سؤال وجواب

ماذا-يقال-لأهل-الميت


الموت في الإسلام

يمكن تعريف الموت في الإسلام على أنَّه خروج روح الإنسان من جسده، خروج لا رجعة فيه أبدًا، مما يؤدِّي إلى توقف كلِّ الأجهزة الحيوية عند الإنسان عن العمل، فتتوقف كلُّ الحواس عن العمل، وينتقل الإنسان عندما يموت من الحياة الدنيا إلى الآخرة، من العمل إلى الجزاء ومن الفناء إلى البقاء، فيكون في عالم الغيب في برزحه ينتظر يوم القيانة، حيث يحدد مصيره إمَّا في الجنة أو في النار، وهذا المقال سيتناول الإجابة عن السؤال القائل: ماذا يقال لأهل الميت من كلام تعزية ومواساة لهم في مصيبتهم، إضافة إلى الحديث عن حكم قراءة القرآن للميت.

ماذا يقال لأهل الميت

إنَّ الإجابة عن سؤال: ماذا يقال لأهل الميت هي التفصيل في صيغ التعزية المناسبة المستحبة في الإسلام، والتي جاءت عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في السنة النبوية الشريفة، وهي عبارات وكلمات تُقال في العزاء لأهل الميت مواساةً لهم على ما أصابهم من مصيبة الموت، وقد جاء عن رسول الله فيما رواه أسامة بن زيد -رضي الله عنه- أنَّه قال: "كنَّا عندَ النَّبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فجاء رسولُ امرأةٍ مِن بناتِه، فقال: يا رسولَ اللهِ أرسَلَت إليكَ ابنتُك أنْ تأتيَها فإنَّ صبيًّا لها في الموتِ، فقال: ائتِها فقُلْ لها: إنَّ للهِ ما أخَذ وله ما أعطى وكلُّ شيءٍ عندَه بأجلٍ مسمًّى فلْتصبِرْ ولْتحتسِبْ، قال: فلم يلبَثْ أنْ رجَع، فقال: يا رسولَ اللهِ إنَّها تُقسِمُ عليكَ إلَّا جِئْتَها، فقام رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- وقُمْنا -معه رهطٌ مِن الأنصارِ- فدخَلْنا فرُفِع إليه الصَّبيُّ ونفسُه تقعقَعُ في صدرِه ففاضت عيناه، فقال له سعدُ بنُ عُبادةَ: ما هذا يا رسولَ اللهِ؟ قال: رحمةٌ جعَلها اللهُ في قلوبِ عبادِه، وإنَّما يرحَمُ اللهُ مِن عبادِه الرُّحماءَ" [١] [٢].

وجاء عن رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- أنَّه عزَّى عبد الله بن جعفر في أبيه فقال: "اللَّهُمَّ اخلُف جعفرًا في أَهلِهِ، وبارِك لعبدِ اللَّهِ في صفقتِهِ" [٣]، والله تعالى أعلم [٤].

حكم قراءة القرآن للميت

بعد الإجابة عن السؤال القائل: ماذا يقال لأهل الميت وذكر أفضل صيغ التعزية التي جاء في سنة رسول الله، سيتم توضيح حكم قراءة القرآن للميت، وجدير بالذكر أنَّ قراءة القرآن للميت لا أصل لها في الكتاب والسنة، وإنَّما القراءة المشهورة في العزاءات هي لانتفاع الأحياء ممن يعزون يقرؤون، وأمَّا للميت فلا فائدة بقراة القرآن له أبدًا، وإنَّما الذي ينفع الميت بعد موته هو قضاء الدين أو الصدقة أو الحج عنه أو العمرة؛ لأنّ هذه الأمور المذكورة ردت في النصوص الكثيرة، فقد قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث: "إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ : صدقةٍ جاريةٍ , أو علمٍ يُنتفَعُ به , أو ولدٌ صالحٌ يدعو له" [٥].

وجاء في القرآن الكريم في سورة الحشر قوله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [٦]، والله أعلم. [٧].

المراجع[+]

  1. الراوي: أسامة بن زيد، المحدث: ابن حبان، المصدر: صحيح ابن حبان، الجزء أو الصفحة: 461، حكم المحدث: أخرجه في صحيحه
  2. أفضل صيغ التعزية, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 26-01-2019، بتصرّف
  3. الراوي: عبد الله بن جعفر، المحدث: الذهبي، المصدر: تاريخ الإسلام، الجزء أو الصفحة: 5/430، حكم المحدث: صحيح
  4. التعزية, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 26-01-2019، بتصرّف
  5. الراوي: أبو هريرة، المحدث: ابن باز، المصدر: مجموع فتاوى ابن باز، الجزء أو الصفحة: 340/4، حكم المحدث: ثابت
  6. {الحشر: الآية 10}
  7. حكم قراءة القرآن بنية الإهداء إلى الأموات, ، "www.binbaz.org.sa"، اطُّلِع عليه بتاريخ 26-01-2019، بتصرّف