سؤال وجواب

قصة-الحمامة-والثعلب-ومالك-الحزين


الحمامة والثعلب ومالك الحزين

تتحدّث قصة الحمامة والثعلب ومالك الحزين عن حمامة ٍمسكينةٍ، كانت تضعُ بيضها في أعلى نخلةٍ طويلةٍ، وكانت تضع فراخها بعد تعب ٍوجهدٍ كبيرين في بناء عشها، بسبب الطويل الكبير لتلك النخلة، وبعد أنْ تنتهيَ من بناءِ العشِِّ ووضع بيضها واحتضانه وفقس البيض وخرجت منه الفراخ، أتاها ثعلبٌ سيءٌ وماكر، ووقف لها في أسفل النخلة و هددها بأنَّه سيصعد إليها ويأكلها مع فراخها إنْ لم تُلقي بهم إليه.

في يوم من الأيام  وقد فقس البيض وكان لها فرخان، جاءها مالك الحزين ووقف على النخلة، ولفت نظره حزنها الظاهر على وجهها، فسألها: ما بالك يا حمامة؟ أراكِ حزينةَ الوجهِ، فقالتْ يا مالك الحزين، قد ابتليتُ بثعلب ٍِماكرٍ كلما رُزقتُ بفرخين جاء إليَّ وصاح من أسفل النخلة، فأخاف ُمنه وألقي له بفراخي، فقال لها مالك الحزين: إذا جاء إليكِ ليطلب ما تقولين، فقولي له: لن أرمي إليكَ فراخي، فاصعد إلينا،  وإذا فعلتَ ذلك وأكلتَ فرخي سأطيرُ هاربةً وأنجو بنفسي، علمها مالك الحزين الحيلةَ وطارَ إلى شاطئِ النهرِ.

جاء الثعلب في موعده، ونادى الحمامة من أسفلِ النخلة كما يفعل دائمًا، فأجابته الحمامة بالحيلة التي علمها إياها مالك الحزين، فسألها الثعلب: من علمكِ هذه الحيلة ؟ فقالت: علمني مالك الحزين، ذهب الثعلب إلى شاطئ النهر فوجد مالك الحزين هناك، فقال له الثعلب يا مالك الحزين: إذا جاءتك ريح عن شمالك فأين تضعُ رأسك؟ فأجاب مالك الحزين: أضعه إلى يميني، فقال الثعلب: وإذا جاءتك الريح من يمينك فأين تضع رأسك؟ فقال مالك الحزين: أضعه إلى شمالي، فقال الثعلب: وإذا جاءتك الريح من شمالك ومن يمينك ومن خلفك فأين تضع رأسك؟ فقال مالك الحزين أضعه تحت جناحي، فقال الثعلب: أرني كيف تقوم بذلك، لا أظنُّ أنَّك تستطيع فعلها، فأجاب مالك الحزين: بلا، أستطيع ذلك، فقال الثعلب: أنتم محظوظون يا معشر الطيور، فأنتم تعلمون أكثر مما نعلم، وتضعون رؤوسكم تحت أجنحتكم لتحتموا من البرد والريح هنيئًا لكم، لكن أرني كيف يكون ذلك، فوضع الطائر رأسه تحت جناحه فقفز الثعلب نحوه وقتله، فقال الثعلب أيُّها الطائر الأحمق تنجد غيركَ بالحيل ولا تحمي نفسك، حتى يخدعك عدوك ويتمكن منك ويقتلك.

والعبرة من قصة الحمامة والثعلب ومالك الحزين أنَّه من الواجب على الإنسان أن ينصح نفسه قبل أن ينصح الآخرين؛ لأنَّه قد يهلك إن نصح غيره، وترك نفسه أضحوكة بين أيدي الغادرين والسيئين من البشر، وتعود قصة الحمامة والغراب ومالك الحزين إلى حكايات كليلة ودمنة.