قصة-ثعلبة-مانع-الزكاة
ما هي الزكاة
الزكاة هي إحدى أركان الإسلام الخمسة، وهي حصّة مقدرة ومحددة من مال المسلم الذي بلغ النصاب أي الحد الذي حدده الدين، وهي واجبة على المسلمين جميعهم، وواجبة على الذهب والفضة والزرع في الإسلام وعلى ما حال عليه الحول أي مر عليه سنة، وفي اللغة تعريف الزكاة هي الطهارة والنماء والبركة والزيادة، وهذا المقال سيتناول الحديث عن قصة ثعلبة مانع الزكاة إضافة إلى الحديث عن حكم منع الزكاة في الإسلام.
قصة ثعلبة مانع الزكاة
بعد تعريف الزكاة سيتم المرور على قصة ثعلبة مانع الزكاة وتوضيح مدى صحتها، وقد جاء في بعض الروايات الضعيفة عن النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- فيما رواه ثعلبة بن حاطب الأنصاري ما يأتي: "جاءَ ثعلبةُ بنُ حاطبٍ إلى رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ، ادعُ اللَّهَ أن يرزقني مالًا، قالَ: ويحكَ يا ثعلبةُ! قليلٌ تطيقُ شكرَهُ خيرٌ من كثيرٍ لا تطيقُهُ، قالَ: يا رسولَ اللَّهِ ادعُ اللَّهَ أن يرزقَني مالًا، قالَ: ويحَكَ يا ثعلبةُ! قليلٌ تؤدِّي شكرَهُ خيرٌ من كثيرٍ لا تطيقُه، قالَ: يا رسولَ اللَّهِ ادعُ اللَّهَ أن يرزقَني مالًا، قالَ: ويحكَ يا ثعلبةُ! أما تحبُّ أن تكونَ مثلي، فلو شئتُ أن يسيِّرَ ربِّي هذهِ الجبالَ معي ذهبًا لسارت، قالَ: يا رسولَ اللَّهِ ادعُ اللَّهَ أن يرزقني مالًا، فو الذي بعثكَ بالحقِّ إن آتاني اللَّهُ -عزَّ وجلَّ- مالًا لأعطِينَّ كلَّ ذي حقٍّ حقَّهُ، قالَ: ويحكَ يا ثعلبةُ! قليلٌ تطيقُ شكرَهُ، خيرٌ من كثيرٍ لا تطيقُهُ، قالَ: يا رسولَ اللَّهِ ادعُ اللَّهَ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: اللَّهمَّ ارزقْهُ مالًا، قالَ: فاتَّخذَ أوِ اشترى غنمًا فبوركَ لهُ فيها ونَمَتْ كما ينمو الدُّودُ؛ حتَّى ضاقتْ بهِ المدينةُ فتنحَّى بها فكانَ يشهدُ الصَّلاةَ بالنَّهارِ معَ رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم- ولا يشهدُها باللَّيلِ، ثمَّ نمت كما ينمو الدُّودُ فتنحَّى بها وكانَ لا يشهدُ الصَّلاةَ باللَّيلِ ولا بالنَّهارِ إلَّا من جُمُعةٍ إلى جُمُعةٍ معَ رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم-.
ثمَّ نمت كما ينمو الدُّودُ، فضاقَ بهِ مكانُهُ فتنحَّى بهِ فكانَ لا يشهدُ جمعةً ولا جنازةً معَ رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- فجعلَ يتلقَّى الرُّكبانَ ويسألُهم عنِ الأخبارِ، وفقدَهُ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- فسألَ عنهُ؛ فأخبروهُ أنَّهُ اشترى غنمًا وأنَّ المدينةَ ضاقت بهِ وأخبروهُ خبرَهُ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: ويحَ ثعلبةَ بنَ حاطبٍ ويحَ ثعلبةَ بنَ حاطبٍ، ثمَّ إنَّ اللَّهَ تعالى أمرَ رسولَهُ -صلى اللَّه عليه وسلم- بأبي وأمِّي أن يأخُذَ الصَّدقاتِ وأنزلَ اللَّهُ -عزَّ وجلَّ- "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا.." فبعثَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- رجلينِ؛ رجلًا من جُهينةَ، ورجلًا من بني سلمةَ، يأخذانِ الصَّدقةَ وكتبَ لهما أسنانَ الإبلِ والغنمِ كيفَ يأخذانِها على وجوهِها وأمَرهما أن يَمُرَّا على ثعلبةَ بنِ حاطبٍ، ورجلٍ من بني سليمٍ فخرجا فمَرَّا بثعلبةَ فسألاهُ الصَّدقةَ، فقالَ: أرِياني كتابَكما فنظرَ فيهِ فقالَ ما هذا إلَّا جزيةٌ انطلِقا حتَّى تفرُغا ثمَّ مُرَّا بي، قالَ: فانطلقا وسمعَ بهما السُّلميُّ، فاستقبلَهما بخيارِ إبلِهِ، فقالَ: إنَّما عليكَ دونَ هذا، فقالَ: ما كنتُ أتقرَّبُ إلى اللَّهِ إلَّا بخيرِ مالي، فقبِلا فلمَّا فرغا مرَّا بثعلبةَ، فقالَ: أرياني كتابَكما فنظرَ فيهِ، فقالَ: ما هذا إلَّا جِزيةٌ انطلِقا حتَّى أرى رأيي فانطلقا حتَّى قدما المدينةَ.
فلمَّا رآهما رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قالَ: قبلَ أن يكلِّمَهما ويحَ ثعلبةَ بنَ حاطبٍ، ودعا للسُّلميِّ بالبركةِ وأنزلَ اللَّهُ تعالى قوله: "وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ.."، قالَ: فسمِعَ بعضُ أقاربِ ثعلبةَ، فقالَ: ويحَكَ يا ثعلبةُ أنزلَ اللَّهُ فيكَ كذا وكذا، قالَ: فقدمَ ثعلبةُ على رسولِ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ! هذهِ صدقةُ مالي، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم: إنَّ اللَّهَ قد منعني أن أقبلَ منكَ، قالَ: فجعلَ يبكي ويُحثي التُّرابَ على رأسِهِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-: هذا عملُكَ بنفسِكَ أمرتُكَ؛ فلم تُطِعني، فلم يقبل منهُ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلم، حتَّى مضى ثمَّ أتى أبا بكرٍ، فقالَ: يا أبا بكرٍ اقبل منِّي صدقتي فقد عرفتَ منزلتي منَ الأنصارِ، فقالَ أبو بكرٍ: لم يقبلْها رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلَّمَ- وأقبلُها؛ فلم يقبلْها أبو بكرٍ، ثمَّ وليَ عمرُ بنُ الخطَّابِ فأتاهُ، فقالَ: يا أبا حفصٍ يا أميرَ المؤمنينَ اقبل منِّي صدقتي، قال: وتثقل عليه بالمهاجرينَ والأنصارِ وأزواجِ رسولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليهِ وسلَّمَ-، فقالَ عمرُ: لم يقبَلْها رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- ولا أبو بكرٍ أقبلُها أنا؛ فأبى أن يقبلَها ثمَّ وليَ عثمانُ فهلكَ في خلافةِ عثمانَ وفيهِ نزلت الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ قالَ وذلكَ في الصَّدقةِ" [١].</span>
وجدير بالذكر إنَّ قصة ثعلبة مانع الزكاة هذه غير صحيحة ولم ترد فيها أي روايات صحيحة أبدًا، وقد ضعّفها كثير من العلماء والأئمة وهذه بعض أقوال العلماء عن قصة ثعلبة مانع الزكاة التي وردت سابقًا:
- ابن حزم: "وقد روينا أثرًا لا يصحّ، وفيه أنها نزلت في ثعلبة بن حاطب وهذا باطل لأن ثعلبة بدري معروف".
- الألباني: "ضعيف جدًا".
- الحافظ بن حجر: "وهذا إسناد ضعيف جدًا، وضعف القصة أيضًا الذهبي في ميزان الاعتدال" [٢].
حكم منع الزكاة
بعد الحديث عن قصة ثعلبة مانع الزكاة سيتم المرور على حكم منع الزكاة في الإسلام، وحكمها يعتمد على أمرين اثنين هما:
- الأول: إذا كان مانع الزكاة ينكر وجوبها ويمنعها فهو كافر بإجماع العلماء لأنَّ أنكر ركنًا من أركان الإسلام الأساسية.
- الثاني: أما إذا كان مانع الزكاة يقرُّ بوجوبها ويمنعها بخلًا فهو ليس بكافر على حسب رأي جماهير أهل العلم [٣].
المراجع[+]
- ↑ الراوي: ثعلبة بن حاطب الأنصاري، المحدث: البيهقي، المصدر: دلائل النبوة، الجزء أو الصفحة: 5/290، حكم المحدث: مشهور فيما بين أهل التفسير وإنما يروى موصولا بأسانيد ضعاف
- ↑ ثعلبة بن حاطب المفترى عليه, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 31-12-2018، بتصرّف
- ↑ حكم تارك الزكاة, ، "www.islamqa.info"، اطُّلِع عليه بتاريخ 31-12-2018، بتصرّف
- ↑ الراوي: أبو هريرة، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الجزء أو الصفحة: 987، حكم المحدث: صحيح
- ↑ حكم تارك الزكاة, ، "www.binbaz.org.sa"، اطُّلِع عليه بتاريخ 31-12-2018، بتصرّف