أنواع-الحديث-الضعيف
الحديث الضعيف
يعدُّ الحديث الضعيف من أنواع الأحاديث النبوية، حيثُ تمَّ تقسيم الحديث إلى: حديث صحيح، حديث حسن، حديث ضعيف. والحديث الضعيف هو الحديث الذي فقدَ أحد شروط الحديث المقبول أو لم تتحقق فيه كلُّ شروط الحديث الصحيح، أي إذا اختلَّ فيه أيّ شرط من شروط الحديث الصحيح الأربعة وهي: أن يكون السند متَّصلًا، عدالةُ رواة الحديث، ضبط رواة الحديث، سلامة متن وسند الحديث من الشذوذ والعلل. وهذا المقال سيتناول أنواع الحديث الضعيف وشروط الاستدلال بالحديث الضعيف. [١]
أنواع الحديث الضعيف
قبل الحديث عن أنواع الحديث الضعيف لا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ الحديث الضعيف أحد أنواع الأحاديث الثلاثة: الصحيح والحسن والضعيف، وقد اختلف الفقهاء والمحدثون في الاستدلال بالحديث الضعيف، وكذلك فقد ذكر ابن حبان أن للحديث الضعيف الكثير من الأنواع أوصلها إلى 49 نوعًا بتفصيل دقيق مبالغٍ فيه، لكنَّ أنواع الحديث الضعيف عند معظم المحدثين وفي كتب الحديث هي نوعان فقط وهما: الشديد الضعف، اليسير الضعف، وفيما يأتي سيتمُّ ذكر أنواع الحديث الضعيف مع تعريف مختصر بكل نوعٍ ومثال عليه من الأحاديث: [٢][٣][٤]
- الشديد الضعف: وهو الحديث الضعيف ضعفًا شديدًا لا ينجبر، وهو الحديث الذي يختل فيه إمَّا شرطُ العدالة في الرواة أو شرط سلامته من الشذوذ، وهذا النوع لا ينجبر عن طريق آخر، ولا تقوم به حجّة ولا يستدل به، ومن الأمثلة على هذا النوع من الأحاديث، الحديث الذي روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: "كلوا البلحَ بالتَّمرِ فإنَّ الشَّيطانَ إذا نظر إلى ابنِ آدمَ يأكُلُ البَلحَ بالتَّمرِ يقولُ: بقي ابنُ آدمَ حتَّى أكل الحديثَ بالعتيقِ" [٥].
- اليسير الضعف: هو الحديث الضعيف ضعفًا يسيرًا يمكن أن ينجبر ضعفه، وفيه يختل شرط اتصال سنده أو يختل فيه شرط ضبط أحد رواته، وهذا النوع إذا دعمه وآزره حديث من طريق آخر يمكن أن يجبر كسره ويرقى إلى مرتبة الحسن لغيره وذلك عند الإمام الترمذي وغيره. ومن الأمثلة على هذا النوع من الأحاديث، الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ضاف ضيفٌ رجلًا من بني إسرائيلَ وفي دارِهِ كلْبَةٌ مُجِحٌّ، فقالَتْ الْكَلْبَةُ: واللهِ لا أنبَحُ ضيفَ أهلِي، قال: فَعَوَى جِرَاؤُها في بطنِها، قال: قيل ما هذا، قال: فأَوْحَى اللهُ -عزَّ وجلَّ- إلى رجلٍ منهم هذا مَثَلُ أُمَّةٍ تَكُونُ من بعدِكم يَقْهَرُ سفهاؤُها حُلَمَاءَها" [٦].
شروط الاستدلال بالحديث الضعيف
بعد الحديث عن أنواع الحديث الضعيف سيتمُّ التعرف على شروط الاستدلال بالحديث الضعيف، لأنَّ الأحاديث الضعيفة بشكلٍ عامّ لا يجوز الاستدلال بها، ولا يجوزُ أيضًا استخدامها كحجَّة في أي أمر كان، وحتى لو كان ذلك في فضائل الأعمال أو غيرها، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن حَدَّثَ عَنِّي حَدِيثًا يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الكَاذِبَيْن" [٧]، وفي حديثٍ آخر أيضًا رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَليَتَبَوَّأ مَقعَدَهُ مِنَ النَّارِ" [٨]، ومع ذلك فقد أجاز بعض الفقهاء والمحدثين من أهل العلم رواية الحديث الضعيف والاستدلال به لكن بثلاثة شروط، وفيما يأتي شروط الاستدلال بالحديث الضعيف: [٩]
- أن يكون الحديث الضعيف من الحديث الضعيف يسير الضعف والذي يمكن أن يجبر عن طريق غيره.
- أن يكون للحديث أصل ثابت في الدين، أيْ لا يقوم بالترغيب أو بالترهيب من أمر جديد لم يرد في الدين.
- أن يعتقد قائله ضعفه، أي لا يعتقد أنَّ النبيَّ هو قائله، فيقول فيه: يروى عن النبيِّ، أو يُذكر عن النبيِّ ونحو هذا الكلام، والله تعالى أعلم.
المراجع[+]
- ↑ تعريف الحديث الضعيف وأقسامه والفرق بينه وبين الموضوع, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 11-1-2019، بتصرف
- ↑ الحديث الضعيف, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 11-1-2019، بتصرف
- ↑ الحديث الضعيف روايته وحكم العمل به, ، "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 11-1-2019، بتصرف
- ↑ أنواع الحديث الضعيف, ، "www.binbaz.org"، اطُّلع عليه بتاريخ 11-1-2019، بتصرف
- ↑ الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: ابن الجوزي، المصدر: موضوعات ابن الجوزي، الصفحة أو الرقم: 3/175، خلاصة حكم المحدث: فيه نعيم بن حماد، قال يحيى بن معين: ليس في الحديث بشيء
- ↑ الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: الهيثمي، المصدر: مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 7/283، خلاصة حكم المحدث: فيه عطاء بن السائب وقد اختلط
- ↑ الراوي: علي بن أبي طالب، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح ابن ماجه، الصفحة أو الرقم: 36، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- ↑ الراوي: أنس بن مالك، المحدث: شعيب الأرناؤوط، المصدر: تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 12800، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط الشيخين
- ↑ حكم الاستدلال بالأحاديث الضعيفة, ، "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 11-1-2019، بتصرف