بحث-حول-تلوث-الهواء
بحث حول تلوث الهواء
تلوث الهواء أحد المشاكل البيئيّة المعاصرة الناجمة عن زيادة تركيز الغازات وبقايا السوائل والمواد الصلبة في الهواء -الغلاف الجوي للأرض- عن الحدّ المسموح به من قبل منظمة الصحة العالمية مما ينتج عنه تأثيراتٍ سلبيةٍ على صحة الإنسان والحيوان والغلاف النباتي قد يصعُب إيجاد حلول لها على المدى القصير، وينسحب هذا الأثر السلبي للأجيال القادمة ويُفاقم من المشكلة، وفي بحث حول تلوث الهواء لا بد من الإشارة إلى أسبابه وأضراره وطرق الحدّ من مشكلة التلوث هذه.
يشير أي بحث حول تلوث الهواء كمشكلةٍ بيئيّةٍ جسيمةٍ إلى الأسباب الكامنة وراء هذا التلوث والتي يٌسِّمها علماء البيئة إلى قسميْن: أولهما الملوثات الأساسية للهواء وتتمثّل في الأكاسيد الناتجة عن عمليات الاحتراق الكاملة ونصف الكاملة للبترول والفحم الحجري والغاز الطبيعي كأكاسيد الكربون والنيتروجين والكبريت، وتصاعد المركبات العضوية المتطايرة إلى الهواء كالميثان والكلوروفورم والمعادن الثقيلة كالرصاص والزئبق، والانفجارات البركانية وما يتصاعد عنها من أبخرةٍ، إلى جانب العوالق الصلبة في الهواء كالجراثيم والغبار ونواتج تعفُّن الكائنات الحية وتحللها، أما الملوثات الثانوية فهي الناجمة عن سوء استعمال الإنسان للتكنولوجيا كتزايد الأبحاث والنشاطات الذرية والنووية وزيادة استعمال الأسمدة الكيمياوية في الزراعة ووعوادم المحروقات في وسائل النقل المختلفة.
لا يخلو أيّ بحث حول تلوث الهواء عن الأضرار الجسيمة الناجمة عن الهواء الذي يستنشقه الإنسان يوميًّا لذلك تعدّ أمراض الجهاز التنفسي كالربو وضيق التنفس وسرطان الرئة من أبرز الأضرار الناجمة عن هذا التلوث، كما يتسبب في أمراض الجهاز الهضمي والأمراض الجلدية وأمراض العيون، ومن تلك الأضرار زيادة نسبة المطر الحامضي ورطوبة التربة، وتقليل نسبة الأكسجين في الجو والذي يؤثِّر على سلامة عملية تنفُّس الإنسان وأيضًا على تنفُّس الحيوان وكتلته اللحمية ومقدرته على إدرار الحليب وأحيانًا نفوق هذه الحيوانات وعملية التمثيل الضوئي للنباتات، وحدوث الاضطرابات المناخية كاحتباس الأمطار في فصل الشتاء وتساقطها في فصل الصيف، والتسبب في حدوث واتساع ثقب الأوزون، وتقليل مناعة جسم الإنسان من خلال الأمراض التي تلحق بالجهازيْن العصبي والمناعي.
التطرق في أي بحث حول تلوث الهواء للطرق والأساليب الواجب اتباعها للحد من هذا التلوث أمرٌ في غاية الأهمية ومن تلك الطرق: التقليل من استخدام السيارات الخاصة واعتماد وسائل النقل العامة أو استخدام السيارات الكهربائية بدلًا من سيارات الوقود وفي حالة استخدام الوقود أن يكون البنزين خاليًّا من الرصاص، والتقليل من إلقاء النفايات في مكباتها وإعادة تدويرها واستخدامها، وزيادة مساحة الغطاء النباتي في المدن الصناعية خاصةً لزيادة تنقية الهواء من ملوثاته، وفرض القوانين الصارمة على المصانع والمعامل والمحاجر لتطبيق الأساليب المعتمدة في التخلص من نواتج التفاعلات والانبعاثات الغازية إلى الغلاف الجوي عن طريق استخدام الفلاتر وإعادة استخدام تلك العوادم في تفاعلاتٍ أخرى، والتحول إلى استخدام الطاقة النظيفة والمتجددة كالشمس والرياح والماء في الاستعمالات المنزلية كالطبخ والتدفئة ووسائل النقل واعتمادها كبديلٍ للطاقة الكهربائية الناتجة عن الوقود الأحفوري.