بحث-عن-الصداقة
بحث عن الصداقة
عند كتابة بحث عن الصداقة فإنّه سيتم تناول إحدى أنبل الروابط الإنسانيّة التي تخلقُ التماسك في المجتمعات، ولربّما تسبّب تفككه تبعًا لقوتها وتأثيراتها الإيجابية أو السلبيّة، وكما يقال فإنّ الصّاحب ساحب، فالصديق الخَيِّر يقود صاحبه إلى الرفعة في الدنيا والخير العظيم في الآخرة، بعكس صديق السوء الذي يجلب لصاحبه الشر في الدنيا والآخرة، فهو يلهيه عن ذكر الله والمداومة على الطاعات، ويُبعده عن النجاح في الحياة الدنيا بإضاعة وقته وصرفه عن العلم والتعلّم، ما يجعله غير قادر على الإنجاز، فضلًا عن بعض صداقات السوء التي تهلك الفرد والمجتمع من خلال السقوط في وَحل الانحراف الفكري أو الأخلاقي والدمار النفسي والجسدي، ومن ذلك تعاطي المواد المُسكِرة أو المُخدِّرة.
ولا بدّ عند كتابة بحث عن الصداقة أن يتم ذكر مصادر تشكل رابطة الصداقة بين الأفراد في المجتمعات الإنسانية، حيث إن هناك بعض البيئات التي تعدّ مهدًا لتشكل رابطة الصداقة، ومن أبرزها بيئة المدرسة التي تتشكل فيها صداقات الطفولة لدى معظم الناس، فيقضي الطفل عددًا كبيرًا من الساعات في الدوام المدرسي، فتتوثق صلاته ببعض زملائه في المدرسة، كما تعدّ بيئة الجامعة من البيئات التي تتكون فيها رابطة الصداقة التي تتصف بالنضوج الفكري تبعًا لاختلاف الفئة العمرية ووجود حالة من الرقي الفكري والسلوكي في هذه المرحلة، وهناك بعض البيئات الأخرى التي تنبثق منها رابطة الصداقة مثل البيئة المهنية التي تمتد العلاقات الإنسانية فيها إلى ما بعد الزمالة الرسمية في موقع العمل، كما شكلت وسائل التواصل الاجتماعي فرصة لتكوين العديد من الصداقات المحلية أو الصداقات العابرة للقارات لوجود اهتمامات مشتركة بين من تتشكل بينهم رابطة الصداقة.
ولا يمكن للإنسان أن تُفرض عليه صداقة محددة، فهو قادر على تحجيم العديد من العلاقات التي يُجبر على تكوينها بصفة رسمية بحكم صلات القرابة أو بحكم تسلسل وظيفي محدد في بيئة العمل، كما يجب ألاّ تَفرض هذه الصداقات على الإنسان تحديد الموقف أو أخذ القرارات المصيرية في الحياة، فوجود الاستقلالية في حياة الإنسان أمر هام لا يمكن التخلي عن وجوده بحجة وجود صداقات تتخذ عن الإنسان قراراته وتشكّل قناعاته الخاصة، فالإنسان أدرى بنفسه مهما تعددت صداقاته ومهما كانت هذه الصداقات خَيِّرة ووثيقة.
وفي ختام كتابة بحث عن الصداقة لا بدّ من التفريق بين الصداقات الحقيقية والصداقات المزيفة، فالصداقة إن لم تكن موقفًا ليست بصداقة، فالصديق الحقيقي هو الذي يشارك صديقه أوقات الفرح فيكون أسعد الناس به، كمان يقاسمه لحظات الحزن التي قد تلم به فيخفّف عنه وطأتها، أما صداقات السواد الأعظم التي يعيشها الناس في هذه الأيام فهي صداقات باردة تُبنى على كل ما هو هشِّ من وجود المصالح الشخصية، حيث تنتهي رابطة الصداقة بانتهاءِ هذه المصلحة.