سؤال وجواب

تعريف-الحديث-المرسل


أنواع الحديث

تُعدُّ السنة النبوية ثاني مصدر للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم، لكنَّها تختلف عن القرآن الكريم بطريقة النقل التي وصلت بها إلينا؛ لأنَّ القرآن الكريم متَّفقٌ بين المسلمين جميعًا على أنَّه وصل إلينا متواترًا، أمَّا الحديث النبوي فمنه ما هو متواتر ومنه ما هو آحاد، وأيضًا ينقسم الحديث الآحاد إلى عدة أقسام وهي: الحديث المتَّفق على صحَّته وقبوله وحجيَّته، الحديث المتفق على رفضه ورده وعدم الاحتجاج به، الحديث المُختلف في قبوله أو عدم قبوله، وهذا النوع هو الذي يندرج منه الحديث المرسل الذي سيدور عنه الحديث في هذا المقال.

تعريف الحديث المرسل

الحديث المرسل هو أحد أنواع الأحاديث النبوية الشريفة والتي اختلف الفقهاء في قَبولها أو ردِّها، فاجتهد كثير من العلماء في ذلك، ويمكن تعريف الحديث المرسل على أنَّه: الحديث الذي تمَّ إسقاط واحد من سلسلة السند التي روته، وبمعنى آخر: فهو أن يقول أحدُ الرواة الذين لم يلقوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أي أن يروي عن الرسول مباشرةً رغمَ أنَّه لم يره ولم يلتقي به أبدًا دونَ أن يذكرَ الصحابي الذي روى عنه الحديث، حتى لو كان التابعي كبيرًا أو صغيرًا أو لم يكن تابعيًّا، وقد قال الإمام الشوكاني -رحمه الله-: أمَّا جمهور أهلِ الأصول فقالوا: "المُرسَل قولُ مَن لم يلقَ النبي -صلَّى الله عليه وسلم-: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، سواء كان مِن التابعين، أو مِن تابعي التابعين، أو ممَّن بعدهم". وقد ذُكِر للحديث المرسل الكثير من التعاريف منها أيضًا ما ذكره جمهور المحدثين على أنَّه: ما تمَّ رفعه من قبل التابعيِّ إلى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- من أقوال أو أفعال أو تقرير، سواءً كان التابعي صغيرًا أم كبيرًا، ويعدّ الحديث المرسل أحدَ أنواع الأحاديث الضعيفة، التي اختلف الفقهاء في الأخذ بها أو عدم قبولها، والله تعالى أعلم. [١][٢]

حجية الحديث المرسل

كما سبقَ فإنَّ الحديث المرسل هو الحديث الذي يرويه أحد التابعين عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دون ذكر اسم الصحابي الذي روى عنه، لذلك فالحديث المرسل من الأحاديث الضعيفة التي لا يجوز الأخذ بها والاستدلال بها في الأحكام الشرعية، والأحاديث المرسلة لا يحتجُّ بها عند جماهير العلماء، فقد وردَ في مقدمة صحيح مسلم عن الإمام مسلم أنَّه قال: "والمُرسَلُ منْ الرِّواياتِ في أصلِ قولِنَا وقَولِ أهلِ العِلمِ بالأَخبارِ ليسَ بحجَّةٍ"، وكذلكَ فإنَّ الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى- في كتابه سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة يقول: "لقد عرِفَ من علم مصطلح الحديث أنَّ الحديث المرسل من أقسام الحديث الضعيف عند جمهور علماء الحديث".

وسبب عدم الأخذ بالحديث المرسل هو أنَّ الراوي لم يذكرُ عمَّن أخذه، فالمجهول لا يمكن أن يكونَ ثقةً، ومن المعروف أن الاستدلال يسقط مع وجود الاحتمال. ولكن رآى كثير من الفقهاء أن المرسل يمكنُ أن يحتجَّ به لكن ضمن شروط معينة منها: إذا كان المعنى الذي يحمله الحديث صحيحًا، وإذا وردت عدة قرائن تثبِتُ أن للحديث أصلًا عند ذلك يزداد الظن بقبوله مع ما ورد من قرائن، ومن الأحاديث المرسلة التي احتجَّ بها المالكية في وجوب الولي حتى يتمَّ الزواج قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لا نكاحَ إلا بولي"، وأما الحنفية فقد قالوا بعدم اشتراط الولي لأن هذا الحديث مرسل يرويه أبو إسحاق عن أبي بردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبو بردة لم يرَ النبي -صلى الله عليه وسلم-، والله أعلم. [٣]

المراجع[+]

  1. تعريف الحديث المرسل, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 9-1-2019، بتصرف
  2. الحديث المرسل, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 9-1-2019، بتصرف
  3. هل يجوز العمل بالحديث المرسل في أحكام الشريعة, ، "www.islamqa.info"، اطُّلع عليه بتاريخ 9-1-2019، بتصرف