سؤال وجواب

موضوع-عن-محو-الأمية


موضوع عن محو الأمية

الأميّة من المشاكل الخطيرة التي لا زالت تعصفُ في العديد من المجتمعات، خصوصًا في المجتمعات الفقيرة في الدول النامية والأقل حظًا، والأميّه بمفهومها الدقيق قد لا تشمل فقط من يعجزون عن القراءة والكتابة، بل أيضًا تشمل من لا يعرفون الحساب واللغات والبرمجيّات، ففي الوقت الحاضر يمكن اعتبار الأشخاص الذين يجهلون التعامل مع اللغات الحديثة أشخاصًا أمّيين، وهذا ينطبق أيضًا على من يجهلون التعامل مع الأجهزة الالكترونية وخصوصًا الكومبيوتر والهاتف المحمول، لأنّ التعامل مع هذه الأجهزة أصبح من بديهيات الحياة، ومتطلبًا أساسيًا في الحياة الاجتماعية والعلمية والعملية، لذلك فإنّ مصطلح الأمية أصبح مصطلحًا فضفاضًا يحتمل الكثير من التعريفات.

دأبت دول العالم على مواجهة مشكلة الأمية بجديّة وحزم، وتبنّت معظمها برامجَ لمحو الأمية وتعليم الفئات التي حُرمت من التعليم بَديهيّات القراءة والكتابة والحساب، مع التركيز على الأساسيات، وتُعدّ الدول العربية من أوائل الدول التي عملت على محو الأمية وتعليم كبار السن، حتى أنّ الكثير من الدول قضت على الأمية فيها بنسبة مئة بالمئة، كما أنّ الكثير من الدول عملت على محو الأمية في مراكز متخصصة، ودرّبت كوادر مؤهلة لتسريع عملية التعليم للقضاء على أيّ أثرٍ للأمية، ووضعت العديد من الخطط لمنع زيادتها، وأهم هذه الطرق هو التعليم الإلزامي الذي يُلزم الطالب بدراسة المرحلة الأساسية من المدرسة حتى لو كان أهله رافضين لهذا، وهذه الخطوة من أروع الخطوات التي منعت زيادة الأمية في المجتمعات.

محو الأميّة مهمّ جدًا بالنسبة للدول وبالنسبة للأشخاص أنفسهم والمجتمعات بشكلٍ عامّ؛ لأن الإنسان القارئ يكون قادرًا على التنقل بسهولة أكبر، كما تكون القراءة والكتابة بالنسبة له صمام الأمان كي يعرف إلى أين يذهب ومن أين يأتي، ومهم أيضًا عند تناول الأدوية، ومهم عند التعامل مع النقود والمعاملات التجارية والحكومية وغير ذلك الكثير، لهذا فإن القراءة والكتابة ليست مجرّد شيءٍ عابر، بل من أهمّ ضرورات الحياة، وهذا ما جعل محو الأمية على رأس أولويات الدول والحكومات؛ لأنّ المجتمعَ الأميّ هو مجتمع جاهل لا يعرف كيف يقرأ أفراده ولا يتثقفون ويمارسون حياتهم بطريقة بدائية، ولا يعرفون التمييز بين الحروف ومعاني الكلمات، وهذه مشكلة كبيرة جدًا، وخير دليلٍ على هذا أنّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- دعا إلى طلب العلم والتخلص من الجهل والأمية، إذ إنّ أول كلمة نزلت من القرآن الكريم هي: "اقرأ"؛ لأنّ القراءةَ حياة، والأمية جهلٌ وتخلّفٌ وموتٌ معنويّ للفكر والثقافة.