أجمل-ما-قال-محمود-درويش
محمود درويش
يُعدُّ الشاعر الفلسطيني محمود درويش من أعظم الشعراء في العصر الحديث، ويعدُّه بعض النقاد من الشعراء الذين أحدثوا ثورة حقيقة في القصيدة العربية، وقد تأثر الكثير من الشعراء الذين تلوه زمنيًا بأشعاره إلى درجة أن بقي بعضهم في عباءة محمود درويش ولم يخرجوا منها، ويتميز شعر محمود درويش بقوة الفكرة وسهولة الطرح وبساطة التركيب وقوة التأثير والبعد الدلالي الهائل ما جعله متداولًا بين الناس بشكلٍ كبير خاصّة أن محمود درويش كان يمثل رمزًا للقضية الفلسطينية من خلال أجمل ما قال محمود درويش من قصائد في حق الوطن والقضية، وفي هذا المقال سيتم تناول أجمل ما قال محمود درويش.
أجمل ما قال محمود درويش
هناك العديد من القصائد العظيمة التي كتبها الشاعر الفلسطيني الراحل، والتي يعدّها الكثير من النقاد ليست من أجمل ما قال محمود درويش من الشعر وحسب بل قالوا إنّها من أجمل ما كُتب في الشعر الحديث على الإطلاق بسبب غزارة المعنى وقوة السبك وبلاغة الدلالة، وفيما يأتي بعض من أجمل ما قال محمود درويش من مقطوعات القصائد التي كتبها:
- يحكونَ في بِلادنا يحكونَ في شَجنْ عن صاحِبي الَّذي مضَى و عادَ في كَفنْ ما قالَ حينَ زغردَت خطاهُ خلفَ البابْ لأمِّه: الوَداع! ما قالَ للأحبَابِ، للأصحابْ: موعدُنا غَدًا! ولَم يَضعْ رسالةً كعادةِ المسَافرين تقولُ: إنِّي عائدٌ وتسكتُ الظنُون ولم يخطَّ كلمةً تضيءُ ليلَ أمِّه التِي تخاطبُ السَّماء والأشياءْ، تقولُ: يا وسادةَ السرير! يا حقيبةَ الثِّياب! يا ليلُ! يا نجوم! يا إلهُ! يا سحابُ! أمَا رأيتُم شاردًا عيناهُ نجمتَانْ؟ يداهُ سلَّتانِ من ريحانْ وصدرُه وسادةٌ النُّجوم والقمَرْ وشعرُه أرجوحةٌ للريح والزَّهرْ!
- حاصِر حصاركَ، لا مفرُّ سقطَتْ ذراعُك فالتقطْها واضربْ عدوَّك لا مفرُّ وسقطتُ قربَكَ، فالتقِطْني واضربْ عدوَّك بيْ فأنتَ الآن حُرُّ حرٌّ وحرُّ قتلاكَ أو جرحَاك فيكَ ذخيرةٌ فاضربْ بهَا، إضربْ عدوَّك لا مفرُّ أشلاؤنا أسماؤنا حاصرْ حصارَك بالجنونِ وبالجنونِ وبالجنونْ ذهبَ الذين تحبُّهم ذهبوا فإمَّا أن تكونْ أو لا تكونْ سقطَ القناعُ عن القناعِ عن القناعْ سقط القناعُ ولا أحدْ إلَّاك في هذا المَدى المفتوح للأعداءِ والنِّسيان فاجعلْ كلَّ متراسٍ بلدْ لا لا أحدْ.
- هي هجرةٌ أُخرى فلا تكتُبْ وصيَّتكَ الأخيرةَ والسَّلاما سَقَطَ السقوطُ وأنت تعلو فكرةً ويدًا وشاما! لا بَرَّ إلاّ ساعداكْ لا بحرَ إلاّ الغامضُ الكحليُّ فيكْ فتقمَّصِ الأشياء كي تتقمَّص الأشياءُ خطوتَك الحراما واسحبْ ظلالكَ عن بلاطِ الحاكمِ العربيِّ حتَّى لا يُعَلِّقها وساما واكسرْ ظلالك كُلَّها كيلا يمدُّوها بساطًا أو ظلاما كسروكَ، كم كسروكَ كي يقفُوا على ساقيك عرشا وتقاسموكَ وأنكروكَ وخبَّأوك وأنشأوا ليَديكَ جيشا حطُّوك في حجرٍ، وقالوا: لا تُسَلِّمْ ورموك في بئرٍ، وقالوا: لا تُسَلِّمْ وأَطَلْتَ حربَكَ يا ابن أُمِّي ألفَ عامٍ ألف عامٍ في النهارِ فأنكروكَ لأنَّهم لا يعرفون سوى الخطابة والفرارِ هم يسروقون الآن جلدكْ فاحذرْ ملامحهم وغمدَكْ كم كنتَ وحدكَ يا ابنَ أُمِّي يا ابنَ أكثرَ مِنْ أَبٍ كَمْ كُنتَ وحدكْ!
- سأصير يوما ما أريد سأصير يوما طائرًا وأسل من عدمي وجودي كلما احترق الجناحان اقتربت من الحقيقة وانبعثت من الرماد أنا حوار الحالمين عزفت عن جسدي وعن نفسي لأكمل رحلتي الأولى إلى المعنى فأحرقني وغاب أنا الغياب. أنا السماوي الطريد.
- أمُرُّ باسمِكِ إذ أخْلو إلى نَفَسي كَما يمُرُ دِمَشقيٌّ بأَندَلِس هُنا أَضاءَ لكِ الليمونُ ملحَ دَمي وهَا هُنَا وقَعتْ ريحٌ عَنِ الفَرَسِ أمرُّ باسمك لا جَيشٌ يُحاصِرُني ولا بلادٌ كأنِّي آخرُ الحَرَسِ
مقتبسات درويشية
من أبرز ما يميّز شعر محمود درويش اتّساع المعنى في العبارة الضيقة، وهذا ما يجعل بعض الجمل التي وردت في قصائده تمثل اقتباسات تقدم ملخصات للحياة فيما يتعلق بالحب أو الوطن، وفيما يأتي مقتبسات من أجمل ما قال محمود درويش ممَّا كتب شعرًا أو نثرًا:
- سلام على الحب يومَ يَجيء ويوم يموت ويوم يغير أصحابه.
- من سوء حظّي نسيت أنّ الليل طويل ومن حسن حظك تذكرتك حتى الصباح.
- من لا يملك الحب، يخشى الشتاء.
- الحب مثل الموت وعد لا يرد ولا يزول.
- لا أريد من الحب غير البداية.
- أحببتك مرغما ليس لأنك الأجمل وأفضل بل لأنك الأعمق فعاشق الجمال في العادة احمق.
- هو الحب كذبتنا الصادقة.
- أدرب قلبي على الحب كي يسع الورد والشوك.
- إن وجهي واحد والموت واحد.
- ولكننا سوف نحيا لأن الحَيَاةَ حَيَاةُ.
- أتيت ولكني لم أصل .. وجئت ولكني لم أعد.
- هل في وسعي أن اختار أحلامي، لئلا أحلم بما لا يتحقق.
- لا سر في جسدي أمام الليل إلا ما انتظرت وما خسرت.
- إن أطلت التأمل في وردة، لن تزحزحك العاصفة.
- عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءا يا وطني.
- تعرف ما هو الوطن.. ليس سؤالا تجيب عليه وتمضي.. إنه حياتك وقضيتك معًا.
- فارس يغمد في صدر أخيه خنجرًا بإسم الوطن ويصلي لينال المغفرة.
- قصب هياكلنا وعروشنا قصب.. في كل مئذنة حاو ومغتصب.. يدعو لأندلس إن حوصرت حلب.
- سيمتدُّ هذا الحصارُ إلى أنْ يحِسَّ المحاصِرُ مثل المُحاصَرِ، أنّ الضَّجَرْ صفة من صِفات البشرْ.