ذو الفقار
أثبتَتِ السنة النبويّة أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- امتلك طوال حياته عددًا من السيوف أسوةٍ بغيره، فالسيف جزءٌ لا يتجزأ من حياة العربي مسالمًا كان أم مقاتلًا وبلغ عدد سيوف النبي -صلى الله عليه وسلم- تسعة على أرجح الأقوال -المأثور وذو الفقار والبتّار والرسوب والعضْب والقضيب وقلعي والحَتْف والرَّسوب والمِخذم- ، وإن قال بعض المؤرخين بأنها أحد عشر سيفًا فزادوا على ما سبق سيفيْ الصمصام واللُّحيف.
ويُعدّ سيف ذو الفقار -بفتح الفاء أو كسرها- من أشهر سيوف النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان مُلكًا لمنبه بن الحجاج السهميّ ثم انتقل إلى المسلمين ضمن غنائم غزوة بدرٍ وتنفله - والتنفل أي زيادةً على السهم-،وسمي سيف ذو الفقار بهذا الاسم لوجود حفرٍ على السيف صغيرة الحجم وحسنة الشكل والحفرة يُطلق عليها فقرة كونها تشبه فقرات الظهر ومن هذا اللفظ جاءت كلمة فقار وذو بمعنى صاحب الفقرات، وأشار بعض المؤرخين إلى صناعته من قطعة حديدٍ وُجدت مدفونةً بجوار الكعبة.
سيف ذو الفقار من أكثر السيوف التي حملها النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزواته وكان معه يوم فتح مكة، وهو السيف الذي جاء في حديث الرؤيا المرتبط بغزوة اُحد: "تنفَّل رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- سيفَه ذا الفقارِ يومَ بدرٍ وهو الذي رأى فيه الرؤيا يومَ أُحُدٍ فقال: رأيتُ في سيفي ذي الفقارِ فَلَّا فأوَّلتُه فلا يكونُ فيكم ورأيتُ أني مردِفٌ كبشًا فأولتُه كبشَ الكتيبةِ ورأيتُ أني في درعٍ حصينةٍ فأولتُها المدينةَ ورأيتُ بقرًا تُذبحُ فبقرٌ واللهِ خيرٌ، فبقرٌ واللهِ خيرٌ فكان الذي قال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-" [١].
أمّا حديث يوم غزوة أُحد وبعد انهزام جيش المسلمين: "لا سيفَ إلَّا ذو الفقارِ ولا فتى إلًا عليٌّ" واحدٌ من الأحاديث الملفقة والموضوعة والتي لا يصح تداولها بين المسلمين كونها من الأحاديث المفتراة بإتفاق العلماء تشيُّعًا لعليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه-. [٢][٣]
قتال الرسول صلى الله عليه وسلم بالسيف
امتلكَ الرسول الكريم عددًا من السيوف كغيره من رجال ذلك العصر إذ كان السيف حتميةً ضروريةً في الحرب والسِّلم، وفي جميع غزواته -عليه الصلاة والسلام- كان يحمل معه كل الأسلحة القتالية اللازمة كالسيف والدرع والرماح والحراب والأتراس والخُوذ وغيرها، لكن ما وُثِق في كتب السير والتاريخ أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يقتلْ أحدًا بالسيف -والوحيد الذي قتله في جميع غزواته هو أُبي بن خلف بحربةٍ- في غزوة أحد، فالرسول الكريم في جميع الغزوات كان القائد الأعلى ومنظم الصفوف وشاحذ الهمم كما كان من أشجع المقاتلين في الغزوات بشهادة الصحابة قال علي -رضي الله عنه-: "لقد رأيتني يوم بدر، ونحن نلوذ بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وهو أقربنا إلى العدو. وكان من أشد الناس يومئذٍ بأسًا". [٤][٥]المراجع[+]
- ↑ الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: أحمد شاكر، المصدر: مسند أحمد، الصفحة أو الرقم: 4/146، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
- ↑ حول سيف النبي صلى الله عليه وسلم " البتار " وآثاره في المتاحف،, "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 31-12-2018، بتصرف
- ↑ ذكر سيفه - صلى الله عليه وسلم-،, "www.kalemtayeb.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 31-12-2018، بتصرف
- ↑ لم يقتل النبي صلى الله عليه وسلم بيده إلا أبي بن خلف بحربة رماه بها يوم أحد،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 31-12-2018، بتصرف
- ↑ شجاعة الرسول في الغزوات،, "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 31-12-2018، بتصرف