هل-يجوز-الصيام-على-جنابة
الجنابة
إنَّ لفظ الجُنُب أو الجنابة لفظٌ إسلاميٌّ لم يكن موجودًا قبل الإسلام، وهو مصدر للفعل جنب، وهي لفظ يطلق على من نزل منه المنيُّ بجماع أو احتلام أو بممارسة العادة السرية، وتعدّ الجنابة في الإسلام من الأمور التي تُوجب الغسل، فعلى من كان جُنُبًا أن يغتسل حتَّى يتطهَّر، فلا تصحّ صلاة الإنسان إذا كان جُنُبًا، ويجب الغسل حتَّى تتم الطهارة كما أوضح الشرع، وفي هذا المقال ستتم الإجابة عن السؤال القائل: هل يجوز الصيام على جنابة إضافة إلى الحديث عن حكم الجنابة في نهار الصيام.
هل يجوز الصيام على جنابة
إنَّ الإجابة عن سؤال: هل يجوز الصيام على جنابة في الإسلام؟ هو سؤال على من أجنب في ليل رمضان أو ليل الصيام، ثم نام واستيقظ بعد دخول وقت الصيام وهو جنب ولم يغتسل، فهذا لا ضيرَ في صيامِه، وصيامُه صحيح شرعًا ولكنْ عليه أن يغتسل قبل طلوع الشمس حتَّى لا تفوته صلاة الفجر، والدليل على صحة الصيام مع الجنابة هو حديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الذي روته السيدة عائشة -رضي الله عنها- قالت: "إنَّ رجلًا جاء إلى النبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- يستفتيهِ، وهي تسمعُ من وراءِ البابِ، فقال: يا رسولَ اللهِ! تُدركني الصلاةُ وأنا جنبٌ، أفأصومُ؟ فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: وأنا تُدركني الصلاةُ وأنا جنبٌ، فأصومُ، فقال: لست مثلنا يا رسولَ اللهِ! قد غفر اللهُ لك ما تقدم من ذنبكَ وما تأخرَ، فقال: واللهِ! إنِّي لأرجو أن أكون أخشاكم للهِ، وأعلمُكم بما أتقي" [١].
وجاء أيضًا في حديث عائشة -رضي الله عنها- أنَّها قالت: "كانَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- يُصبِحُ جُنُبًا، فيصومُ، ولا يُفطِرُ" [٢]. وقد قال الشوكاني في تعليقِه على هذه الأحاديث: "هذه الأحاديث استدلَّ بها من قالَ: إن من أصبح جنبًا فصومُهُ صحيحٌ ولا قضاءَ عليه من غير فرق بين أن تكون الجنابة عن جماع أو غيره، وإليه ذهب الجمهور"، وهذا أبرز من جاء من إجابة عن سؤال: هل يجوز الصيام على جنابة في الإسلام، والله أعلم. [٣]
حكم الجنابة في نهار الصيام
بعد الإجابة عن سؤال: هل يجوز الصيام على جنابة في الإسلام؟، فإنَّه سيتم الحديث على حكم الجنابة في نهار الصيام، وها الحديث يتفرَّع وينقسم إلى أقسام عدة؛ لأنَّ الجنابة قد تكون بالاحتلام وقد تكون بالجماع وقد تكون بالعادة السرية أو الاستمناء، وفيما يلي تفصيل وحكم كلِّ واحدة على حدة: [٤] [٥] [٦]
- الجماع في نهار الصيام: يعدّ الجماع في رمضان إثمًا كبيرًا وذنبًا عظيمًا يُبطل الصيام، وهو من أعظم مُفسدات الصيام على الإطلاق، وقد اتّفق العلماء في المذاهب الأربعة على أنَّه من جامع زوجته في نهار الصيام فقد أفطر وعليه قضاء هذا اليوم وعليه أن يدفع كفارة هذا اليوم، وقد وردَ عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّه قال: "بينما نحن جُلوسٌ عِندَ النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- إذ جاءَه رجلٌ فقال: يا رسولَ اللهِ، هلَكتُ، قال: ما لَكَ، قال: وقَعتُ على امرأتي وأنا صائمٌ، فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: هل تجِدُ رقبةً تُعتِقُها، قال: لا، قال: فهل تستطيعُ أن تصومَ شهرينِ متتابعينِ، قال: لا، فقال: فهل تجِدُ إطعامَ ستينَ مسكينًا، قال: لا، قال: فمكَث النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فبينا نحن على ذلك أُتِيَ النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- بعَرَقٍ فيه تمرٌ، والعَرَقُ المِكتَلُ، قال: أين السائلُ، فقال: أنا، قال: خُذْ هذا فتصدَّقْ به، فقال الرجلُ: أعلى أفقرَ مني يا رسولَ اللهِ؟ فواللهِ ما بين لابَتَيها، يُريدُ الحَرَّتينِ، أهلُ بيتٍ أفقرُ من أهلِ بيتي، فضَحِك النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- حتَّى بدَتْ أنيابُه، ثمَّ قال: أطعِمْه أهلَك". [٧]
- العادة السرية أو الاستمناء في نهار رمضان: تعدُّ العادة السرية أو الاستمناء من مفطرات الصائم ومبطلات الصيام، إذا قام به الإنسان في نهار الصيام، وعليه أن يقضي يومه وأن يتوب إلى الله توبة صادقة وأ، يعزم على عدم العودة إلى مثل هذه العادة من جديد.
- الاحتلام في نهار الصيام: لا يعدُّ الاحتلام في نهار رمضان من مفسدات الصيام لأنَّه خارج عن إرادة الإنسان وقدرته، وهذا ما أجمع عليه أهل العلم، قال تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [٨]، والله أعلم.
المراجع[+]
- ↑ الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الجزء أو الصفحة: 1110، حكم المحدث: صحيح
- ↑ الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية، المحدث: شعيب الأرناؤوط، المصدر: تخريج المسند، الجزء أو الصفحة: 26661، حكم المحدث: مرفوعه صحيح
- ↑ حكم صيام من لم يغتسل من الجنابة إلا بعد طلوع الفجر, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 05-02-2019، بتصرّف
- ↑ كفارة الجماع في نهار رمضان, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 05-02-2019، بتصرّف
- ↑ حكم الاستمناء في نهار رمضان, ، "www.binbaz.org.sa"، اطُّلِع عليه بتاريخ 05-02-2019، بتصرّف
- ↑ أشياء لا تفسد الصوم, ، "www.saaid.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 05-02-2019، بتصرّف
- ↑ الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الجزء أو الصفحة: 1936، حكم المحدث: صحيح
- ↑ {البقرة: الآية 286}