قصة-عزير-والحمار-للأطفال
قصة عزير والحمار للأطفال
وردتْ قصة عزير والحمار في كتاب الله تعالى، حيثُ ذكر الله تعالى قصة عزير والحمار لتكون عبرةً للعالمين من بعدهم، فقد كان عزير -رحمه الله- رجلًا من الرجال الصالحين المتَّقين، ويقال إنّه نبيٌّ من أنبياء بني اسرائيل، وقد أعطاه الله تعالى الحكمة وطريق الرشاد وأكرمه بالهداية.
وتبدأ قصة عزير والحمار عندما دخل عزير إلى قريةٍ بعيدة ومعه حماره يجرُّه خلفه ويحملُ عليه سلةً فيها عنب وسلة فيها تين، وعندما جاء وقت الظهر واشتدَّ الحر في ذلكَ الوقت خرجَ عزير ومعه الحمار إلى مكان مهجور، وهو خربة قديمةٌ مهدمةٌ، وعندما دخلَ إليها قرَّر أن يأخذ في تلك الخربة القديمة قسطًا من الراحة وخاصةً عند اشتداد الحر وقت الظهيرة.
جلس عزير في تلك الخربة وأخرج عنبًا من السلة التي يحملها الحمار وعصر بعضًا من العنب في قصعةٍ كانت معه، ثمَّ صار يضعُ فيها الخبر اليابس حتى يبتلَّ ويأكله ويسدَّ به جوعه ويخفف به من عطشه، وبعد أن أنهى غداءه تمدَّد واستلقى على ظهره، ورفع رجليه وأسندها على حائطٍ عتيقٍ أمامه، وبدأ يتأمل تلك البيوت المتهالكة، فرآى السقف العتيق الذي يكاد يسقطُ من تلقاء نفسه على الأرض، ورآى عظامًا مفتتةً قد بليت وأصبحت رميمًا مع مرور الزمن، ورآى ما رآى من خراب فتعجَّب كثيرًا من ذلك المنظر وتساءل قائلًا كما ورد في كتاب الله تعالى على لسان العزير: {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا} [١]، ورغمَ أنَّه لم يشك في قدرة الله تعالى أبدًا لكنَّه أبدى ذلك متعجِّبًا من قدرة الله -جلَّ وعلا-.
عند ذلك بعث الله -سبحانه وتعالى- ملكًا من عنده فقبضَ روح عزير وأمات حماره الذي كان معه، وقد أماته الله تعالى مئة عام، وبعد مرور مئة عام على موته أحياه الله تعالى مرة أخرى، وأرسل إليه ملكًا ليبعثَ الحياة في عقله وقلبه وعينيه وليرى كيف يحيي الله الموتى، فسأله الملك: كم لبثتَ يا عزير؟، قال: لبثتُ يومًا أو بعضَ يومٍ، فقال له الملك: بل لبثتَ مئةَ عام وانظر إلى طعامك وشرابك لم يتغيَّر بقدرة الله تعالى، وانظر إلى حمارك كيف بليت عظامه. ثمَّ نادى الملك على عظام الحمار فصارت تتجمَّع وأعاد الله تعالى الحياة للحمار وبدأ يكسو العظام لحمًا ثمَّ أنبتَ عليه الجلد والشعر. ثمَّ نفخ فيه الملك فقام الحمار وذلك كله بإذن الله تعالى، وقد ذكر الله تعالى قصة عزير والحمار في كتابه الكريم في سورة البقرة في قوله: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ۖ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [١].
فركب عزير حماره وعاد إلى قريته حتى وصل بيته، فرآى عجوزًا عمياء مقعدة، فقال لها: هل هذا منزل عزير؟، قالت: نعم. وبكت ثمَّ قالت: من كذا وكذا سنة لم يذكر أحد عزيرًا وقد نسيه الناس. فقال لها: أنا عزير أماتني الله مئة عام ثم بعثني. قال: سبحان الله! لقد فقدنا عزيرًا منذ مئة عام ولم نسمع له ذكرًا. قال: أنا عزير. فقالت: إن عزيرًا مجاب الدعوة يدعو للمريض فيشفى، فادعو الله أن يردَّ عليَّ بصري فأراك وأتأكد من أنك عزير. فدعا ربَّه ومسح على عينيها فعاد إليها بصرها بإذن الله وأخذ بيدها وقال: قومي بإذن الله، فأطلق الله رجليها. فنظرت إليه وقالت: أشهدُ أنَّك عزير.
كان في قصة عزير والحمار حكم وعبر كثيرة، منها قدرة الله تعالى المطلقة، فالله تعالى قادر على كلِّ شيء ولا يعجزه شيء، والذي خلق الخلق أول مرةٍ من عدمٍ قادرٌ على إعادة الخلق مرةً أخرى -جل وعلا-، ويمكن أن يستخلص من قصة عزير والحمار أن على الإنسان أن يطرحَ أسئلةً ويحاول التثبُّت مما يجول في خاطره من تساؤلات فإذا ما ثبتت الحجة يجبُ عليه الأخذ بها والتسليم لما جاء به الله تعالى، والله أعلم. [٢]المراجع[+]
- ^ أ ب {البقرة: الآية 259}
- ↑ قصة حمار العزير, ، "www.kalemtayeb.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 23-1-2019، بتصرف