موضوع-تعبير-عن-وصف-الطبيعة
موضوع تعبير عن وصف الطبيعة
الطبيعة هي هِبة الله تعالى لجميع مخلوقاته كي تعيشَ فيها وتكونَ جزءًا منها، كما أنّ الله تعالى سخّر الطبيعة وكلّ ما فيها للإنسان كي يستمتعَ فيها ويستفيد منها، ومن حكمة رب العالمين أن جعل الطبيعة متغيرة وغير ثابتة على حال،وذلك لإحياء سنة الله في خلقه وهي سنة التغيير، ومن المعروف أن الطبيعة تزخر بالكنوز التي لا تقدر بثمن، فهي موطن الإنسان والحيوانات والنباتات، وهي مصدر الطاقة الإيجابيّة الذي يجعل الحياة أجمل وأكثر سحرًا، فالطبيعة تبعث في النفس الأمل، وتمنح الإنسان كمية لا حدودَ لها من الجمال والسحر.
الطبيعة أمّ حنونة، تقسو أحيانًا لكن قسوتها دومًا لهدف، ففي الشتاء تتمرد الطبيعة على كلّ شيء، وتهب فيها العواصف والإعصارات، وتثور فيها الرياح العنيفة، لكنها تجود بالمطر الكثير الذي يحيي الأرض والزرع ويسقي الحيوان والنبات والإنسان، أما في الربيع فإن الطبيعة تمارس سطوتها مثل عروسٍ فاتنة الجمال، فتتزيّن بالزهور والخُضرة، وتتعطر بروائح الورد والياسمين، وتشرق عليها الشمس خجولةً تداعبُ بتلاتِ الورد وأغصان الأشجار، فالربيع هو السرّ الأجمل للطبيعة؛ لأنها ترتدي حلّتها الجميلة فيه، لذلك فإن حنان الطبيعة يظهر كثيرًا في الربيع الذي يُعدّ فصل الطبيعة الأكثر إشراقًا.
في الصيف تقسو الطبيعة أحيانًا من جانبٍ معاكسٍ لقسوتها في الشتاء، إذ إنّها تتصالح مع الشمس أكثر، وتشرق فيها على كلّ ما في الطبيعة، فالطبيعة تنضج في فصل الصيف مثلما تنضج الثمار على الأشجار، فيأتي موسم الحصاد سريعًا، أما في الخريف تُصاب الطبيعة بمرحلةٍ من السكون والهدوء، فتلملم أوراق الأشجار المتساقطة، وتبدأ حرارة الشمس بالانحسار لتعلن فصلًا جديدًا من فصول الطبيعة الجميلة، لكنه فصلٌ يُشبه الوداع.
على الرّغم من تقلّبات الطبيعة في الفصول الأربعة، إلّا أنّ سرّ جمالها يكمن في هذا التقلّب، فالطبيعة مزاجية جدًا، أحيانًا تبدو وادعة وأحيانًا تغضب وتثور، فالزلازل والبراكين والأعاصير ما هي إلا لمحة بسيطة عن غضب الطبيعة، فالله تعالى الذي خلق الكون جعل سرًا إلهيًّا في الطبيعة، وفي الوقت ذاته جعلها قادرة على معالجة نفسها بنفسها، فالأشجار التي تكسرها العواصف تعود للنمو من جديد، والبحار التي تموج وتثور تعود أمواجها للسكون والانتظام، لذلك فإن الطبيعة ستظلّ دومًا بخير إلا إذا تدخل فيها الإنسان بشكلٍ سلبيّ ولوّث موجوداتها بالملوثات الخطرة، فالطبيعة أمانة في أعناق الجميع، والحفاظ عليها يعني الحفاظ على المستقبل، وضمان حق الأجيال القادمة بالاستمتاع بها والاستفادة من كلّ شيءٍ فيها.