سؤال وجواب

هل-يغفر-الله-الزنا


ما هو الزنا

الزنا في الاصطلاح العامّ هو الفاحشة، والزنا هو وَطْءُ المرأة من قُبُل دون زواج، ويعدّ الزنا في الإسلام من الموبقات السبع التي حذَّر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- المسلمين من إتيانها، ولا يدخل حكم إتيان المرأة من الدُبُر تحت حكم الزنا لأنَّ هذا يختلف وهو محرَّم حتَّى في الحالة التي يستحل فيها الرجل المرأة بزواج أو ملك يمين، وقد قال تعالى في سورة الإسراء: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} [١]، وهذا المقال سيتناول الإجابة عن سؤال: هل يغفر الله الزنا إضافة إلى الحديث عن عقوبة الزنا في الإسلام.

هل يغفر الله الزنا

إنّ الإجابة عن: هل يغفر الله الزنا تتلخص في أنَّ باب التوبة لله -سبحانه وتعالى- مفتوح، والله يقبل توبة عباده، وقد وردت آيات كثيرة في الكتاب تحثُّ على التوبة والعودة إلى الله تعالى، قال تعالى في محكم التنزيل: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [٢]، وفي هذه الآية دليل واضح على أنَّ الله تعالى غافر الذنب يقبل توبة عباده الذين أسرفوا على أنفسهم ويدعوهم دعوة صريحة إلى عدم القنوط من رحمته -سبحانه وتعالى-، ويقول -سبحانه وتعالى-: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [٣] [٤]

وعلى الرّغم من أنَّ الزنا كبيرة من الكبائر، وموبقة من الموبقات، فقد قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث: "اجتنبوا السبعَ الموبقاتِ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وما هنَّ؟ قال: الشركُ باللهِ، والسحرُ، وقتلُ النفسِ التي حرّم اللهُ إلا بالحقِّ، وأكلُ الربا، وأكلُ مالِ اليتيمِ، والتولي يومَ الزحفِ، وقذفُ المحصناتِ المؤمناتِ الغافلاتِ" [٥]، إلَّا أنَّ الله تعالى فتح باب التوبة لعباده جميعًا، وجدير بالذكر إنَّ إقامة حد الزنا على الزاني يكفِّر عنه ذنب الزنا، والتوبة أيضًا تعدُّ من الكفارات، وقد قال رسول الله في الحديث: "التائِبُ من الذنْبِ كمَنْ لا ذنْبَ لهُ.." [٦]، والله تعالى أعلى وأعلم. [٧]

عقوبة الزنا في الإسلام

تختلف عقوبة الزنا في الإسلام باختلاف الزاني أو الزانية، وهذا يرجع إلى كون الزاني محصنًا أو الزانية محصنة أي متزوج أو متزوجة، وقد فرَّق الإسلام في حدِّ كلٍّ منهما، وكانت عقوبة كلِّ قسم على الشكل الآتي: [٨]

  • عقوبة الزاني المتزوج: لقد جعل الإنسان عقوبة الزاني المحصن هي القتل رجمًا بالحجارة حتَّى الموت، وهذا الحكم للمرأة والرجل والمسلم والكافر، والدليل قول رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث الشريف: "لا يحِلُّ دمُ امرئٍ مسلمٍ يشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنِّي رسولُ اللهِ إلَّا بإحدى ثلاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّاني، والنَّفسُ بالنَّفسِ، والتَّاركُ لدِينِه المفارقُ الجماعةَ" [٩]، والثيب الزاني تعني المتزوج الذي يزني.
  • عقوبي الزاني غير المتزوج: وهذا عقوبته الجلد مئة جلدة سواء كان رجلًا أو امرأة، والدليل على هذا الحكم في القرآن الكريم، في قوله تعالى: {والزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} [١٠]، والله أعلم. [٨]

المراجع[+]

  1. {الإسراء: الآية 32}
  2. {الزمر: الآية 53}
  3. {التوبة: الآية 104}
  4. التوبة من الزنا وشروطها, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 31-01-2019، بتصرّف
  5. الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الجزء أو الصفحة: 6857، حكم المحدث: صحيح
  6. الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: الألباني، المصدر: ضعيف الجامع، الجزء أو الصفحة: 2498، حكم المحدث: ضعيف
  7. هل يُغفر للزاني التائب ولو لم يُقم عليه الحد, ؟، "www.islamqa.info"، اطُّلِع عليه بتاريخ 31-01-2019، بتصرّف
  8. ^ أ ب حد الزنا في الفقه الإسلامي, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 31-01-2019، بتصرّف
  9. الراوي: عبدالله بن مسعود، المحدث: ابن حبان، المصدر: صحيح ابن حبان، الجزء أو الصفحة: 4408، حكم المحدث: أخرجه في صحيحه
  10. {النور: الآية 2}